السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكيمياء الخضراء تسهم في إنتاج الطاقة النظيفة وتحقق التنمية المستدامة

الكيمياء الخضراء تسهم في إنتاج الطاقة النظيفة وتحقق التنمية المستدامة
1 مايو 2011 20:37
تعتبر الكيمياء الخضراء وجها مشرقا آخر للكيمياء، وقد أدى الحرص على التوازن البيئي وتوفير متطلبات الحياة وحمايتها، إلى انطلاق نداءات عديدة للاهتمام بعلم البيئة والكيمياء، حيث يمكن من خلال تلك العلوم التوصل إلى معالجة العديد من أسباب الخلل في التوازن البيئي، وهذا يتطلب استحداث وتطوير خطط ومناهج دراسية جديدة على مستوى مرحلة التعليم الجامعي وما قبله، بحيث تدعم مخرجات التعليم وتشجع البحث العلمي، وتوفر الحقائق العلمية والدراسات التي عليها يستند التخطيط السليم. الطاقة النظيفة ويطالب الدكتور عديسان إبراهيم أبوعبدون بكلية العلوم قسم الكيمياء بجامعة الشارقة، ضمن هذا الإطار، معدي البرامج و المناهج العلمية، بإدخال موضوعات تهدف إلى إكساب المهارات والتدريبات للطلبة والباحثين وسوق العمل، كما طالب الدول التي تزدهر فيها الصناعات الكيميائية والبتروكيميائية، بإعداد الكوادر القادرة على التعاطي مع منجزات وتقنيات العصر وهمومه. وقد دعا عديسان إلى ترسيخ البعد البيئي لدى جميع أفراد المجتمع عند ممارسة أي نشاط علمي، مع التأكيد على مفاهيم مهمة مثل الكيمياء الخضراء والتنمية المستدامة، وكذلك دراسة أبعاد إنتاج الطاقة النظيفة في المستقبل - طاقة المستقبل، وفي مقدمتها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوفيرها واستخدامها بغرض التقليل من التلوث البيئي. علم الكيمياء الخضراء وقد نتج عن ذلك علم الكيمياء الخضراء في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وتهدف إلى إعادة بناء العمليات التحضيرية للمركبات الكيميائية، بحيث يتم تقليل المواد الملوثة للبيئة أو لصحة الإنسان أثناء عملية الإنتاج الأولية، بدلا عن بذل الجهد على إزالة ومعالجة مشكلة التلوث بعد حصولها. لذا فإن الكيمياء الخضراء تسعى لجعل علم الكيمياء علما شاملا متكاملا، عن طريق خفض ما يسببه التصنيع الكيميائي والعمليات الكيميائية، من خلال الصناعات الصيدلانية والدوائية و البترولية والبلاستيكية لأكبر حد، وأيضا منع تكون هذا التلوث في المقام الأول، وهذا يعني تجنب أي نوع من الضرر الذي يمكن أن يواكب التقدم الصناعي والتقني من خلال إحلال المفهوم البيئي النظيف. تهدف الكيمياء الخضراء إلى ابتكار مواد كيماوية جديدة تعود بالفائدة على البيئة، مثل منع استخدام المواد المستخلصة من الكائنات الحية المهددة بالانقراض، والمواد التي تستعمل كبدائل عن تلك التي تعود عمليات تصنيعها أو استعمالها بنتائج سلبية على البيئة. التنمية المستدامة ويرى عديسان أنه من خلال توظيف تطبيقات الكيمياء، مثل استعمال المحفزات ذات الفعالية العالية وذات المردود والنقاوة الفائقة، وكذلك استعمال المذيبات أو تصميم العمليات الصناعية تحل المشكلات العالمية، مثل المواد المستفزة لطبقة الأوزون، والمسببة لظاهرة الاحتباس أو الأمطار الحمضية أو غير ذلك. فالكيمياء الخضراء تمثِّل نوعا جديدا من الابتكار العلمي من شأنه أن يحقق التنمية المستدامة المتوافقة مع البيئة، من دون تراجع عن منجزات التقدم الصناعي، وأن يواكب التقدم الصناعي والتقني مع محاولة إحلال المفهوم البيئي النظيف، الذي يتوقف إلى حد كبير على العوامل المحفزة أو المساعدة، ومن خلالها تساهم بدورها إلى حد كبير في تغيير مسار الكثير من عمليات التصنيع الكيميائي لصالح المنظومة البيئية. وقد ازدهر علم الكيمياء الخضراء بعد عام 2005 بعد تطوير تفاعل نزع الأكسجين، الذي طوره الكيميائي بارتن ماكمبي، حيث تم استبدال مجموعة الهيدروكسيل بالهيدروجين في المركبات العضوية، وتم استبدال مركبات القصدير السامة والمكلفة وصعبة التعامل معها، بطرق بسيطة خالية من المواد السامة. وكان لإسهامات الحاصلين على جائزة نوبل في الكيمياء في هذا العام، دور كبير في توفر العوامل المساعدة لتطوير الكيمياء الخضراء، وهناك أصدقاء للبيئة من خلال منتجات وبدائل طبيعية، ويرتكز علم الكيمياء الخضراء على تصنيع وإنتاج مواد جديدة خالية من الملوثات البيئية، وعلى استبدال المواد المشتقة من مصادر بترولية بمواد طبيعية مستقاة من منتجات زراعية، كالقمح والبطاطا والزيوت النباتية المختلفة. التوازن الحيوي يوضح عديسان قائلا: يتطلع الكيميائيون إلى تكون منتجات مشابهة في الخواص للمنتجات المصنعة من مشتقات بترولية، فعلم الكيمياء الخضراء يتطلع إلى إنتاج مواد وعمليات كيميائية أكثر كفاءة وأقل كلفة، وإن ما تسعى إليه الكيمياء الخضراء من إعادة تشكيل عالمنا وتصنيع منتجات من مواد طبيعية، يعتبر خطوة مهمة نحو وقف التلوث البيئي والعودة تدريجيا نحو الطبيعة، ولكن ينبغي أن يتم ذلك بأقل التكاليف المادية، مع مراعاة النظام البيئي لحفظ التوازن الحيوي لكوكب الأرض.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©