الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شهادات مبدعين توثق التجربة الثقافية والإنسانية لعبدالله حبيب

شهادات مبدعين توثق التجربة الثقافية والإنسانية لعبدالله حبيب
27 ابريل 2013 23:08
إبراهيم الملا (الشارقة) - يعد الأديب والناقد والسينمائي العماني عبدالله حبيب من الأسماء الثقافية المتوهجة في المشهد الخليجي خصوصا والعربي عموما، فمنذ ثمانينيات القرن الماضي ظل صوت عبدالله حبيب مختلفا ومتألقا ومحاطا بأبعاد شمولية لثقافة إنسانية تنطلق من الشخصي والذاتي نحو ما هو إنساني وعامر بالتقاطعات الفكرية والفنية التي تثري وجود المثقف وتؤكد تأثيره الجمالي فيما يحيط به، أينما كان هذا المثقف، وفي أي زمن تواجد فيه وتوافدت على مسكن روحه أسئلة الدهشة بكل ضراوتها وشفافيتها أيضا. وبمناسبة فوز عبدالله حبيب بجائزة الإنجاز الثقافي البارز في سلطنة عمان لعام 2011 أصدرت دار الانتشار العربي كتابا بعنوان «ليس من زماننا، عبدالله حبيب»، وتضمن الإصدار الذي اشتمل على 283 صفحة من القطع الوسط، وحرره الكاتب سليمان المعمري انطلاقا من مبادرة «القراءة نور وبصيرة»، مجموعة من الشهادات لرفقاء الكتابة والشعر والسينما الذين تواصلوا بعمق وانصهار وحب مع التجربة الثقافية الثرية والممتدة والمتعددة الأنساق لعبدالله حبيب، كما تضمن الإصدار حوارا مطولاً عن الحياة والأدب والسينما والسياسة أجراه سليمان المعمري مع الشخصية المحتفى بها في الكتاب، وورد في مقدمة الحوار «أن لاشيء يضاهي متعة القراءة لعبدالله حبيب من محاورته، وفي كلا الأمرين نحن على موعد مع الصدق والشفافية والبوح الآسر وغير قليل من الجرأة، ونحن أيضا مع شخصية متسمة بالعصامية الشديدة، والاعتماد الكامل على الذات، ومساعدة الآخرين في الوقت نفسه، وكيف أنه خرج ذات يوم من قريته الأسطورية، ومكانه المستحيل : (مجزّ الصغرى) ليصبح « أصغر مرتزق في التاريخ» بحسب سخرية صديقه المقرب الراحل أحمد راشد ثاني. وبرّر الأديب العماني سعيد الهاشمي من مبادرة (القراءة نور وبصيرة) اختيار عبدالله حبيب كي يكون عنوانا ومتنا للكتاب إلى أنه المثال الأبرز بين المثقفين المعاصرين الذين يساهمون بصدق في الرؤية المشمولة بحوار متمدّن، واع، ومسؤول، ولأنه ــ كما أشار ــ شخص كرس حياته للبحث في البعد المعرفي العميق، واحترام الإبداع الإنساني المختلف والمتنوع ذي القيمة المضافة العالية من أجل ثقافة الحب والخير والجمال. ووصف الشاعر البحريني قاسم حداد في شهادته عن عبدالله حبيب بأنه كان مأخوذا بالأسئلة عندما تعرف عليه في بداية الثمانينيات، وقال بأن هذه الخاصية هي التي صاغت منه كائنا مجبولا على مراجعة الواقع وإعادة النظر في الحقائق، مشيرا إلى أن عبدالله حبيب قدم نموذجا شخصيا في إمكانية بناء الذات الثقافية بشروط حرة بالغة الالتباس مقارنة بالجوانب التقليدية المحيطة بهذه الذات. وقالت عنه الشاعرة الإماراتية ميسون القاسمي بأنه مثقف يدور حول فكرة الثقافة بشكلها المستمر، وهو المغامر الذي لا يرتهن لتصنيف أدبي وفني معين، ووصفته بأنه شجرة تثمر إبداعا وتسقى من ماء الجداول والسيول القادمة من جبال عمان، وأنتج مع مبدعين عمانيين آخرين غابة هائلة في الصحراء. أما الشاعر والسينمائي الإماراتي مسعود أمر الله فوصفه في شهادته بأنه عاشق للسينما والسينمائيين الكبار امثال بازوليني وبريسون وتاركوفسكي الذين يسكنون فيه ويعيش فيهم، مضيفا: «يفعل عبدالله غير ما نفعله نحن، لأننا نشاهد الأفلام، بينما يبدو هو وكأنه خارج للتو من موقع التصوير»! ويقول عنه عبدالرحمن الشامسي مدير دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة سابقا بأنه مدافع شرس عما يؤمن به، وأنه يدهشك عندما يعبر عن صدق آلامه، وعمق وعيه وإخلاصه على الرغم من معاناته من ذلك كله، وشبهه الشامسي بطائر الفينيق الذي يخرج من رماده عملاقا بكل جرأة الواثق، وإصرار الواعي، وحزم المتيقن. ويقول عنه الشاعر الاماراتي محمد المزروعي: «ليس من الصعب الكتابة عن (شخص) عبدالله حبيب ، شخصه وليس هو، إذ أنه ينتسب إلى الوضوح بما يكفي ذلك أن يكون عملا مبرمجا لصالح مكتنفاته القبلية، فمن الجليّ إطلاعا على مسيرته النظرية والتنظيمية، إنه قرر العيش خارج الإيهام، وبدء سبر غيريّته هو شخصيا، بما تعنيه الغيرية من الفصل بين الذات والموضوع». ويرد في الكتاب تعليق للشاعر الإماراتي الراحل أحمد راشد ثاني حول العلاقة الفائضة شعرا ومناكفة وجنونا والتي جمعته بعبدالله حبيب منذ لقائهما الأول بأبوظبي في بداية الثمانينيات قائلاً: «لم يكن عبدالله حبيب يعتقد يومذاك أنه سينشغل حدّ عظمه الهزيل بالسينما، كما لم يتخيل إمكانية الشروع بنشاط سينمائي في مدينة أبوظبي» واصفا إياه بأنه من الشخوص والعقليات التي سايرت حلم المجمع الثقافي وقتها في ترسيخ الفن السابع، والدفع بهذه المغامرة إلى أقصى ما تستطيع المؤسسة أن تقدمه للفرد، وأقصى ما يستطيع الفرد أن يتعاون فيه مع المؤسسة. وتضمن الكتاب شهادات متشعبة في خصوصية قراءتها لتجربة عبدالله حبيب النقدية والفنية، وفي تداخلها واشتباكها أيضا من خلال رافدها الأساس المتمثل في الاحتفاء بمبدع من طينة أو طبيعة خاصة يصعب تكرارها ونسخها، ومن هؤلاء الكتاب والشعراء المساهمين في الكتاب خالد البدور من الإمارات، وأمين صالح، والدكتور حسن مدن من البحرين، والشعراء خميس قلم، وإبراهيم سعيد، وصالح العامري، وناصر صالح، وسماء عيسى، وعبدالله الغافري، وعبدالله البلوشي، وفاطمة الشيدي من سلطنة عمان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©