يواجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أخطر أزمة سياسية منذ بداية ولايته عام 2007 مع فضيحة “وورث - بيتانكور” وآخر فصولها شبهة فساد في تمويل حملته لانتخابات الرئاسة الفرنسية في ربيع ذلك العام. لكنه رفض الاتهامات الموجهة إليه واعتبرها “افتراء يهدف إلى تلطيخ السمعة من دون أي أساس”.فقد أبلغت كليرت. المحاسبة السابقة لدى وريثة مجموعة “لوريال” لمستحضرات التجميل ليليان بيتانكور المتهمة بالتهرب من دفع الضرائب، الشرطة الفرنسية الليلة قبل الماضية أن وزير العمل الفرنسي اريك وورث تسلم من بيتناكور، بصفته أميناً لصندوق حزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية” بزعامة ساركوزي مبلغ 150 ألف يورو نقداً لتمويل حملة ساركوزي الانتخابية 2007.
واستمعت الشرطة إلى إفادتها أمس الأول في إطار التحقيق بشأن تسجيلات سرية بين ليليان بيتانكور ومدير ثروتها باتريس دومايستر. وقال وكيلها المحامي أنطوان جيلو “تم الاستماع إليها على مدى عدة ساعات، إلا أن ذلك لم يكن كافياً، حيث عاود المحققون التحدث معها هاتفياً في المساء ثم عادوا لاستجوابها في منزلها”. وأضاف: “ليست هي من سلم المبلغ لاريك وورث. فهي لم تكن حاضرة على العشاء بين وورث وباتريس دومايستر الذي سلمه إياه”. كما أكدت أن ساركوزي كان خلال رئاسته لبلدية نويي غرب باريس بين عامي 1983 و2002، “ضيفاً دائماً” على مائدة آل بيتانكور وكان يتسلم مظروفه هو أيضاً”.
ورداً على ذلك، قال ساركوزي في مؤتمر صحفي أثناء زيارته مستشفى في ضاحية بري - كونت - روبير قُرب باريس: “أرغب بشدة في أن يشتد الحماس في البلاد للتصدي للقضايا الكبرى مثل الصحة وتنظيم قطاع الصحة وكيفية دفع النمو بدلاً من الانجراف وراء فرية لا هدف منها سوى تلطيخ السمعة من دون أي أساس في الواقع”. وأضاف: “آسف.. العصر الذي ينصب فيه الاهتمام بالشخص الذي يثير فضيحة أكثر من الشخص الذي يعالج أو يعمل أو يبني”.
والقيمة القصوى المسموح بها قانوناً لتبرعات التمويل السياسي في فرنسا هي 7500 يورو للحزب سنوياً و4600 يورو للمرشح.
ونفى وورث أيضاً تورطه في هذه الفضيحة. وقال في حديث لتلفزيون “إي. تيلي” الإخباري الفرنسي “في رأيي، لا يوجد ما يمكن لومي عليه، فالأمور كلها واضحة وكل شيء نظيف وواضح. نستطيع دائماً تصديق الإشاعات التي نريدها. لم أقبض يوماً على الصعيد السياسي يورو واحداً بطريقة غير شرعية”.
وقال عضو في حزب ساركوزي، طلب عدم كشف اسمه: “بدأنا نقترب من أزمة نظام”. وقال رئيس كتلة “الحزب الاشتراكي” الفرنسي المعارض جان مارك ايرولت “إن مسألة بيتانكور بدأت تسبب أزمة سياسية على رأس الحكومة”. وتساءل: “أين هي اليوم مصداقية الحكومة التي تبشر الفرنسيين بالتقشف وتطلب منهم بذل مجهود وهي في الوقت عينه لا تشكل لهم نموذجاً يحتذى به؟”. وجدد المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق سريعاً وتنحي وورث.
عدد اليوم
