الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خلود الجابري ترصد الموروث الشعبي عبر العمارة الخليجية

خلود الجابري ترصد الموروث الشعبي عبر العمارة الخليجية
27 ابريل 2013 23:07
سلمان كاصد (أبوظبي) - تستعد الفنانة التشكيلية خلود الجابري لإقامة معرض فني جديد في العاصمة العمانية مسقط يضم مجموعة جديدة من أعمالها التشكيلية، تحت عنوان «تجليات في العمارة الخليجية». وترى الجابري أن هذه الموضوعة جديدة كلياً في معرض خاص بها، إذ من المألوف الآن أن تكون موضوعة العمارة جزءاً من اهتمامات الفنانين غير أن يخصص لها معرض فني كامل يعتبر حدثاً جديداً. وتقول: «أعتقد أن مدينة مسقط تمتلك الخصائص والسمات الخاصة في العمارة الخليجية الكلاسيكية، ويبدو تشكلها محافظاً على علاقاته البنيوية وحتى في تجانس ملامح البناء الشعبي ومدى علاقته بالموروث إذ لاحظت أن الزخارف الجبسية القديمة استخدمت وبشكل يبدو حديثاً لكنه لا يخلو من سمات البيت الشعبي القديم، أي قدمت مزجاً بين القدامة والحداثة». وعن سبب توجهها إلى قراءة العمارة المسقطية قالت: «هناك تشابه بين العمارة المسقطية والعمارة في الإمارات وبخاصة في دبي والعين بحكم التجانس الجغرافي والاجتماعي والبنيوي ولهذا فإن نتاج هذه البيئة الاجتماعية أن تشكلت روح العمارة بذات النسق المتشابه وعليه فإن الشكل العام للبيوت القديمة تذكرنا بالترابط والتلاحم الأسري بين أبناء المنطقة». الرسم عبر المائيات والأحبار وعن طريقتها في تناول هذا الجانب تقول: «أشتغل في تصوير هذا العالم عبر المائيات والأحبار التي اشتغلت منذ بدايتي عند دخولي عالم الفن التشكيلي، وأعتقد أن ما سأقدم يقرب من ثلاثين عملاً أغلبها تتناول الخاص والذاتي في عالم العمارة، من تشكلات وزوايا غير مألوفة في الطرح الفني». وتضيف: «سيرافق المعرض مادة علمية عن تاريخ العمارة مستندة بذلك على مراجع علمية دقيقة، ربما يتزامن العرض التاريخي مع الأعمال الفنية مباشرة داخل المعرض، وكأنها تقدم جانبين متلازمين وهما الفن والمعرفة العلمية في آن واحد». ملتقى الفنانات وكانت خلود الجابري قد شاركت في ملتقى الفنانات التشكيليات الدولي في مسقط مارس الماضي حيث قدمت عملين تشكيليين لخّصا عنوان الملتقى الذي يدعو إلى حوار الثقافات، ويتناول العملان بحسب الجابري دور المرأة وتحولها وتفوقها من المهمل إلى الاستثنائي حيث استخدمت إيماءات اللون وإشاراته الدلالية في التعبير عن الفكرة. وتقول «قدمت في الملتقى تجربتي الشخصية كفنانة تشكيلية بعد توقفي عن مزاولة الفن لأكثر من تسعة عشر عاماً، ولخصت في عرض تجربتي تلك النقاط الأساسية في حياتي الفنية عندما ظننت في لحظات أنني لن أعود للفن التشكيلي غير أن الإرادة وتأثير دعم الوسط الثقافي التشكيلي في الإمارات جعلتني أعود إلى عالم الفن وبخاصة عندما تشكل معرض «تعابير إماراتية» الذي كان قاعدة لعودتي من جديد ومساهمتي في الفعل الثقافي المحلي والعربي». وتضيف الجابري «في أحد العملين صوّرت جانبين مهمين يعبران عن المرأة وهما السكون والحركة/ الضوء والظل، حيث اشتغلت على ثلاثة ألوان فقط في اللوحة وهي الأزرق بتدرجاته والأحمر الفاتح والأبيض، مستغلة قوة الألوان في التعبير عن الفكرة، وهذا خلاصة لما أردت أن أقوله فنياً داخل اللوحة والذي يتشابه مع ما قلته في عرض تجربتي». وتحلم خلود الجابري بإقامة ملتقى للفنانين التشكيليين الخليجيين يشكل علامة بارزة في إضاءة الفن في المنطقة، يشترك فيه رواد الحركة التشكيلية الخليجية والشباب ضمن ورش عمل حيّة تنقل فيه تجارب أولئك الرواد ومعارفهم إلى الجيل الجديد وبذلك نقدم في هذا الملتقى الأصالة والتحديث وتعتقد أنها تجربة لم تطرح من قبل وتتمنى تحقيقها. تنشيط الحركة التشكيلية وتسهم خلود الجابري في قطاع ثقافي وفني مهم ضمن اشتغالات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، على تنمية القطاع الفني في الإمارات ولها أمنيات كثيرة وأحلام لا حدود لها في المساهمة بالفعل الفني وتنشيط الحركة التشكيلية بأبوظبي عبر التوجه إلى القطاع التعليمي من خلال إقامة الورش واكتشاف المواهب الفنية في مدارس أبوظبي، وتقريب المبدعين من عالم الفن التشكيلي وهو السبيل الأمثل لاكتشاف المخبأ من الإبداع في هذا القطاع المهم. وتقول: «أعتقد أننا محظوظون بتسلم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع حيث نرى نحن الفنانين أن هذا الموقع قد صادف أهله، كون وزير الثقافة محباً للمعرفة وللفنون ويهتم بالكثير من المشاريع الإبداعية بغض النظر عن اختلاف أنواعها. ولهذا وجدنا لمعاليه الكثير من الاهتمامات والدعم اللامحدود للفنون في الإمارات وللفنانين التشكيليين بسبب ثقافته واطلاعه على طبيعة الحركة التشكيلية وروادها والمشتغلين فيها، وهذا ما يدعونا إلى أن نطمح ونتفاءل خيراً بما هو آتٍ من مشاريع مهمة تعود بالخير على الفنان الإماراتي وعلى نشاطات الوزارة في حقل الفنون». وتضيف: «آن الأوان أن نكون في المقدمة كمؤسسة ثقافية مهمة هي وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، لما لها من عراقة وتاريخ متجذر في العناية بالفنون داخل الدولة وخارجها، وهي لا تألو جهداً في أن تحضن الفن الإماراتي، وهذا ما نطمح إليه من أجل ارتقاء الإبداع في الدولة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©