الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطب النفسي يحذر المراهقين من الاستغراق في أحلام اليقظة

الطب النفسي يحذر المراهقين من الاستغراق في أحلام اليقظة
1 مايو 2011 20:41
خبراء الطب النفسي يعرفون “أحلام اليقظة” بأنها استجابات بديلة للاستجابات الواقعية، فإذا لم يجد الفرد وسيلة لإشباع دوافعه في الواقع فإنه قد يحقق إشباعا جزئياً عن طريق التخيل وأحلام اليقظة، وبذلك يخف القلق والتوتر المرتبط بدوافعه. فالفقير يحلم بالثراء والفاشل قد يتخيل أنه وصل إلى قمة المجد. وبعض التخيلات تكون هي الدافع الأساسي، لأن تكون عيني الشخص تنظران إلى الخيال. ويلجأ معظم الناس إلى أحلام اليقظة أحياناً، لكن الأسوياء سرعان ما يعودون إلى الواقع، أما الاستغراق الشديد فيها يؤدي إلى استنفاذ جزء كبير من الطاقة النفسية، والإسراف فيها بشكل عصابي مرَضي، قد ينتهي إلى العجز عن التمييز بين الواقع والخيال. وترتبط أحلام اليقظة بفترة المراهقة تحديداً، فما أن يلج الفتى أو الفتاة مرحلة المراهقة حتى يشعران أن الجنس أمر خطير، وتدور في رؤوسهما آلاف الأسرار والأفكار، وعادة ما تكبت هذه الأفكار في خبايا اللاشعور من جراء لاءات الآباء والأمهات وتحذيراتهم وتهديداتهم ووعيدهم، ومن ثم يشيع بين الجنسين نوع من النفور سرعان ما يتبدل بالتجاذب، ويحاول كل جنس فهم الجنس الآخر وتكوين علاقة جيدة في إطار عواطف من نوع آخر، وما أن تبدأ الغدد الجنسية في النضج حتى يصاحبها انفتاح ذهني عميق، وينهار حاجز الكبت في أعماق الشباب أو الفتاة، ويحاول الشاب أن يتجاهل مشاعر الجنس، وكذلك الفتاة تحاول من جانب آخر، لكن دون طائل. تناقض المشاعر يقول الدكتور محمود رشاد، استشاري علم النفس:” إن الإحساس في هذه الفترة متوتر، والانفعالات مثيرة، والإحساس بالذنب يلاحق الأعماق، وهكذا نرى أن الجنس ليس عامل سعادة عند المراهق، بل إنه يسبب الكثير من المشاعر المتناقضة، ما بين المتعة والقلق، والسرور والإحساس بالذنب، ونجد أيضاً هذه المشاعر تعزل الرغبة في الحب الناضج، والاستكشاف الحقيقي للجنس الآخر، ومدى القدرة على أن يكون هناك مستقبل مشترك، ونجد أن كل هذه الرغبات لا تنمو بالوتيرة نفسها في أعماق المراهق، وإنما تنمو بصورة غير متكاملة. في هذه المرحلة نجد الشاب يحاول العثور على الراحة في الصداقة مع فتاة، ثم نجد في الوقت نفسه هذا الشاب يحاول أن يكون كريماً مع فتاة ينقذها من صداقة شاب “سيغرر” بها، أو نجده يركز رغبته الجسدية نحو فتاة أخرى مثيرة، وتنمو في أعماق الكثير من الشباب فكرة أن الجنس شيء ضد الأخلاق، لذلك نجد الشاب يتخذ صورة جنسية في الخيال لأي فتاة “مؤدبة”، ويتفاعل جنسياً مع صورة فتاة أخرى “لعوب”، ومن ثم نجد أن هناك تفريقاً بين الحب العذري، والحب الجنسي لدى المراهقين والمراهقات، وعندما تستمر هذه الأفكار إلى ما بعد سن النضج، نجد أن هذه الأفكار تدمر الحياة الزوجية، وكثيراً ما نجد المراهق يدخل في قصص حب تفشل الواحدة تلو الأخرى، لكنها من جانب آخر تكسبه النضج العاطفي من خلال تعرفه على نفسه وعلى الجنس الآخر. في بعض الأحيان نجد الشباب في بداية المراهقة يهتم بأحد مدرسيه، وقد تهتم الفتاة بإحدى مدرساتها، أو العكس، أو يحاول الشباب أن يركز إعجابه على نجم رياضي أو غنائي، وكذلك الفتاة. وعندما يجد الشاب نفسه يفكر في الجنس الآخر، فهو يحاول أن يختار الطريق الذي لا يسبب له أي اختيار حقيقي، أو أة متاعب شخصية، إنه يختار نجمة سينمائية يصول معها ويجول في علاقة عاطفية أو جسدية في أحلام اليقظة، ولا يختار إحدى قريباته، أو إحدى بنات الحي الذي يسكنه، لأن هذا النوع من الاختيار قد يسبب له الحرج والمتاعب النفسية، إنه يترك أحلام اليقظة تأخذ منه كل الوقت، وتحميه من الوقوع في الخطأ، وعندما يجد نفسه يفكر في إحدى قريباته أو إحدى بنات الحي، فإن هذه المسألة تأخذ من خياله الكثير، لكنه لا يتركا لتعبير عن ذلك للواقع، إنه يخشى أن يتقدم لأنه لا يعرف كيف يكون الاقتراب من فتاة، ولا يعرف أيضاً ماذا يقول؟”. صور ونماذج يكمل الدكتور رشاد:” إن إنسان تحت العشرين عندما يقول إنه “وقع” في الحب، فإن هذا “الوقوع” يبعث على الحيرة حقاً، إنه يختار اختياراً عشوائياً، وليس هناك من أساس يمكن حدوث الاختيار من أجله، ولا توجد أية هواية مشتركة بين الاثنين في الغالب، ولا توجد أي علاقة ما تؤكد أنه اختار هذه الإنسانة كبطلة لأول قصة حب في حياته، ثم نجده قد انتقل إلى “وقوع” آخر في قصة حب أخرى، وتظل عملية التنقل هذه لتعطيه في النهاية قدرة واقعية على اختيار قصة حب دائمة. إن الآباء يتساءلون، لماذا إذن نرى هذا التزاحم على نجوم السينما، أو نجوم الفن والغناء دائماً بين الشباب والمراهقين؟ ولماذا نجد مظاهرات الترحيب والإعجاب، ولماذا كل هذا الحب، وهذا التوحد؟ إنما هو تعبير صامت عن الرجولة أو الأنوثة، فالأنثى تبدأ في اكتشاف نفسها من خلال أحلام اليقظة كما هو الحال عند المراهق، فالنموذج الذي تختاره صامت، وقوي، وممشوق الجسد، ووسيم الشكل، وآخر حالم، وثالث يتفجر بالشباب والطاقة والحيوية، إنها تترك كل شيء للحلم، فإن هذا “البطل الوهمي” لا يمكن أن يقاومها في الخيال، وهذا الأمر نفسه بالنسبة للشاب المراهق الذي يلجأ إلى تفضيل أسلوب الروايات على أسلوب الواقع، إلى أن ينصح ويدخل في تجارب حقيقية. والمراهق أو المراهقة في هذه السن يقدس مفهوم الصداقة، وتنمو من خلال الهواية، ويختار صديقات له يشاركنه القراءة أو الرياضة أو أي شيء آخر، وتختار الفتاة صديقات لها يشاركنها الهوايات والميول نفسها ويثير ذلك أحياناً قلق الآباء والأمهات خلال مرحلة تأكيد الذات والاستقلالية التي يراها أبناء الجيل الجديد انعزال عن عالم الجديد القديم، أو رفضها وعدم قبولها، ويعبر ذلك في كثير من الأحيان بتسريحة شعر جديدة وتقاليع غريبة أيضاً من الأزياء والملابس، والهوايات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©