الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اتساع الأزمة المالية ومخاوف تباطؤ الاقتصادات الكبرى يعصفان بالأسهم العالمية

اتساع الأزمة المالية ومخاوف تباطؤ الاقتصادات الكبرى يعصفان بالأسهم العالمية
6 أكتوبر 2008 23:53
تراجعت البورصات العالمية أمس بصورة حادة مع تخوف المستثمرين من أن الاقتصاد العالمي مقبل على تباطؤ عام، بفعل أزمة الائتمان العالمية التي امتدت إلى أوروبا، واحتمال تأثر كبرى الاقتصادات في آسيا وأوروبا بالأزمة، وجاء الهبوط على الرغم من إقرار خطة للإنقاذ المالي في الولايات المتحدة الجمعة الماضية بقيمة 700 مليار دولار· وبدأت تأثيرات الأزمة المالية فى الظهور بشكل أكثر قوة فى منطقة اليورو مع تعثر عدد متزايد من كبريات المؤسسات المالية الأوروبية، ويقول محللون إن المستثمرين يشعرون بالقلق حيال تأثيرات تلك الأزمة على أهم أسواق التصدير· وتراجع مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية 4,3 بالمئة أمس ليغلق على أدنى مستوى في أربع سنوات ونصف السنة بعد أن هبط خمسة بالمئة خلال التعاملات وسط قلق المستثمرين من تنامي الغيوم في آفاق الاقتصاد العالمي مما دفعهم الى الاقبال على بيع الأسهم بكميات كبيرة، وكان يوم أمس هو أول يوم للمعاملات فى طوكيو منذ أن وافق الكونجرس على حزمة الإنقاذ البالغة 700 مليار دولار للقطاع المالى فى الولايات المتحدة· وكانت الأسهم المالية الأشد تضرراً حيث فقد سهم مجموعة ميتسوبيشي يو·اف·جيه المالية أكبر بنك ياباني 9,2 بالمئة، كما ساهمت أسهم المصدرين وشركات التكنولوجيا المتطورة في دفع مؤشر نيكي نحو النزول· وفقد مؤشر نيكي 465,5 نقطة ليغلق على ·10473 9 نقطة مسجلا أدنى مستوى منذ فبراير 2004 بعد أن هبط في وقت سابق الى 10374,38 نقطة، وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 48,92 نقطة مسجلاً أدنى مستوى إغلاق منذ ديسمبر عام ·2003 وتتمثل أسوأ المخاوف فى اليابان من أن آسيا خاصة الصين ستقع فريسة لهذه الأزمة، من جانب آخر، بدأ بنك اليابان المركزي اجتماعاً يستمر يومين حيث يتوقع المراقبون أن يترك أسعار الفائدة دون تغيير، ولكنهم قالوا أيضا إنهم يتطلعون إلى إقرار خفض نادر فى أسعار الفائدة في نهاية العام· فى الوقت نفسه ضخ بنك اليابان المركزى أمس 9,6 مليار دولار (تريليون ين) فى الأسواق وذلك للمرة الرابعة عشرة على التوالي من أجل التخفيف من أي اختناقات فى الأسواق المالية وتوفير السيولة لعمليات الإقراض الائتمانية· وبلغ إجمالي حجم السيولة التى جرى ضخها فى الاقتصاد من جانب بنك اليابان 3ر25 تريليون ين وذلك منذ أن طلب بنك ليمان برازرز الأميركى إشهار إفلاسه فى 15 سبتمبر الماضي· كما انخفضت الأسهم في بورصة هونج كونج صباح أمس أكثر من 3 بالمئة مع انضمام المستثمرين في المنطقة إلى عمليات التخلص من الأسهم بسبب مخاوف من تزايد الاضطراب المالي في أوروبا· وأغلق مؤشر هانج سينج في فترة الراحة على انخفاض قدره 83ر592 نقطة أو ما يعادل 35ر3 بالمئة مسجلا 57ر089ر17 نقطة، وبلغ إجمالي التداول 55ر22 مليار دولار هونج كونج (9ر2 مليار دولار أميركى)· وانخفضت أسهم جميع الشركات الـ 43 الكبرى في بورصة هونج كونج في الجلسة الصباحية في هونج كونج، وسجلت شركات التأمين والبنوك أكبر انخفاض بسبب تأثرها بالمؤسسات الأميركية والأوروبية المضطربة· كما تراجعت الاسهم الصينية بصورة حادة أمس بعد استئناف التداول في أعقاب عطلة وطنية طويلة استمرت أسبوعاً، وذلك اقتداء بهبوط الاسواق الخارجية والمخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي· واتخذت السلطات الصينية خطوات لدعم السوق، لكن محللين قالوا: إنها لم تفلح في وقف الانخفاض، ومن الخطوات التي اتخذتها السلطات الاعلان عن قرب السماح بالتداول بالهامش والبيع على المكشوف على أساس تجريبي وإعادة فتح سوق أوراق ديون الشركات متوسطة الاجل· وهبط مؤشر بورصة شنغهاي المجمع 5,23 في المئة إلى 2173,738 نقطة عند الاغلاق بعد تراجعه أثناء التداول إلى 2172,569 نقطة، وخلال الاسبوع الماضي الذي كانت الاسواق الصينية مغلقة فيه انخفض مؤشر داو جونز الصناعي الاميركي 7,34 في المئة، وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن هذا التراجع يعد رد فعل مؤجل للتراجعات العالمية الأسبوع الماضى، وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة ''شينخوا'' أسهم البنوك فقدت أكثر من 8 فى المئة فى المتوسط من قيمتها أمس مما يعكس استمرار حالة القلق إزاء الأزمة المالية الأميركية، وأضافت الوكالة أن خمسة من البنوك الصينية من بينها بنك بودونج للتنمية وتشاينا ميرشانتس بنك تراجعت اليوم بنسبة 10 فى المئة· وبلغ عدد الاسهم الهابطة 781 سهما مقابل 143 سهما ارتفعت أسعارها وكانت قيمة التداول في أسهم الفئة ''أ'' متوسطة إذ بلغت 47,2 مليار يوان (6,9 مليار دولار)· وفقدت الأسهم التايلاندية 4ر6 فى المئة من قيمتها أمس فيما يعتقد أنه أكبر انخفاض فى آسيا فى الوقت الذى سحب فيه المستثمرون أموالهم من البورصات الآسيوية، وأغلق مؤشر بورصة تايلاند ''سيت'' عند 80 ر551 نقطة، بانخفاض 25ر38 نقطة· وقال مونجكول فونجفايثا المحلل فى شركة اديكينسنس سيكيورتيس للأوراق المالية: إن ''جميع الأسواق شهدت هبوطا أمس ولكن الانخفاض فى تايلاند هو الأكبر نظرا لأن هناك مخاوف أيضا حيال وضعنا السياسى''، وأضاف أن ''المستثمرين الأجانب يلعبون دورا كبيراً؛ وهم لا يبالون إذا ما خسروا ·· كل ما يرغبونه هو أن تكون الأموال فى متناول أيديهم''، وإلى جانب الأزمة المالية العالمية، تعانى تايلاند من غموض متزايد يكتنف الحياة السياسية · وانخفضت الأسهم الفلبينية أمس بنسبة 59ر2 بالمئة حيث التزم المستثمرون موقف الترقب حيال خطة الإنقاذ المالي التي وافق عليها الكونجرس الأميركي فى مطلع الأسبوع، وانخفض مؤشر بورصة الفلبين المكون من 30 سهما بمقدار 68ر66 نقطة ليغلق على 53ر2499 نقطة بعد أن كان قد أغلق يوم الجمعة على 21ر2566 نقطة، وجرى تداول 61ر652 مليون سهم بقيمة 12ر2 مليار بيسو (10ر45 مليون دولار)· وهبطت الأسهم التركية أمس مقتفية اثر الأسواق الاسيوية مع اشتداد الأزمة المالية وتنامي المخاوف بشأن متانة الاقتصاد العالمي، وفتح المؤشر الرئيسي للأسهم التركية أمس على 33068,28 نقطة بانخفاض 4,3 بالمئة ليقترب بشدة من مستوى المقاومة الفني عند 33 الف نقطة· وكانت السوق التركية قد شهدت هبوطاً حاداً يوم الجمعة الماضي في رد فعل متأخر للاضطرابات العالمية مع عودة المستثمرين المحليين من عطلة عيد الفطر التي استمرت ثلاثة أيام ونصف اليوم أمس· كما واصلت الأسهم الأوروبية خسائرها أمس لتهبط أكثر من خمسة بالمئة مع اشتداد المخاوف الاسبوع بشأن متانة القطاع المالي بينما دخلت عدة حكومات لانقاذ البنوك والمودعين، كما أخفقت خطة الانقاذ المالي الاميركية التي يبلغ حجمها 700 مليار دولار في إنعاش آمال المستثمرين· وقد أقر مجلس النواب الاميركي الخطة يوم الجمعة الماضي ووقع الرئيس جورج بوش عليها لتصبح قانوناً، وبحلول الساعة 22:08 بتوقيت جرينتش هبط مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 5,1 بالمئة الى 1033,62 نقطة، وقد فقد المؤشر 1,4 بالمئة الاسبوع الماضي وهبط أكثر من 30 بالمئة منذ بداية العام· وكانت أسهم البنوك وراء معظم خسائر المؤشر حيث انخفض سهم بنك كريدي اجريكول 7,7 بالمئة وهبط سهم ديكسيا 10,9 بالمئة بينما فقد سهم سوسيتيه جنرال 6,5 بالمئة· وهوى سهم كوميرتسبنك 13,8 بالمئة وسط مبيعات كبيرة· وقال هنك بوتس المحلل الاستراتيجي في باركليز ستوكربروكرز: ''الوضع العام بائس·· وبالاضافة الى هذا تأتي مشاكل البنوك التي شهدناها في مطلع الاسبوع''، وأضاف: ''هناك خطة الانقاذ التي تمثل أنباء سارة ولكن هناك ايضا جوا من عدم الوضوح بشأن السعر التي سيتم شراء الاصول به· والواقع هو أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لكي نرى فائدة ذلك''· كما كانت أسهم شركات النفط من بين أكبر الخاسرين أمس حيث انخفضت أسهم بي·بي ورويال داتش شل وتوتال نحو 5,5 بالمئة مع هبوط النفط دون مستوى 90 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ فبراير الماضي، وتفاقمت المخاوف من أن خطة الانقاذ وحدها قد لا تدرأ شبح الكساد في الولايات المتحدة· وقال بنك بي·ان·بي باريبا أكبر بنك فرنسي مقيد في البورصة أمس: إنه سيدفع 14,5 مليار يورو (20,1 مليار دولار) للسيطرة على مجموعة فورتيس المالية الأوروبية· وجرى تعليق تداول أسهم فورتيس في بورصة يورونكست امستردام· كما عرضت المانيا ضمانا شاملا للودائع المصرفية وتعهدت كوريا الجنوبية باستخدام احتياطياتها الرسمية البالغة 240 مليار دولار لمساعدة بنوكها في تأمين سيولة كافية بالعملة الصعبة، وفي مطلع الاسبوع اقتنص المسؤولون الألمان صفقة معدلة لانقاذ بنك هايبو ريل ايستيت العقاري وأعلن اونيكريديت ثاني أكبر مصرف في ايطاليا خططا لجمع رأس مال جديد، لكن أسهم هايبو ريل هوت 48 بالمئة· وهبطت أسهم بنك اونيكريديت الايطالي 14 بالمئة أمس بعد قرار مفاجيء يمثل تحولا جذريا للبنك بزيادة رأسماله بواقع 6,6 مليار يورو وسط ما وصفه بتقلبات لم يسبق لها مثيل في السوق، وعلى مدى ساعة كاملة أمس واجه اليساندرو بروفومو الرئيس التنفيذي للبنك أسئلة صعبة من المحللين حيث أصر على أنه ليست هناك مفاجآت وأن البنك راسخ وقوي، واونيكريديت هو ثاني أكبر بنك في ايطاليا من حيث القيمة السوقية والأكبر من حيث الاستثمارات في الأسواق العالمية· وقال بروفومو للمحللين: ''ليس هناك أي مفاجأة· إنها ليست مسألة مفاجآت··· أنها مسألة تدهور الأسواق· سنظل دائما بنكا قويا جداً''، وأقر مجلس ادارة البنك في اجتماع خاص امس الاول إصدار أسهم بقيمة ثلاثة مليارات يورو ووافقوا على أن يوزع البنك أرباح المساهمين في صورة أسهم بدلا من أموال عن عام ·2008 كما خفض البنك توقعاته لأرباح عام 2008 الى 39 يورو سنتا للسهم من 52 يورو سنتاً، وحتى يوم الجمعة الماضي كان كبار المسؤولين التنفيذيين في اونيكريديت يستبعدون زيادة رأس مال البنك أو خفض توزيعات المساهمين·
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©