الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إنجاز ترميم بيت بن شهيل التاريخي في العين

إنجاز ترميم بيت بن شهيل التاريخي في العين
7 يوليو 2010 00:38
تواصل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تركيز جهودها في مجال ترميم المباني التاريخية في مدينة العين، كجزء من عملها للحفاظ على التراث المادي في إمارة أبوظبي، حيث يوجد العديد من المباني التاريخية الطينية التي تشكل جزءاً من التراث المتميز للإمارة، والتي تحتاج إلى حماية عاجلة بسبب طبيعتها الهشة والتدهور الحاصل لها في كثير من الأحيان. وأطلقت الهيئة برنامج ترميم الطوارئ في عام 2008 لتلبية الاحتياجات العاجلة لحفظ هذه المباني، وتقييم الأضرار واتخاذ تدابير فورية لمساعدتها على البقاء إلى أن يتم اتخاذ مزيد من تدابير الحفظ الأكثر شمولية. ومن بين هذه المشاريع الهامة التي تمّ إنجازها في العين ترميم كل من بيت حمد بن هادي الدرمكي، ومنزل عبد الله بن سالم في واحة القطارة، وتثبيت جدار حديقة من الطوب اللبن لتدعيم منزل خلفان وسيف الظاهري. وانتهت الهيئة في يونيو الماضي من أعمال ترميم بيت بن شهيل بالعين الذي يعتبر واحداً من المباني التاريخية التي تخضع لإشرافها، والذي كان العمل فيه قد بدأ في منتصف فبراير الماضي. وقال محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إن إدارة الترميم في الهيئة تتولى مسؤولية البحث وإعداد سياسات التطوير لضمان تنفيذ نشاطات حماية المباني التاريخية وفق أرقى المعايير العالمية، والتي تشمل الحفظ وحماية التراث الثقافي المادي في إمارة أبوظبي بما في ذلك المباني والمواقع والمقتنيات. مشيرا إلى أنه يجري حالياً تنفيذ عدد من مشاريع الصيانة الهامة، مع التركيز على مواقع المباني التاريخية بصفة خاصة. وأضاف أنه تم تنفيذ برنامج مكثف لإجراء أعمال الترميم العاجل بغرض توفير الحماية لمجموعة من المباني التاريخية التي تستلزم تدخلاً فورياً، وبما يكفل تحقيق السلامة لهذه المباني وتجنيبها المزيد من التدهور، حيث تمّ تطوير منهجيات العمل، وإجراءات الحفظ والحماية والشروع في أعمال التدعيم الأولي للهياكل. وأوضح المزروعي أن الحفاظ على المبنى التراثي لا يتم فقط بإضافة عناصر معمارية جديدة كالسقف والأبواب والنوافذ لاستكماله وإظهاره في أبهى صورة، بل يراعي الحفاظ على القيم التاريخية والتراثية للمبنى من حيث عدم تغيير حقائق وطبيعة المباني، وبالتالي وقف تدهورها دون أية إضافة للمحافظة على أصالة التراث، مؤكدا أن الهيئة تتبع الأعراف والمعايير الدولية لكي يبقى تراث إمارة أبوظبي بكل أصالته وقيمه للأجيال القادمة. ويقع بيت بن شهيل على الحافة الغربية لواحة العين حيث يشرف على الطريق الفرعي للواحة بجانب متحف قصر العين، ويعتبر مثالا نموذجيا للمباني الطينية والتاريخية التي تمّ بناؤها من المادة الطينية والطوب الطيني. ويعكس البيت النظام المعماري التقليدي للمباني التاريخية داخل الواحات، حيث يعتبر أحد المباني القليلة ضمن واحة العين عكس واحتي القطارة والجيمي اللتين يوجد فيهما عدد كبير من هذه المباني. وقد تعرّض البيت للإهمال لمدة من الزمن ما جعله يعاني من عدة مشاكل إنشائية جعلته يشكل خطرا على المارة والمزارعين في المزارع المحيطة في الواحة. وقامت إدارة الترميم متمثلة بفريق الترميم لديها وبالتعاون مع خبير إنشائي للمباني الطينية بعدة زيارات ميدانية من أجل وضع خطة عمل للتدخلات اللازمة، بالإضافة إلى وضع الرسومات الهندسية والتوثيق المصوّر والمسح الأثري الجزئي، الأمر الذي مكن من توثيق حالة المبنى قبل وأثناء وبعد عملية الترميم، وساعد في اتخاذ قرارات الترميم مع الفهم المسبق للطبيعة التاريخية للبيت. خطوات منظمة لترميم آمن تضمنت عملية الترميم دعم الحوائط العازلة والجدران التي توجد بها شقوق خطيرة بدعامات خشبية مؤقتة لخلق بيئة عمل آمنة والتأكد من استقرار هذه الجدران أمام أي احتمالات تدهور في القريب العاجل، وذلك بالتزامن مع تسييج المساحة الواقعة أمام المبنى والمواجهة للطريق من أجل إيجاد تأمين حركة السير، ثم بعد ذلك إجراء الحفريات اللازمة والتوثيقية لقواعد الجدران، من أجل تقييم حالتها ومعرفة مدى التدهور الحاصل بها، حيث ساعدت هذه المعلومات على إجراء ما يلزم لتدعيم القواعد وترميمها باستخدام نفس المادة الطينية والطوب الطيني. وإضافة إلى ذلك تمّت إعادة بناء زاوية المبنى الغربية لربط الجدران مع بعضها البعض وكتدعيم دائم لها، وبعد ذلك فقد تمّ حقن الشقوق بالمادة الطينية لضمان ربطها ومنع أية احتمالات مستقبلية لاتساعها. وتم بعد هذه الخطوات التي ساعدت على استقرار المبنى، تثبيت آلية لرصد ومتابعة الجدران، لقياس حركتها المحتملة والتي قد تتطلب خطوات طارئة مستقبلية إذا لزم الأمر، وكنتيجة لهذه التدخلات فقد أصبح البيت مستقرا ويمكن للمهتمين بالعمارة الطينية التقليدية زيارته بسلام.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©