مجرد مصادفة!

أحياناً يعجز العلم عن تفسير كثير من الوقائع، وأحياناً أخرى نواجه مصادفات لا نجد لها تبريراً مقبولاً. هل هي مصادفة حقيقية أن تقابل شخصاً فتُفتن به من الوهلة الأولى، وآخر تنفر منه في الحال ؟ كيف تفسر مثلاً فوز ثلاثة من عائلة واحدة في إحدى الجوائز الكبرى في وقت واحد، وهو احتمال لا يتحقق إلا بنسبة تكاد تكون معدومة؟ .. السفينة “تيتانيك” التي غرقت عام 1912، وثارت لغرقها ضجة لم تهدأ طوال عقود. في كتاب صدر عام 1898- أي قبل غرقها بأربعة عشر عاماً - أطلق عليه مؤلفه مورجان روبرتسون اسم “حطام تيتان”، وذكر تفاصيل عجيبة غريبة عن غرق سفينة ضخمة بعد ارتطامها بجبل جليدي، كما حدث لـ”تيتانيك” تماماً وكأنه شاهد الحادث بكل تفاصيله وأحداثه وملابساته وظروفه قبل أربعة عشر عاماً. هل هي مصادفة أن يكون اسم السفينة تيتان وتغرق بعد الاصطدام بجبل الثلج؟ .. تفصيلات مذهلة جعلت الناجين من الغرق وبعض الباحثين يتساءلون هل هي نبوءة تحققت؟ وهل كانت ثمة قوى خفية تمسك بقلم الكاتب وتملي عليه كل تلك التفاصيل؟ - قبل شهور قليلة، وفي مضاحكة مع الجدة المسنة، طلبت الشابة “روز” من جدتها أن تملي عليها أرقاماً تختارها لتملأ بها ورقة اليانصيب “اللوتاري”. أملت الجدة أرقاماً متقاربة كأنما تستلهمها أو تستوحيها. وهرعت الفتاة الى المكتبة لتلعب لعبتها المفضلة التي دأبت عليها منذ سنوات. وفي تلك الليلة، لم ينم أفراد العائلة من شدة الدهشة والفرحة، إذ اكتشفوا أن الأرقام الفائزة جميعها موجودة في ورقة اليانصيب. وفازت “روز” بالجائزة الأولى وثلاثة ملايين جنيه استرليني. .. ولعل واحدة من أعجب المصادفات تلك التي ربطت بين قدرين ومصيرين لاثنين من رؤساء الولايات المتحدة اللامعين، ابراهام لنكولن، وجون كينيدي، فالرئيسان قتلا غيلة أثناء تأدية واجب رسمي بالرصاص. و لم تصب أي من الزوجتين بجروح على رغم قربهما من زوجيهما الغارقين بالدم. والرئيسان قتلا برصاصة من الخلف اخترقت الرأس. وقتل لنكولن في مسرح يحمل اسم فورد، وكينيدي كان يستقل سيارة مصنوعة في مصنع فورد. والاثنان تسلما الرئاسة من شخص رئيس اسمه جونسون “ أندرو جونسون، وليندون جونسون”، والقاتلان قتلا قبل أن يمثلا أمام المحكمة. والزوجتان تزوجتا في سن الرابعة والعشرين، ولهما ثلاثة أولاد، وفقدت كل منهما طفلاً اثناء مكوثهما في البيت الأبيض. واسم كل من الرئيسين يتألف من سبعة حروف. فيما يضم اسم من سبقهما 13 حرفاً. بينما احتوى اسم كل من هارفي وبوث «القاتلين» على 15 حرفاً. ..إن كل حدث ومقارنة تبدو بعيدة وقريبة في آن واحد، فلو جمعت كل تلك التفاصيل وغربلت، ألا تعطي ولو خيطاً رفيعاً من يقين أن بين المصيرين والقدرين علاقة ما تكررت بكثير من التشابه بعد مائة سنة بالتمام والكمال، ما بين1863 و 1936؟ هل هي مجرد مصادفة تكررت بحذافيرها؟ .. عالم المصادفات حافل بالأحداث والغرائب التي تحتاج مزيداً من التفسير. وللحديث بقية. Khourshied.harfoush@admedia.ae