الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي باقر: رد الجميل للوطن بمزيد من العطاء وتأكيد التفوق

علي باقر: رد الجميل للوطن بمزيد من العطاء وتأكيد التفوق
1 مايو 2011 20:33
شاب إماراتي طموح يعمل اليوم في مجال جديد كلياً في الإمارات، تعلم الكثير خلال عمله في الخارج، يدعو أقرانه لبذل الجهد من أجل رد الجميل للوطن الغالي الذي منحه كل الرعاية والدعم منذ مولده، فالاعتماد على الذات وتحمل مسؤولية قراراته والقدرة على العمل في بيئة متعددة الثقافات، عوامل تشجع الفرد على بذل أقصى ما لديه لتأكيد تميزه وتفوقه. بتلك الكلمات يرسم المواطن علي أحمد باقر (الذي يعمل مهندساً في منشآت جلوبل فاونديرز ضمن برنامج بعثات الإمارة)، خريطة طريق المستقبل لأبناء الوطن العاملين في مختلف القطاعات. ويؤكد باقر الحائز شهادة بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة بوردو في الولايات المتحدة، وشهادة مهندس متدرب من ولاية إنديانا الأميركية، أن اكتساب المعرفة يمكنه من القيام بدور أساسي في دعم مستقبل الإمارات، مشيراً إلى أن العمل في مشروع جلوبل فاوندريز يمثل نقطة انطلاق مثالية لتحقيق الطموح للمشتغلين في قطاع أشباه الموصلات. ويقول خلال حواره مع «الاتحاد» :لا شك أن تأسيس مصنع لأشباه الموصلات في إمارة ابوظبي سيسهم في دعم خطة الإمارة الطموحة في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، حيث إن صناعة أشباه الموصلات تحقق إيرادات تتجاوز 300 مليار دولار سنوياً على المستوى العالمي، مضيفا أن القطاع لديه من الإمكانات ما يؤهله للعب دور محوري يتناغم مع توجهات الدولة لتعزيز مبدأ التنوع الاقتصادي. معيار الكفاءة ويتابع باقر: «طريقة التعامل مع الأشخاص في الدول الأوروبية والأميركية تتم وفق الكفاءة دون النظر إلى جنسية ذلك الفرد، وهذا المعيار يخلق البيئة التنافسية التي تشجع الشخص على بذل أقصى ما لديه لتأكيد تميزه وتفوقه، فضلاً عن تعلم لغة وثقافه جديدة، فكل شخص لديه إمكاناته الخاصة، وبالتالي فهو بحاجة إلى رعاية ودعم بحسب متطلباته». وحول الأسباب وراء التحاقه بالعمل في قطاع أشباه الموصلات، يقول الباقر: إن البيئة الديناميكية في مجال أشباه الموصلات تتسم بالتحديث المستمر لمواكبة التطور في قطاع التكنولوجيا، واستدعاء مهارة هندسية وقدرة على الاستجابة السريعة للمستجدات، وهذا ماكان المحفز والدافع الرئيس للالتحاق بالعمل في هذا المجال. ويتابع: «العمل في قطاع أشباه الموصلات يشبه الحياة في بيئة تنمو بوتيرة متسارعه ومتغيرة و بشكل منظم ومدروس، ما يتطلب الاستعداد دائماً للتكيف مع المتغيرات الطارئة بما لا يؤثر على عملية الإنتاج أو أي تأخير للمشروع». رعاية المواهب ويري باقر أن مستقبل القطاع يتطلب رعاية المواهب الشابة وجذب المهارات العالمية المتميزة، معتقدا أن سياسة التعامل مع القطاع تنطلق على المسار الصحيح وأن العمل على تطوير الكوادر البشرية وجذبهم إلى هذا القطاع يمثلان خطوة غاية في الأهمية للنهوض بالقطاع. ويتابع علي أحمد باقر: هناك نقص في الكوادر الوطنية الإماراتية العاملة بقطاع أشباه الموصلات، خاصة تلك التي تمتلك خبرة ومعرفة كافيتين بقطاع أشباه الموصلات، وهذا يعود إلى أن القطاع نفسه جديد بل لم يكن موجوداً في المنطقة، وبالطبع هذا الأمر في طور التغير مع وجود خطط حالية ترمي إلى تأسيس مصنع لأشباه الموصلات في أبوظبي. وحول كيفية التحاقه بقطاع أشباه الموصلات، أفاد باقر بأن الفرصة سنحت له بعد تخرجه في الجامعه لإجراء مقابلة عمل مع شركة استثمار التكنولوجيا المتطوره (آتيك)، والتي قدمت له خيارين، إما العمل لدى «آتيك» في مجال الاستثمار أو العمل في منشأة تصنيع جلوبل فاوندريز خارج الدولة لمدة تتراوح بين12-24 شهرا، ليعود للعمل في منشأة تصنيع أشباه الموصلات في أبوظبي. وقال: اخترت العمل في مجال الهندسة بدلا من قطاع المال والاستثمار، لألتحق بشركة غلوبل فاوندريز، والتي قامت بتنسيق رحلة تعريفية إلى منشأة التصنيع في ألمانيا على مدى أسبوع للتعرف بشكل أوسع على قطاع أشباه الموصلات، ثم اخترت العمل في قسم إدارة منشآت قطاع أشباه الموصلات، مشيرا إلى أن برنامج العمل في الخارج يمثل طريقة متميزة لإعداد المرشحين الإماراتيين ممن يمتلكون الخبرة والمعرفة اللازمتين لدعم مشروع منشأة تصنيع أشباه الموصلات في أبوظبي (فاب 9). ويرجح باقر توجه الكثير من الشباب المواطنين إلى العمل بالقطاع خلال الفترة القليلة المقبلة نظراً للطبيعة التنافسية للشباب الإماراتيين، ورغبتهم الدائمة في خوض غمار التحدي، إضافة لإطلاق برنامج الدبلوم العالي في تكنولوجيا أشباه الموصلات لدى «بوليتكنك أبوظبي»، والتعاون مع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وبرنامج النخبة وغيرها لتصميم برامج أكاديمية لهندسة أشباه الموصلات. وأكد أن شركة استثمار التكنولوجيا المتطوّرة «آتيك» تتخذ الخطوات الصحيحة نحو إعداد الكوادر الوطنية الشابة القادرة على العمل في هذا القطاع من خلال توفير الفرصة للحصول على المعارف والخبرات اللازمة داخل الدولة دون أن يضطر الطلاب للسفر إلى الخارج. طبيعة العمل ويعمل باقر حالياً مهندس منشآت في قسم المعدات الميكانيكية. وتتضمن مسؤولياته المحافظة على ظروف العمل في الغرف النظيفة الموجودة ضمن حدود منطقة الإنتاج بدءا من عملية دخول الهواء من خارج المنشأة، مروراً بعدة مراحل من التصفية للوصول إلى الجودة المطلوبة وفق معيار آيزو 5، إضافة إلى التأكد من انعدام وجود الأيونات في أماكن معينة في الغرف النظيفة، التي يمكن أن تسبب ضرراً لشريحة الرقائق الإلكترونية وكذلك مراقبة وتصفية الهواء المستنفد بما يتوافق مع الشروط البيئية المعتمدة و الإشراف على أنظمة شفط الهواء المطلوبة في التعامل مع شرائح الرقائق الإلكترونية، بالإضافة إلى مراقبة توزيع مياه التبريد والتدفئة عبر الأنابيب الخاصة. وتسعى«آتيك» لزيادة الموارد البشرية المواطنة الماهرة في القطاع من خلال 7 مبادرات تعليمية وتأهيلية، ومن ضمن المبادرات تأسيس معهد تعليمي لتخريج الفنيين، الذين يحتاجهم القطاع حيث سيتم قبول 100 شخص العام الجاري، ليصبح إجمالي الخريجين مع بدء تشغيل المصنع خلال 3 سنوات نحو 550 فنياً مواطناً يتم توظيفهم بالكامل في مصنع أشباه الموصلات، كما بدأت الشركة بإرسال بعثات من الكفاءات المواطنة إلى الولايات المتحدة واليابان لدراسة قطاع التكنولوجيا وأشباه الموصلات، بحسب ما أعلنته الشركة مؤخراً. استثمار أبوظبي في أشباه الموصلات أشارت التقارير الصادرة مؤخرا في القطاع إلى أن أكثر من مليار جهاز حول العالم يستخدم أشباه الموصلات، مع توقعات أن تصل تـلك الأجهزة خلال 10 سنوات لنحو 100 مليار جهاز تحتوي أشباه الموصلات. وتحتوي عملية إنتاج أشبـــاه الموصلات على 4 مراحل هـــي التصنيع والتجميع والتغليف والتسويق وتركز أبوظبي على المرحلة الأولى «التصنيع» لأشباه الموصلات بهدف اعتماد أبوظبي كجزء أساسي من المنظومة التكنولــوجية العـالمية لذلك القطاع وأن تكون الإمارة نقطة محورية في الشبكة العالمية للتكنولوجيا. الجدير بالذكــر، أن إمارة أبوظبي قررت في عام 2008، أن تضـخ استثمارات كبيرة في صناعة أشباه الموصلات، وذلك بعـد دراســـات أكدت أن هذه الصناعة تحدد وترسم مستقبل البشريـــة حيث يتسم القطاع بالتوسع الدائم والمستمر، كما هذه الصناعة هي واحدة من أكثر الصناعات تعقيداً في العالـم. فمن الممكن أن تستوعب شريحة إلكترونيّة أكثر من ملياري ترانزسـتور، رغـم أن حجم تلك الشريحة لا يتجـاوز بعض المليمترات، كمـا لاتوجد صناعة أخرى تتضاعف إنتاجيتها بنفس الوتيرة وبدون زيادة تذكر في التكلفة. ويأتي القطاع ضمن خطة رؤية أبوظبي 2030 والتي تركـز على عدد من القطاعات التي تحقق التحول الاقتصادي، ومنها الطيران والتكنولوجيـا والرعاية الطبيّة، ليتماشى الاستثمار في أشباه الموصلات مع رؤية الإمارة ويسهـم بشكل فاعـــل في تمكين أبوظبي من تنويع اقتصادها خــلال العقدين المقبلين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©