هبوط حاد يجتاح أسواق الأسهم المحلية والخليجية والعالمية

واصلت سوق أبوظبي للأوراق المالية تراجعها الحاد للجلسة الثانية على التوالي مع ارتفاع وتيرة تسييل الأجانب والبيع المدفوع بالخوف من قبل معظم المستثمرين، ليتراجع المؤشر بنسبة 5,61% ويفقد 212 نقطة، ضمن موجة تراجع حادة أيضا لأسهم دول المنطقة والأسهم الآسيوية والأوروبية، مع ارتفاع وتيرة المخاوف من الأزمة المالية العالمية، رغم إقرار خطة الإنقاذ الأميركية· وتراجع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية أمس بنسبة 5,61% وأغلق عند مستوى 3558,18 نقطة مقارنة مع 3769,84 نقطة أمس الأول فاقدا نحو 212 نقطة ضمن موجة هبوط جديدة بدأها المؤشـــر أمس الأول، حسبما وصفها وسطاء· وافتتحت السوق تداولات الأمس على تراجع مع ارتفاع وتيرة البيع من قبل الأجانب خاصة الأوروبيين منهم، مع اشتداد المخاوف من انتقال الأزمة المالية إلى دول الاتحاد الأوروبي· وسيطرت حالة من الهلع والخوف على سلوك معظم المستثمرين الذين فضل بعضهم تسييل ما لديه من استثمارات خوفاً من تراجع أكبر للمؤشر، فيما شهدت الساعة الأخيرة من الجلسة عروض بيع لملايين الأسهم ، خاصة على أسهم الشركات القيادية· وأدت موجة البيع القوية إلى تراجع أغلب الشركات منها 16 شركة أغلقت على الحد الادنى المسموح فيه، وحافظت طيلة الجلسة على تراجعها، بينما لم ترتفع سوى أسهم 5 شركات فقط، تعرضت هي أيضا لتذبذبات حادة ما بين الارتفاع والانخفاض· وشملت موجة التراجع معظم القطاعات، واستمر قطاع العقارات في تسجيل أعلى معدل انخفاض لليوم الثاني على التوالي حيث تراجع بنسبة 9,22% مع تراجع شركاته الثلاث بنسبة قوية حيث أغلقت الدار العقارية على 6,52 درهم، وشركة صروح العقارية على 5,56 درهم· وتعرض قطاع البنوك أيضاً لموجة بيع مكثفة أدت إلى تراجعه بنسبة 6,64% فيما تراجع بنك الخليج الأول بنسبة 9,33% وبنك أبوظبي التجاري بنسبة 9,35% وبنك أبوظبي الوطني بنسبة 8,21% وبنك الاتحاد الوطني بنسبة 9,11%· وأثارت مخاوف انهيار النظام المالي في الولايات المتحدة موجة بيع حادة انتقلت إلى أسواق المنطقة عن طريق الأجانب، لا سيما بعد أن شهدت العديد من الشركات الأميركية العملاقة عمليات إشهار إفلاس وأخرى أنقذتها السلطات المحلية· وتأتي تلك التداعيات ضمن سلسلة ضربات قاسية يتلقاها الاقتصاد الأميركي لا سيما بعد أن فتحت أزمة الرهون العقارية التي تكشفت خيوطها العام الماضي الباب أمام زلزال هز أكبر اقتصاد في العالم، رغم أن الكونجرس أقر خطة إنقاذ مالي عامة اقترحتها الإدارة الأميركية بقيمة 700 مليار دولار لشراء القروض المصرفية المتعثرة· وكشفت إحصائيات سوق أبوظبي للأوراق المالية الصادرة أمس تراجع ملكية الأجانب في أغلب الشركات التي تسمح بتملك الأجانب· فقد تراجعت ملكية الأجانب من غير العرب والخليجيين في شركة الدار العقارية إلى 26,79% في حين بلغت أمس الأول 28,55%، فيما تراجعت ملكيتهم في شركة صروح العقارية إلى 12,28% مقارنة مع 12,6% أمس الأول، وتراجعت ملكيتهم في بنك الخليج الأول إلى 1,071% مقارنة مع 1,08%، وغيرها من الشركات· وقال نبيل فرحات المدير التنفيذي لشركة الفجر للأوراق المالية إن السوق لا تزال تحت تأثير بيع الأجانب· وأضاف أن بيع الأجانب استمر بسبب الأزمة المالية العالمية، مشيرا إلى أن معظم البيع كان من جنسيات أوروبية لتخوفهم من انتقال الأزمة المالية إلى أوروبا· وبلغ صافي الاستثمار الأجنبي 173 مليون درهم كمحصلة بيع، حيث سجلت مشتريات العرب والأجانب نحو 165 مليون درهم مشكلة نحو 22% من إجمالي المشتريات فيما بلغت مبيعاتهم 338 مليون درهم مشكلة نحو 46,31% من إجمالي المبيعات في السوق والبالغة 729 مليون درهم· وتم تداول 156 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 729 مليون درهم نفذت من خلال 3767 صفقة· وأشار فرحات إلى أن موجة التراجع الحادة في أسواق المنطقة والعالم انعكست سلباً على الأسهم المحلية بقوة· وتراجعت أسواق دول منطقة الخليج كلها أمس، إذ انخفض مؤشر السوق السعودية بنسبة 9,8% بينما تراجعت السوق العمانية بنسبة 6,7% والسوق القطرية بنسبة 4,49% والسوق البحرينية بنسبة 1,53%، أما الأسهم اليابانية فقد هوت بأكثر من 4,5% فيما افتتحت الأسهم الأوروبية تداولات الأمس على هبوط حاد· بيد أن فرحات لا يرى مبررا لعمليات التسييل الواسعة على الصعيد المحلي، حيث لا تزال نتائج الشركات جيدة ومثلها الوضع الاقتصادي في الدولة· ودعا إلى التحرك بخطوات جماعية لدول المنطقة قاطبة لضخ سيولة طارئة في أسواق المال وفي الجهاز المصرفي لوقف النزيف الحاد الذي تتعرض له أسواق المال· ورغم أن النتائج إيجابية للشركات المساهمة المدرجة في الأسواق إلا أن المستثمرين لم يتفاعلوا مع ما تم الإعلان عنه حتى الآن وهو مؤشر على الحالة النفسية التي تسيطر عليهم، بحسب فرحان شطناوي المحلل المالي· وقال : ''الحالة النفسية التي يعيشها الآن معظم المستثمرين عبر العالم وليس في الإمارات فحسب تدفعهم إلى التخلص من الأسهم بغية الحفاظ على جزء من سيولتهم رغم أن اغلب المستثمرين فقدوا نحو 40% من رأس المال''· وأشار إلى أن هناك حاجة إلى ضخ سيولة طارئة في الجهاز المصرفي الإماراتي وفي أسواق الأسهم حتى توقف موجة الهبوط الحاد التي تتعرض لها· وسيطر اللون الأحمر على شاشات التداول حيث تراجعت أسهم 35 شركة من أصل 42 شركة تم تداول أسهمها أمس بينما ارتفعت أسهم 5 شركات فقط، وحافظت شركتان اثنتان فقط على ثبات أسعارهما من دون تغيير· وسجلت أسهم بنك الفجيرة الوطني أعلى نسبة ارتفاع بلغت 9,95% وأغلق على 6,85 درهم، تلاه شركة الوثبة الوطنية للتأمين بنسبة 9,93% وأغلقت على 9,52 درهم، تلتها شركة الجرافات البحرية الوطنية بنسبة 9,91% وأغلقت على 8,43 درهم، فيما ارتفعت شركة أبوظبي لبناء السفن بنسبة 9,9% وأغلقت على 5,44 درهم، تلتها شركة ميثاق للتأمين التكافلي بنسبة 2,51% وأغلقت على 6,81 درهم· وبالنسبة لأكثر الشركات تراجعاً، فقد حلت شركة اسمنت أم القيوين أولا بتراجع بلغت نسبته 10% وأغلقت على 1,98 درهم، تلتها شركة رأس الخيمة للدواجن والأعلاف بنسبة 9,86% وأغلقت على 3,84 درهم، فيما تراجع بنك الاستثمار بنسبة 9,83% وأغلق على 3,12 درهم، تلاه شركة دار التمويل بنسبة 9,65% وأغلقت على 10,3 درهم تلتها شركة رأس الخيمة للاسمنت الأبيض بنسبة 9,47% وأغلقت على 1,71 درهم· 18 سهماً في أدنى سعر منذ عام و9 أسهم تسجل الحد الأدنى سوق دبي تتكبد 38 مليار درهم خسائر في يومين دبي - واصلت سوق دبي مسلسل التراجع الذي افتتحت أسبوعها عليه أمس الأول لتضيف إلى خسائرها في ختام جلسة تداولاتها أمس 19 مليار درهم، حيث رفعت بذلك خسائرها خلال يومين إلى أكثر من 38 مليار درهم بوصول القيمة السوقية إلى مستوى 373 مليار درهم، مقارنة بـ413 ملياراً في آخر جلسة تداول قبل العيد· وانخفض مؤشر سوق دبي بنسبة 7,61% إلى المستوى 3551,79 نقطة، فاقداً 292 نقطة، بتداولات تجاوزت مليار درهم بقليل· وسجلت الأسهم المدرجة في دبي اختراقاتٍ سعريةً جديدةً بتراجعها إلى ما دون القيعان السعرية التي بلغتها خلال سبتمبر الماضي مما دفع المراقبين إلى رسم صورة متشائمة حيال الاتجاه الهبوطي الذي بدأت الأسهم الآن باتخاذه بشكل أكبر، في وقت يطالبون فيه بتدخل حكومي يدعم السوق ويوقف النزيف الحاصل في الأسعار· وسجلت 18 سهماً أدنى سعر في 52 أسبوع، إلى جانب تسجيل 9 أسهم الحد الأدنى خلال جلسة التداولات، مدفوعة بعمليات التسييل الأجنبي المباشر وانجرار المستثمرين المحليين وراء عمليات البيع نتيجة فقدان الثقة بإمكانية إيقاف التراجع الحاصل في الوقت الحالي· وسجل سهم إعمار أدنى سعر له منذ العام 2004 ببلوغه مستوى 6 دراهم خلال الجلسة التي أقفل في نهايتها على سعر 6,07 درهم· وقال طارق قاقيش مدير صناديق الاستثمار في المال كابيتال: ''تأثرت السوق بشكل مباشر بعمليات البيع التي قادها المستثمرون الأجانب في السوق، والتي دفعت بالمحافظ المالية للانسحاب وخاصة تلك التابعة للشركات الأجنبية التي تستثمر في أسواق المنطقة، حيث اضطرت إلى التعويض عن خسائرها في الأسواق العالمية بتغطية مراكزها المكشوفة عن طريق الخروج من الأسواق المحلية، مما دفع بالمواطنين للبيع لأنهم لا يرون داعياً للاستمرار بالاحتفاظ بأسهمهم في الوزضع الراهن''· وبلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب 386,33 مليون درهم مشكلة ما نسبته 36,15% من إجمالي قيمة المشتريات، مقابل مبيعات بقيمة 493,43 مليون درهم لتشكل ما نسبته 46,17% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 107,10 مليون درهم كمحصلة بيع· وأضاف قاقيش: ''مواصلة الهبوط في الأسواق العالمية أدى إلى إنعدام ثقة المستثمرين محلياً وخارجياً بإمكانية انتهاء التراجع الحاصل في الوقت الراهن''· وشهدت 18 سهماً أدنى سعر لها خلال 52 أسبوعاً هي دبي الإسلامي عند سعر 5,25 درهم، وسهم الفردوس القابضة عند سعر 1,66 درهم، وسهم أرامكس عند سعر 1,82 درهم، وسهم السلام البحرين عند سعر 1,66 درهم، وسهم شعاع كابيتال عند سعر 3,45 درهم، وسهم أملاك عند سعر 2,80 درهم، العربية للطيران عند سعر 1,24 درهم، وسهم دبي للاستثمار عند سعر 2,5 درهم، وسهم مصرف عجمان عند سعر 2,18 درهم، وسهم ديار العقارية إلى سعر 1,33 درهم، وسهم الاتحاد العقارية إلى سعر 2,43 درهم، وسهم تمويل عند سعر 3,03 درهم، وسهم دبي المالي عند سعر 2,70 درهم، وسهم سلامة عند سعر 1,5 درهم، وسهم اكتتاب القابضة عند سعر 1,75 درهم، وسهم دار التكافل عند سعر 3,34 درهم، وسهم أمان عند سعر 2,17 درهم· وتراجعت 9 أسهم بالحد الأدنى أكبرها كان في سهم أرابتيك حيث تراجع إلى ما دون مستوى 10 دراهم إلى 9,10 درهم، وسهم أمان لليوم الثاني على التوالي عند سعر 2,17 درهم قبل عودته ليغلق عند السعر 2,29 درهم، وسهم بيت التمويل الخليجي عند السعر 10,3 درهم، وسهم دار التكافل عند سعر 3,34 درهم، وسهم سلامة عند سعر 1,50 درهم، وسهم تكافل الإمارات عند 3,26 درهم، وسهم دبي المالي عند سعر 2,70 درهم منخفضاً إلى ما دون 3 دراهم لأول مرة منذ إدراجه، وتمويل عند سعر 3,03 درهم قبل عودته إلى سعر 3,15 درهم· واعتبر مدير الصناديق في المال كابيتال أن المحافظ والصناديق لعبت دوراً كافياً في الفترة الماضية لدعم السوق وإيقاف النزيف الحاصل، حيث استثمرت ما نسبته 100% من حجم ما تملك من السيولة، في حين تجاوزت بعض الصناديق هذه النسبة إذ لا يمكنهم القيام بأكثر من ذلك، بل على العكس فهم يواجهون انسحابات واضحة من جانب المستثمرين في محافظهم· وأضاف: ''لا يعلم أحد متى يمكن إيقاف التراجع، فالحكومات المحلية في أبوظبي ودبي مطالبة بتدخل يدعم مراكز الأسهم والقيام بدور صانع للسوق يوقف النزيف الحاصل في الأسواق والعودة للبيع عند الارتفاع''· وزاد: ''الأسعار المسجلة في الوقت الراهن لم نرها منذ الأعوام 2003 و2004 رغم الربحية القوية للشركات المساهمة وقوة ومتانة الاقتصاد الوطني''· أسهم الإمارات تفقد 39,43 مليار درهم أبوظبي (الاتحاد) - انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي خلال جلسة تداول أمس بنسبة 6,19% ليغلق على مستوى 4,215,90 نقطة بعد أن شهدت القيمة السوقية انخفاضا بقيمة 39,43 مليار درهم لتصل إلى 597,28 مليار درهم· وتم تداول ما يقارب 440 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 1,80 مليار درهم من خلال 14,445 صفقة· وسجل مؤشر قطاع التأمين انخفاضا بنسبة 1,16% تلاه مؤشر قطاع الصناعات انخفاضا بنسبة 4,16%، تلاه مؤشر قطاع البنوك انخفاضا بنسبة 4,79%، تلاه مؤشر قطاع الخدمات انخفاضا بنسبة 8,22%· وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 70 من أصل 128 شركة مدرجة في الأسواق المالية· وحققت أسعار أسهم 6 شركة ارتفاعا، في حين انخفضت أسعار أسهم 61 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات· وجاء سهم ''إعمار'' في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطا، حيث تم تداول ما قيمته 390 مليون درهم موزعة على 61,30 مليون سهم من خلال 2,507 صفقة· و احتل سهم ''الدار العقارية'' المرتبة الثانية بإجمالي تداول بلغ 380 مليون درهم موزعة على 58,39 مليون سهم من خلال 1,227 صفقة· وحقق سهم ''الفجيرة الوطني'' أكثر نسبة ارتفاع سعري، حيث أقفل سعر السهم على مستوى 6,85 درهم مرتفعا بنسبة 9,95% من خلال تداول 2,500 سهم بقيمة 17,125 درهم· و جاء في المركز الثاني من حيث الارتفاع السعري سهم ''الوثبة للتأمين'' الذي ارتفع بنسبة 9,93 % ليغلق على مستوى 9,52 درهم للسهم الواحد من خلال تداول 500 سهم بقيمة 4,760 درهم· وسجل سهم ''أرابتك القابضة'' أكثر انخفاض سعري في جلسة التداول، حيث أقفل سعر السهم على مستوى 9,1 درهم مسجلا خسارة بنسبة 14,95% من خلال تداول 17,46 مليون سهم بقيمة 170 مليون درهم، تلاه سهم ''دار التكافل'' الذي انخفض بنسبة 14,80% ليغلق على مستوى 3,34 درهم من خلال تداول 910 ألف سهم بقيمة 3,09 مليون درهم· ومنذ بداية العام بلغت نسبة التراجع في مؤشر سوق الإمارات المالي 29,92% وبلغ إجمالي قيمة التداول 483,75 مليار درهم، فيما عدد الشركات التي حققت ارتفاع سعري 46 من أصل 128 و عدد الشركات المتراجعة 69 شركة· ويتصدر مؤشر قطاع التأمين المرتبة الأولى مقارنة بالمؤشرات الأخرى محققا نسبة نمو عن نهاية العام الماضي بلغت 7,72% ليستقر على مستوى 3,921 نقطة· واحتل مؤشر الصناعات المركز الثاني انخفاضا بنسبة 15,77% ليستقر على 549 نقطة، تلاه مؤشر قطاع البنوك بنسبة انخفاض 22,39% ليغلق على مستوى 4,621 نقطة، تلاه مؤشر قطاع الخدمات بنسبة تراجع 39,16% ليغلق على مستوى 3,840 نقطة· وتراجع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية أمس بنسبة 5,61% وأغلق عند مستوى 3558,18 نقطة، وتم تداول 156 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 729 مليون درهم· وانخفض مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 7,61% وأغلق عند مستوى 3551,79 نقطة، وتم تداول 281 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 1,07 مليار درهم