المعرض الدولي للصيد والفروسية ينطلق في أبوظبي بعد غد

تستضيف إمارة أبوظبي بعد غد الأربعاء فعاليات الدورة الجديدة من المعرض الدولي للصيد والفروسية ''أبوظبي ''2008 تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي صقاري الإمارات، وبتنظيم من نادي صقاري الإمارات، ودعم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث· وقال محمد خلف المزروعي رئيس اللجنة العليا المنظمة إن المعرض الدولي للصيد والفروسية، الذي تستمر أعماله مدة أربعة أيام، يشكل فرصة ثمينة للمساهمة في المحافظة على تراث المنطقة العريق ومكانته السامية، والتعريف بإنجازات وخطط الدولة في تحقيق التنمية المستدامة، وإبراز الصورة الحضارية لدولة الإمارات· وأضاف أن المعرض يعمل، وعلى نفس الدرجة من الأهمية، للترويج السياحي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات، خصوصاً أن عشرات الآلاف من هواة الصيد والفروسية قد بدأوا يتوافدون على أبوظبي لزيارة معرضها الدولي المتخصص الذي باتوا يترقبونه سنوياً· وأكد صقارون من دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي أن المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي يُقام سنوياً في العاصمة الإماراتية أصبح وجهةً لكل من تعلق قلبه برياضة الصيد بالصقور، وغداً الموعد الرسمي لبدء موسم الصيد ونقل الصقور من مقيظها· ويقول أحد الصقارين الكويتيين إنه عندما تبدأ فترة مقيظ الطير، ''وما إن نقوم نحن كصقارين بربط الطيور في الأماكن المخصصة لها في فصل الصيف بعد موسم الصيد الممتع، إلا وتبدأ معاناة الانتطار ومقاومة هذا الفصل الثقيل بأي شكل من الأشكال، ولكن ما يهوّن علينا ويساعدنا على التغلب على معاناة الانتظار هو ذلك الحدث الذي أصبحنا نرتقبه من عام إلى عام وبشوق كبير، ألا وهو معرض الصيد الدولي الذي تنظمه دولة الإمارات مشكورة في أبهى وأجمل صورة''· ويرى صقار سعودي أن معرض أبوظبي يجمع عالم الصيد بشتى وسائله وأشكاله تحت سقف واحد وبطريقة راقية تتناسب مع رقي هذا البلد، مضيفاً أن المعرض وفّر الكثير من الوقت والجهد في الحصول على ''احتياجاتنا من وسائل وأدوات صيد ومعلومات نكتسبها من خلاله، فهو بالفعل مركز تجتمع فيه العديد من الشركات وبأشكالها المختلفة لكي توفر للزائر ما يحتاجه وبأيسر السبل، فنحن على موعد مع هذا الحدث وبأيامه الجميلة التي قد تكون غير كافية، ولكنها تؤدي ما هو مطلوب من هذه التظاهرة العالمية''· مسابقة شعرية من جهة ثانية، فقد ساعد المعرض في زيادة إنتاج شعراء الصقارة عبر مسابقة أجمل القصائد التي درجت في إطار فعاليات المعرض· وأكد المزروعي أن الشعر النبطي يبقى بجماله الأخاذ وقربه من الوجدان الشعبي، المجال التعبيري الأكثر شعبية وانتشاراً في منطقة الخليج خاصة والجزيرة العربية عامة، بل وفي أرجاء كثيرة من الوطن العربي· وحرصاً من نادي صقاري الإمارات على التفاعل والتواصل الدائم مع هواة ومتذوقي هذا الشعر الأصيل، وبالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ينظم المعرض مسابقة شعرية لأفضل القصائد التي تنظم في وصف الطير والمقناص، وتهدف المسابقة للربط بين فنين تراثيين عريقين هما الشعر النبطي الذي يعبّر عن الوجدان الجمعي ويمتع الذوق العام، والصيد والفروسية اللذين يعتبران من أبرز الفنون المعبرة عن القيم العربية الأصيلة· وأوضح المزروعي أن مسابقة الشعر الخاصة بالمعرض قد ساهمت في رفع عدد القصائد التي تتعلق برياضة الصيد بالصقور لدرجة كبيرة جداً بعد أن كانت نادرة جداً، حيث سيتم اختيار أجمل قصيدة في وصف الطير، أجمل قصيدة في وصف المقناص، وأجمل قصيدة في فقدان الطير، ويُشارك في تحكيم القصائد عدد من أهم الشعراء والباحثين الخليجيين المختصين بالشعر النبطي· وحرصت مجلات عديدة على المشاركة في المعرض الدولي للصيد والفروسية، وذلك لما يوفره لها هذا المعرض من شهرة وانتشار جماهيري كبيريْن، سيوسع نطاق توزيعها، وقد كانت المجلات، ذات الطابع التراثي من أكثر تلك المجلات حضوراً، لأنها ستحقق من مشاركتها هدفاً مزدوجاً، فعلاوة على الجانب الترويجي الذي ستحصل عليه فإن المعرض بما يحتوي عليه من معروضات ومن يرتاده من شخصيات مهتمة بالتراث بكل فروعه وأنواعه، يمثل بالنسبة لها مادة ثرية، داخلة في صلب اهتمامها، وسيشكل لها مخزوناً صحفياً نادراً، يغذيها على مدار أعداد عديدة· فعاليات تراثية وأكد عبدالله القبيسي مدير المعرض وعضو اللجنة العليا المنظمة، أن المعرض سيشهد مُجدداً إطلاق فعاليات تراثية مبتكرة من أبرزها تنظيم مزادات الصقور والخيول والهجن، والتي حازت شهرة إقليمية وعالمية واسعة في الدورات الماضية للمعرض، وينتظر انطلاقها بشغف الآلاف من أبناء المنطقة· وللعام الثاني على التوالي يُقام مزاد الصقور الذي شهد إقبالاً واسعاً من مالكي مزارع الصقور في دورته الأولى لعام ·2007 ويهدف للترويج لاستخدام الطيور المكاثرة في الأسر لممارسة رياضة الصيد بالصقور كبديل عن الصقور البرية المهددة بالانقراض، وتفعيل خطط واستراتيجيات الصيد المستدام التي توازن ما بين صون التراث وحماية البيئة، ويقام المزاد على الصقور المكاثرة من نوع بيور 7/،8 جير شاهين 3/،4 باربري و50/·50 ويسمح لكل عارض المشاركة بـ4 صقور في المزاد مع اشتراط توفير معلومات كاملة عن الصقر من لون وحجم ووزن، ووجود شهادة السايتس للصقور المشاركة في المزاد، وفيلم لمدة دقيقتين يعرض فيه مهارات الصقر، إن أمكن· كما يشترط على مالكي الطيور الفائزة في مسابقات المعرض الخاصة بجمال الصقور إدخالها في المزاد· أما بالنسبة لغير المشاركين في المعرض، فسيتم حسم 15% من المبلغ الإجمالي المُباع به الصقر بالمزاد· وتقيم اللجنة العليا المنظمة كذلك المزاد الرابع للخيول خلال المعرض، وذلك بمُشاركة عدد كبير من أشهر ملاك الخيول في المنطقة والعالم، وبعدد كبير من الخيول معظمها من الخيول العربية الأصيلة ذات الكفاءة العالية والتميز الواضح· ومن المتوقع أن يشهد المزاد إقبالاً كبيراً على الشراء كما في الدورات الماضية، وسيتم تزويد الراغبين في الشراء بكتيب يتضمن بيانات تفصيلية عن كل جواد مع صور توضيحية وعرض لمزاياه ومقدراته وأبرز استخداماته، مع معلومات وافية عن أصوله والنتائج التي حققته في مضامير سباق الخيل العربية والعالمية· يُذكر أن دولة الإمارات قد استطاعت أن تسجل كإحدى أفضل دول العالم في مجال تنظيم المزادات وسباقات الخيول، وأصبحت ملتقى لأفضل الخيول وملاكها والمدربين والفرسان في العالم· كما تقام خلال المعرض فعاليات المزاد الرابع للهجن العربية، وهو الوحيد من نوعه للهجن المكاثرة على مستوى العالم، وذلك بالتعاون مع مركز الأبحاث البيطري للهجن في سويحان المركز العالمي المرموق في مجال علم تكاثر الإبل، وسوف يكون إجمالي الهجن المعروض في المزاد حوالي 80 رأساً من خيرة السلالات الموجودة بالدولة، وهذه المكرمة مقدمة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، حيث إن ريع هذا المزاد سوف يذهب لدعم أبحاث الهجن، علماً بأن هذه الإبل تم إنتاجها عن طريق عملية زرع الأجنة بمركز الأبحاث البيطري· وسبق للمزاد أن حقق مبيعات عالية جداً في دوراته الماضية، حيث بيعت جميع الهجن التي تم عرضها في المزادات، وتجاوز سعر بعضها أكثر من مليونين ونصف مليون درهم (حوالي 700 ألف دولار)، وهي من الهجن المكاثرة في مركز الأبحاث في سويحان· وكما هو معروف، فإن الناقة تنجب مولوداً واحداً كل سنتين، ولكن التقنية الحديثة المتوفرة بمركز سويحان، وهي تقنية زرع الأجنة، يمكن من خلالها للناقة أن تنجب 5 مواليد على الأقل خلال السنة الواحدة