الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعلق الشديد بالأم

1 مايو 2011 20:39
المشكلة: عزيزي الدكتور : أخي الصغير يبلغ من العمر 12 سنة، ولا يزال متعلقاً تعلقاً شديداً بأمه، فهو ينام معها في غرفتها حتى الآن، ويخاف من الظلام، ويرفض النوم معنا نحن الإخوة في غرفتنا، ويرفض الذهاب مع إخواني الأولاد الأقرب لسنه في المناسبات أو الأماكن التي يرتادونها دون والدتنا. حتى أنه لا يذهب للصلاة في المسجد إلا بعد عدة محاولات لإقناعه، ونحن نرى أن هذا الوضع غير طبيعي، لكن لا نعرف كيف نتصرف معه دون أن نسبب له متاعب نفسية. فما التصرف؟ وكيف الحل في هذه الحالة؟ إدريس. م النصيحة: من الواضح أن أخاك الصغير متعلق بوالدته إلى درجة كبيرة، فأنا أتصور أن هذا الطفل لا يخاف من النوم مع إخوته أو يخاف من الظلام فحسب، وإنما يخاف من فراق والدته لتعلقه بها، فكنت أود أن أعلم ما هي سلوكاته عندما يغادر البيت ويذهب إلى المدرسة؟ كما أتصور أن عدم رغبته في الذهاب مع الرجال وفي المناسبات وحتى عدم ذهابه إلى المسجد مرده في الغالب إلى تعلقه بوالدته وعدم رغبته في مفارقتها. يجب في هذا الصدد عدم ترك الطفل ملتصقاً بوالدته، فينبغي أن تكون هناك مسافة جغرافية أثناء النهار تترك فيها الأم الطفل وحده، فوجود مسافات ومساحات بين الطفل ووالدته أثناء النهار كذهاب الأم إلى السوق أو الزيارات العائلية أو المناسبات الاجتماعية تدريجياً دون أن يرافقها الطفل، يمكن أم يقلل من هذا الشعور. ولنفرض أن الطفل ليس متعلقاً بوالدته فعلينا أن نبحث في أسباب خوفه من النوم مع إخوته، ونعمل على تبديد مخاوفه، سواء من المجتمع المحيط أو الآخرين، ودحض المعتقدات الخاطئة والسلبية التي يحملها عن الأمور التي يخاف منها. ويكون ذلك بمناقشة خوف الطفل من النوم مع إخوته مناقشة هادئة وعقلية ومنطقية، كأن نجلس معه مثلاً في غرفة نومه بحيث يكون النور مشتعلاً ونسأله عما يخيفه، ونسمي معه موجودات الغرفة ونقنعه بأنه لا يوجد شيء في الغرفة يدعو للخوف، بعد ذلك نقوم بإطفاء النور، يمكن أن يتم ذلك بأسلوب تدريجي. ومن المفيد كذلك في هذا الصدد الجلوس مع الطفل ومحاورته والتحدث معه، وتفهم احتياجاته مع إتاحة الفرصة له لتفريغ مشاعر الخوف التي بداخله، كما ينبغي العمل على تشجيعه وتعزيزه متى قام بالخروج مع أقاربه في مناسبات خاصة بالرجال أو ذهابه إلى المسجد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©