طالب رجال أعمال من قطاعات اقتصادية مختلفة في العاصمة مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي المنتخب مؤخراً، بالاهتمام بجميع شرائح مجتمع رجال الأعمال في الإمارة، وعدم تجاهل بعض القطاعات الاقتصادية، مؤكدين أهمية التوسع في إنشاء مجموعات عمل تحت لواء اللجان الرئيسية بالغرفة لخدمة شرائح اقتصادية متنوعة.
وقال هؤلاء لـ”الاتحاد” إن المجلس الجديد مطالب بالاستفادة من التجارب السابقة، لمتابعة تنفيذ البرامج الإيجابية وتجنب السلبيات، مع التركيز على تدعيم علاقة القطاع الخاص بالجهات الرسمية، ومتابعة التواصل المباشر بأعضاء الجمعية العمومية.
وكانت قائمة “أبوظبي أولاً” فازت كتكل واحد بجميع مقاعد مجلس إدارة غرفة أبوظبي الـ15 في الانتخابات التي خاضها 73 متنافساً الاثنين الماضي.
وأوضح عدد من أعضاء مجلس الإدارة السابق أن فوز أربعة أعضاء من المجلس المنتهية ولايته في الانتخابات الأخيرة، سيكون له دور إيجابي على استمرار التواصل واستكمال مسيرة العمل.
ويضم مجلس الغرفة الجديد 4 أعضاء من المجلس السابق هم خلفان الكعبي والشيخ مبارك سالم بن حم، وفاطمة عبيد الجابر، إضافة إلى يوسف علي عبدالقادر ممثلاً لغير المواطنين.
وطالب رجال أعمال بضرورة اهتمام الغرفة بتوفير قواعد بيانية ومعلوماتية محدثة عن الأوضاع الاقتصادية بالدولة وجميع دول العالم، بما يساعد رجال الأعمال على اتخاذ قراراتهم الاستثمارية، مشيرين إلى أهمية تعريف الأعضاء بالخدمات المقدمة بصورة مباشرة دون الاعتماد على النشر بوسائل الإعلام فقط.
وقال أحمد خلف المزروعي نائب رئيس جمعية المقاولين وعضو مجلس إدارة الغرفة السابق إن المجلس الجديد مطالب بمتابعة مسيرة المجلس السابق والتي تتوافق مع استراتيجية الحكومة ضمن رؤية أبوظبي 2030.
وطالب المزروعي المجلس المنتخب بعدم تجاهل قطاعات اقتصادية لحساب قطاعات أخرى، مشيراً إلى أهمية التركيز على قطاع المقاولات باعتباره أحد الأعمدة الاقتصادية بالدولة. وشدد على أهمية متابعة المجلس الجديد لعمل جميع اللجان التي تم تشكيلها في الغرفة مع بعض الدوائر الحكومية وجمعية المقاولين لمتابعة مطالب شركات المقاولات.
وأضاف المزروعي أن المجلس الجديد مطالب بضرورة الانتباه للصناعات المحلية بما يساهم في تخفيض فاتورة الاستيراد، مع التركيز على تذليل العقبات مع دول مجلس التعاون الخليجي والتدخل لدى الجهات المسؤولية ليكون للغرفة دور في القوانين والتشريعات التي ترتبط بمجتمع رجال الأعمال.
وقال “غرفة التجارة تمثل كل القطاعات الاقتصادية، ولذلك فالأعضاء يجب أن يكونوا على قدر تحمل المسؤولية” مؤكداً تدعيم المجلس السابق للأعضاء الجدد في عملهم ومساعدتهم في إنجاز ما يصب في النهاية ضمن المصلحة العامة للقطاع الخاص.
ومن جانبه، أكد صالح راشد الظاهري رئيس لجنة الصناعة بمجلس إدارة غرفة أبوظبي السابق ضرورة تركيز المجلس المنتخب على دعم القطاع الصناعي، موضحاً أن لجنة الصناعة بالمجلس طالبت بإنشاء شركة مساهمة عامة صناعية، حيث تم استخراج جميع التراخيص، فيما تبقى القرار النهائي من الجهات الرسمية.
وأضاف أن اللجنة طالبت أيضا بإنشاء هيئة لدعم الصناعة بحيث تتولى توفير التمويل والترويج الخارجي وتذليل العقبات أمام الصناعيين.
وقال “من الضروري وجود هيئة مستقلة تهتم بشؤون الصناعة”، موضحاً أن دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي اتخذت قرارات هامة في هذا الشأن مؤخراً بناء على توصيات اللجنة.
وكانت دائرة التنمية الاقتصادية أكدت الأسبوع الماضي أنها تعكف على إنشاء مركز أبوظبي لترويج الصادرات، ليعمل تحت مظلتها لتنفيذ صلاحياتها في مجال تشجيع الصادرات، حيث تم الانتهاء من إجراء دراسة مفصّلة حول إنشائه.
وتدرس الدائرة كذلك إنشاء بنك تمويل الصادرات، وكذلك هيئة للتأمين عليها، بحسب حمد عبدالله الماس المدير التنفيذي لقطاع العلاقات الاقتصادية الدولية بالدائرة.
إلى ذلك، طالب الظاهري المجلس الجديد بالاهتمام بقضية التوطين بالقطاع الخاص، موضحاً أن تدعيم الغرفة لتوطين 4% فقط سنوياً بالشركات الخاصة والبنوك وشركات التأمين يعني ارتفاع نسبة التوطين إلى 40% خلال 10 سنوات. وفيما يتعلق بالتجربة الانتخابية، أوضح الظاهري أن المجلس المنتخب مطالب بضرورة تعديل شروط الترشيح للانتخابات، بحيث يتم اشتراط الحصول على مؤهل جامعي، وخبرة بالعمل الخاص لا تقل عن 10 سنوات بما يضمن نجاح العضو في تقديم الخدمات المناسبة للأعضاء. وشدد الظاهري على ضرورة تمثيل القطاعات بصورة متناسبة بالغرفة، لضمان وجود ممثلين لجميع شرائح مجتمع رجال الأعمال.
وقال “ليس من المنطقي أن يتولى رجل أعمال رئاسة لجنة دون أن يكون لديه خبرة بنشاط القطاع الذي تمثله اللجنة”. وأشار الظاهري إلى أهمية التواصل المباشر لمجلس الغرفة مع أعضاء الجمعية العمومية، دون الاعتماد على الحديث المطلق أو الاتصال بالأعضاء عبر وسائل الإعلام فقط.
ومن جانبه، أكد فؤاد عباس لاري رئيس مجموعة لاري للصرافة ورئيس لجنة الصرافة بمجلس إدارة الغرفة السابق أن المجلس الجديد يتميز بوجود نوع من الاتفاق والتفاهم بين الأعضاء وهو ما يعود بالفائدة على الأداء العام.
وطالب لاري المجلس المنتخب بعدم تجاهل القطاعات الاقتصادية “المنسية”، مشيراً إلى أهمية استكمال مسيرة المجلس السابق، لاسيما فيما يتعلق بمتابعة أداء اللجان التي تم تشكيلها لإنجاز عدد من القضايا ومواجهة بعض مشكلات القطاعات المختلفة. وطالب لاري بالتوسع في إنشاء مجموعات العمل التي تعمل تحت لواء اللجان المختلفة بما يضمن توفير خدمات متميزة لجميع الشرائح الاقتصادية، موضحاً أن فكرة مجموعات العمل تعد الحل الأمثل لعدم وجود متخصصين بمجلس الإدارة في جميع القطاعات، حيث يسمح لكافة الأعضاء من خارج مجلس الإدارة برئاسة هذه المجموعات. ومن ناحية أخرى، فإن اللجان الرئيسية تضم أيضاً أعضاء من خارج المجلس، حيث يكون هؤلاء الأعضاء متخصصين بالقطاع الذي تمثله اللجنة، وهو ما يعني نجاح اللجنة في التعبير عن العاملين بالقطاع بغض النظر عن تخصص رئيسها، بحسب لاري.
وأكد طلال خوري رئيس مجلس إدارة مجموعة الأوائل العقارية وعضو مجلس إدارة غرفة أبوظبي السابق أن المجلس المنتهية ولايته وضع بالفعل خطة مدروسة لأداء الغرفة خلال السنوات المقبلة، وبالتالي فإن المجلس الجديد سيكون عليه مسؤولية متابعة تنفيذ هذه الخطة، بخلاف إضافة أي تعديلات تطرأ نتيجة الظروف الجديدة.
وأكد رجل الأعمال محمد الحاج الرئيس التنفيذي لشركة “أي بي إم” أن الغرفة مطالبة بمساعدة رجال الأعمال على إنجاز الإجراءات المختلفة فيما يتعلق باستخراج التراخيص اللازمة من الجهات المختلفة.
وأضاف “كرجل أعمال احتاج لمعلومات اقتصادية واضحة ومحدثة سواء فيما يتعلق بالاقتصاد المحلي أو العالمي عبر تعاون الغرفة مع جميع غرف العالم، بما يساعد المستثمر على اتخاذ قراره”. وأكد الحاج أن الغرفة تقدم خدمات كثيرة، ولكن أغلب الأعضاء لا يعلمون عنها شيئاً، نتيجة عدم وجود آلية للتواصل المباشر مع الأعضاء وتعريفهم بهذه الخدمات، حيث تكتفي الغرفة في كثير من الأحيان بالإعلان عن هذه الخدمات عبر وسائل الإعلام. وفيما يتعلق برسوم العضوية قال الحاج “لا نهتم كثيراً بموضوع الرسوم، قدر اهتمامنا بالخدمات المقدمة”.
أبرز مطالب رجال الأعمال
توفير قاعدة بيانات ومعلومات محدثة عن الأوضاع الاقتصادية.
تعريف الأعضاء بالخدمات المقدمة بالغرفة بشكل مباشر.
متابعة عمل اللجان.
الاهتمام بالصناعات المحلية وتنمية الصادرات.
الاهتمام بالتوطين في القطاع الخاص.
التوسع في إنشاء مجموعات العمل.
تفعيل آليات التواصل مع الأعضاء.
العوم : ملتزمون بتنفيذ البرنامج الانتخابي
أكد الدكتور قاسم العوم مدير عام مجموعة مستشفيات النور الفائز بانتخابات غرفة تجارة وصناعة أبوظبي عن غير المواطنين الالتزام بالبرنامج الانتخابي الذي تم إعلانه قبل الانتخابات، مشيراً إلى انه سيسعى بالتعاون مع الأعضاء الآخرين إلى تنفيذ البرنامج المعلن وفقاً للنظم والقوانين المعمول بها.
وأوضح العوم في بيان صحفي أصدره أمس أنه بجانب البرنامج الانتخابي الذي أعلنه تكتل “أبوظبي اولاً” سيتم التركيز على محاولة تذليل العقبات التي قد تواجه أصحاب الرخص التجارية من ذوي المشاريع الصغيرة والمشاريع التي يديرها الشباب في محاولة لتشجيعهم على الانخراط في العمل التجاري والاقتصادي، ووضع الحلول والاقتراحات المناسبة لأية عقبات تواجه عملهم. وأكد العوم أن حكومة أبوظبي تسعى باستمرار إلى تبسيط الاجراءات امام المستثمرين وتشجيعهم على العمل التجاري والاقتصادي في مختلف المجالات، موضحاً أن المجلس سيهتم بتدعيم هذا التوجه.
لقطات
أكدت غرفة أبوظبي أن الفرقة الشعبية التي تواجدت بمقر الاقتراع الرئيسي يوم الانتخاب، كانت بمثابة خدمة مقدمة من إدارتها لإضافة جو من المرح، وليست من إحدى المجموعات.
وكان ارتداء الفرقة لفترة من الوقت شعارات إحدى المجموعات المترشحة قد أثار اعتقاداً لدى الحضور بأن الفرقة تتبعها.
اتجه عدد من موظفي غرفة أبوظبي في الأيام التالية للانتخاب إلى تقديم طلبات للحصول على إجازة لعدة أيام، بعد المجهود الشاق الذي بذلوه لا سيما في أعقاب قرار تأجيل الانتخابات لمدة أسبوعين.
ما يزال عدد من المرشحين الذين لم يحالفهم التوفيق بالانتخابات ينتظرون إفراج لجنة الإشراف على الانتخابات عن عدد الأصوات التي حصلوا عليها، بعدما اقتصر إعلان اللجنة يوم الانتخاب على أسماء الناجحين وعدد الأصوات التي حصلوا عليها.
المرشحون برروا طلبهم بمعرفة عدد الأصوات برغبتهم في محاولة تحديد الذين صوتوا لصالحهم.
بادر محمد راشد الهاملي مدير عام الغرفة بتهنئة الفائزين بانتخابات الغرفة فور إعلان النتيجة بمقر التصويت في مركز المعارض بأبوظبي، بعدما بقي مدير الغرفة “محايداً” طيلة فترة الانتخابات.
عدد اليوم
