محمد نجيم (الرباط)- صدر مؤخراً، للباحث الاجتماعي المغربي الدكتور أحمد شراك كتاب بعنوان «الكتابة على الجدران المدرسية»، وجاء في 460 صفحة من القطع الكبير.
ويقول الكاتب في مقدمة كتابه الصادر عن منشورات دار التوحيدي بالرباط، أن علم «الغرافينيا» أو الكتابة على الجدران مازال بعيداً عن مناطق الضوء السوسيولوجي والبحث العلمي بصفة عامة؛ بل اكتشفت أن البحث العلمي في هذا الموضوع «هذا التخصص» لم يبدأ في فرنسا إلا في ثمانينيات القرن الماضي. وإن كان قد بدأ في الولايات المتحـدة في نهـايـة الستينيات.
وفي المجمل ما زال البحث طازجاً.. أما في العالم العربي فما لم يبدأ بعد من طرف الباحثين العرب، وإن كانت هناك دراسات من طرف الأجانب حول بعض البلدان كمصر والسودان، ولبنان، وعلما كذلـك بأنه في فرنسا مازال إلى اليوم كثير من الضجيـج الصحفـي حـول المسألـة.. كما هو الشأن في المغرب الآن».
إن الغرافيتيا - برأي الدكتور أحمد شراك خطاب مكتوب، يتّخذ صبغة المناولة والمتابعة اليومية للإنسان ككائن رامز، يشكل فيه البعد الرمزي ملمحا أساسيا على الصعيد الأنطولوجي للإنسان (كوجود دال وفعلي) في أبعاده الثقافية والنفسية والاجتماعية.
خطاب لا يمكن تجاهله أو تجاوزه بغض الطرف، أو ممارسة خطاب تيولوجي من أجل دحضه وتسفيهه و»تتفيهه». إنه خطاب ينم عن نبض تلقائي وحقيقي للإنسان ككائن اجتماعي».
ويضيف الكاتب من هنا، فإن بناء الخطاب ومساءلته علميا يشكلان مدخلا آخر لتحليل وتأويل مختلف الظواهر الاجتماعية التي تعبر عن نفسها بكثير من الجرأة والتلقائية، بعيداً عن لغة المواربة والمخاتلة والتجميل لواقع قد يكون متنطعاً ومنفلتاً ومتوارياً وراء كثير من الظلال والتمويهات.
كما يؤكد المؤلف ضرورة إنتاج متون حول الغرافيتيا في مختلف الفضاءات والأمكنة وتصنيف خطاباتها واهتماماتها.
أما التحليل والتأويل، فقد يكون مثار اختلاف في المنهج والرؤية والأداء، ولكن من المؤكد أننا سنكون أمام خطاب «مبني» يرصد ويعبّر عن واقع حي ظليل يُشكل موضوعا خصبا للبحث العلمي وعلى رأسه البحث السوسيولوجي.
عدد اليوم
