السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صائدات» الأشباح.. والعنصرية!

«صائدات» الأشباح.. والعنصرية!
31 أغسطس 2016 19:50
فاطمة المزروعي تعني كلمة أشباح رؤية إنسان أو حيوان بطريقة غير واضحة، وتعد الأشباح من أشهر الظواهر التي تتم دراستها والبحث عنها في علوم ما وراء الطبيعة، إذ يوجد حول العالم ما يقارب مليون جمعية متخصصة في هذا المجال. ويُقال إن الأشباح هي أرواح الذين قُتلوا ظلماً، ومن أشهر الادعاءات ما ذكره القس الروسي ديمتري عام 1911 من أن هناك فتاة شابة طلبته أن يدلها على الطريق، وعندما أرشدها لاحظ أن رقبتها تنزف، في اليوم التالي وصله خبر موت فتاة من النبلاء بعد قطع رأسها، وكانت لها مواصفات الفتاة التي قابلها. لكنّ أقوالاً أخرى ترى أن الأشباح الطيبين الذي لا يؤذون أحداً هم ملائكة، والأشرار هم شياطين، ولا يمكن للموتى أن يعودوا إلى الحياة، رغم ذلك تنتشر الكثير من القصص حول المنازل المسكونة والأشباح سواء كانوا موتى أو شياطين، ضمنها قصة القصر الشهير «قصر كليمز التاريخي» الموجود في اسكتلندا، ففي العام 1034 قام بعض من المتمردين بقتل الملك مالكولم، وحرق زوجته جانيت دوجلاس بتهمة الشعوذة والتي تبين بعد سنوات براءتها، وتم تداول أن طيف السيدة دوجلاس لا يزال يعيش في ذلك القصر. يقودنا هذا إلى فيلم «صائدو الأشباح» الذي عُرض هذا العام، والذي يصنَّف ضمن أفلام الخيال العلمي والكوميديا، من إخراج «بول فاي»، وبطولة أربع ممثلات أمريكيات وهن «ميليسا مكارثي» الحائزة على جائزة الإيمي التي تُمنح للمسلسلات والبرامج التلفزيونية وهي تماثل جائزة الأوسكار، إلا أن الأوسكار خاصة بالأفلام، والممثلة وكاتبة السيناريو «كريستين ويج»، والفنانة وممثلة الأصوات «كيت ماكينون»، والممثلة «ليسلي جونس»، ويعد الفيلم عبارة عن إصدار ثانٍ لفيلم «غوستباسترز» المنتج عام 1984. القصر المسكون تبدأ القصة بـ«آرين» التي تحاول جاهدة لسنوات أن تعين رسمياً كأستاذة في الجامعة التي طالما حلمت بالعمل فيها، جامعة كولومبيا، وفي هذه الأثناء تُفاجأ بأن أحدهم جاء إليها طالباً المساعدة، حيث يخبرها أن قصر والده «مسكون»، وعندما حاولت إقناعه أن هذا ليس مجالها أخرج لها كتاباً قامت بتأليفه منذ سنوات، ذلك الكتاب الذي سعت باستماتة لإخفائه ونسيانه، إذ يشكل وصمة عار بالنسبة إليها، وقد صدمت عندما وجدته معروضاً للبيع على موقع «أمازون»! وقد تم ذلك من خلال صديقتها «آبي» شريكتها في تأليفه. تتجه «آرين» غاضبة إلى معمل صديقتها، عالمة الفيزياء والتي كانت تعمل على أبحاث «الأشباح» برفقة مخترعة أخرى «جليان»، وعندما أخبرتها أنها علمت عن أمر وجود الكتاب من خلال رجل يدّعي أن منزله مسكون، فقدت «آبي» صوابها وتجاهلت طلب صديقتها بإلغاء نشره، وأسرعت لأخذ ما تحتاج إليه للذهاب إلى المنزل المسكون هي و«جليان»، رافقتهم «آرين» لكن لترغم «آبي» على إلغاء نشر الكتاب، وهناك يشاهدن الشبح الحقيقي الذي يعيش في القصر، صرخن فرحات بعد مشاهدته، خصوصاً «آرين» التي اعتقدت أنها فقدت شغفها في هذا المجال منذ زمن. انتشر المقطع عبر «يوتيوب» وبسببه تم رفض طلب «آرين» العمل كأستاذة في جامعة كولومبيا، فانتقلت مع صديقتيها «آبي» و«جليان» للبحث في قضية الأشباح، إلا أنهن مرة أخرى طُردن من الجامعة التي كن فيها، وانتقلن إلى دور مستأجر يقع تحته مطعم صيني، وطلبن موظفاً للعمل كسكرتير، لكن لم يتقدم إلى هذه الوظيفة سوى شاب أحمق، «كيفن»، وهنا يأتي دور الممثل الأسترالي «كريسهيمسوورث»، حيث كان لا يجيد استعمال الهاتف في البداية، ويرتدي نظارة من دون عدسات، كي لا تتسخ العدسات! ثم تتصل موظفة أمن تعمل في محطة المترو بهن، وتطلب منهن معالجة أمر وجود شبح في سكة الحديد. انطلقن إلى هناك وكانت «جليان» قد اخترعت جهازاً لاصطياد الأشباح، والآن ستكون أول تجربة للجهاز، على الرغم من أن الشبح أفلت منهن وأرعبهن، إلا أن الجهاز أثبت فعاليته، فقد قيده لفترة، ومن ثم تعود «جليان» إلى المعمل لتطوير قدرة الجهاز، وفي اليوم التالي تقوم الموظفة «باتي» بزيارتهن، وتقوم بدورها الممثلة «ليسلي جونس»، حيث تطلب الانضمام إلى «ناديهن». ومن الإضافات المضحكة في الفيلم، أنهن كن دائماً يحاولن إقناعها أن هذا معمل وليس نادٍ، وأنهن عالمات وليسن «شغوفات بمطاردة الأشباح». أما الاتصال الثاني فقد كان من شخص يعاني من وجود شبح في قاعة احتفالات، كانت حرباً شرسة بينهن وبين الوحش ووصلت إلى المسرح الذي يُقام به حفل غنائي. طلبت «باتي» من الجمهور أن يمسك بها عندما تقفز عليهم، فهذا ضمن خطة اصطياد الوحش، إلا أن الجمهور ابتعد عندما قفزت وسقطت على الأرض، قالت: «لا أعلم لماذا لم تمسكوا بي، لأني امرأة؟ أم لأني سوداء؟ لكني غاضبة جداً»، الإشارة إلى العنصرية هنا كانت في الصميم، فهذه المرأة أرادت القيام بمهمة نبيلة لأجل المجتمع، لكن المجتمع تركها بلا سند. خطة الانتحار بشكل عام يعد هذا الفيلم خالياً جداً من الشوائب التي نسجتها المجتمعات عن المرأة، فهؤلاء أربع سيدات يحاربن تحيز المجتمع ويطاردن الأشباح، إحداهن سمينة والأخرى سوداء وثالثة لا تهتم بمظهرها، أما الأخيرة فعادية. والعنصر الذي كان جذاباً وساذجاً ويهتم بمظهره فقط كان رجلاً، وهو السكرتير «كيفن». تتطور الأحداث حيث يتمكنّ من اصطياد الوحش الموجود في المسرح، ورغم أن ذلك حصل أمام مرأى الجميع إلا أن الإعلام ظل يكذبهن، وهذا يوحي كيف أن الإعلام مارس سلطته بتحيز ضدهن. عموماً اكتشفت صائدات الأشباح أن السبب وراء مهاجمة الأشباح لنيويورك، هو عامل في فندق يدعى «روان» قام بدوره الممثل الأميركي «نيل كاسي»، كان يعاني من التهميش والتجاهل مما جعله يحمل ضغينة ضد المجتمع ورغبة في التحكم والسيطرة على الآخرين، العجيب أنه تعلم كيف يجمع الأشباح ويتحكم بها من خلال قراءة الكتاب الذي ألفته «آرين» و«آبي»، وقد انتحر عندما التقين به، وقلن بعد ذلك عبارة دالة: «محزن كيف يتحول العباقرة إلى أشرار». لكن مع الوقت اكتشفن أن الانتحار هو جزء من خطته، فقد انتقل إلى جسد «آبي» أولاً، ثم انتقل إلى جسد «كيفن»، حيث بدأ أعماله الشريرة، وأصبحت نيويورك شبه مدمرة بسبب الأشباح، ولم يعد بقدرة الإعلام إخفاء أي شيء مما يحدث، ولم يتمكن الجيش الوطني من التصرف، فلم يكونوا يعرفون شيئاً عن كيفية التعامل مع القوى الخارقة، وقد جمدهم «روان» بسهولة. استمرت السيدات وحدهن بمحاربة الأشباح بشكل متواصل، بأسلحتهن الجديدة، وبخبرتهن وتجاربهن تمكنّ من الانتصار، حيث عادت نيويورك كما كانت آمنة، وأول شيء فعلنه بعد ذلك هو أنهن استأجرن مبنى لم يقدرن على استئجاره عندما تم طردهن من جامعاتهن، كما أن إحدى الجامعات تكفلت بنفاقات أبحاثهن ودعمتهن. روح الفكاهة الموجودة في الفيلم تستحق الإشادة، فالمواقف المضحكة التي تتخلل لحظات الجد والخوف جاءت بطريقة احترافية وفنية. فتش عن الأسباب قام العلماء في بريطانيا بعمل دراسات عميقة حول المنازل المسكونة، ووجدوا عاملاً مشتركاً بينها، وهي أنها جميعها تحتوي على مسطحات مائية تعبر من فوق نوع من الصخور وهو «الجرانيت»، وأن هذا الاحتكاك أنتج طاقة كهرومغناطيسية أثرت في «كيمياء المخ» لدى ساكني تلك المناطق، ما يجعلهم يشاهدون أشياء لا وجود لها. ونظرية أخرى تقول إن الرياح الشمسية، وهي عبارة عن إلكترونات وبروتونات تنفصل عن النجم الذي تكون تابعة له بسبب الحرارة العالية، وتصل إلى الأرض بسبب الجاذبية، عندما تسقط على الحقول المغناطيسية، ونحن دون شك نعرف أن الأرض بكبرها عبارة عن حقل مغناطيسي، تأثر على الفص الدماغي في مخ الإنسان، فيصبح في حالة من الهلوسة، وتهاجمه التخيلات والأوهام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©