الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فضيحة الشموع تتوهج في سماء القارة الأوروبية

فضيحة الشموع تتوهج في سماء القارة الأوروبية
6 أكتوبر 2008 23:54
عانت تسع من كبريات شركات الطاقة في العالم من غرامات باهظة بلغت إجماليها نحو 700 مليون يورو (983 مليون دولار) بسبب تبنيها لوقت طويل ممارسة تثبيت الأسعار والممارسات الاحتكارية غير المشروعة والخاصة بمادة شمع البرافين في السوق· وتعتبر هذه إحدى أكبر العقوبات على الإطلاق التي تفرضها بروكسل على نشاط احتكاري وبشكل يعكس مدى طول فترة هذه الممارسات غير المشروعة التي درجت الشركات على إنتهاجها ولفترة استمرت طيلة 13 عاماً في السوق التي يبلغ حجمها حوالى 500 مليون دولار سنويا· ولقد ظلت هذه الشركات -التي من ضمنها شركة ساسول في جنوب أفريقيا، وإكسون موبيل في الولايات المتحدة الأميركية، وشركة ربسول في إسبانيا، وشركة إيني الإيطالية، وتوتال الفرنسية، بالإضافة الى شركة آر دبليو ئي الألمانية- تطلق على أنفسها اسم ''مافيا البرافين'' أو ''الصالون الأزرق'' في أحيان أخرى تيمناً بأحد الحانات في فندق بهامبورج، حيث اجتمع ممثلو هذه الشركات أول مرة قبل أن يتفقوا على المضي قدماً في هذه الممارسات الاحتكارية غير القانونية· وبعد هامبورج انتقلت هذه الاجتماعات الى كبريات الفنادق في مدن ميلانو وفيينا وبودابست وباريس وميونيخ ،بالإضافة الى مدينة ستراسبورج· وأكثر ما يعرف عن شمع البرافين استخدامه كأحد المقادير الهامة في صناعة الشموع التي لا يخلو منزل تقريباً من استخدامها للإضاءة في شتى المناسبات وأوقات انقطاع التيار الكهربائي· كما يدخل شمع البرافين أيضاً في سلسلة متسعة من المنتجات المستخدمة في الحياة اليومية مثل الإطارات وأجزاء السيارات وأوراق الشمع وتغليف مختلف أنواع الجبن وفي تصنيع الأكواب والصحون الورقية وحتى في صناعة حلوى العلكة· أما الأهم من ذلك فقد استمر الكارتل الاحتكاري يغطي 75 في المائة من السوق الأوروبية· وقال نيلي كرويز مفوض التنافسية في الاتحاد الأوروبي: ''ربما لا يوجد شخص أو ربة منزل أو شركة في كامل القارة الأوروبية لم يعمد إلى شراء المنتجات التي تعود الى هذا الكارتل الاحتكاري وبكل ما يعنيه ذلك من تكبد غير مبرر لتكاليف عالية وتدمير للاقتصاد''· بيد أن حجم الغرامة -والبالغ تحديداً 676 مليون يورو- ربما يزيد بكثير على الأموال غير المشروعة التي تم استدرارها من هذه الممارسات، إلا أن شركة شل التي جاهرت بالإعلان في نهاية المطاف عن صفقة تثبيت الأسعار وبشكل أفضى إلى منحها الحصانة الكاملة من دفع أي غرامات، وإلا فقد كان من المقدر لها في حال عدم الشهادة ضد الكارتل ان تتكبد غرامة قد تصل إلى 100 مليون يورو· وهناك ثلاث شركات أخرى حصلت أيضاً على تخفيض مجز في الغرامة نسبة الى تعاونها مع السلطات· أما شركة ساسول مجموعة البتروكيمياويات المعروفة فقد شهدت زيادة بمعدل 50 في المئة في الغرامة الموقعة عليها نظراً لأنها زعيمة الكارتل الاحتكاري، إلا أن هذه الغرامة تم تخفيضها لاحقاً بنسبة 50 في المئة أيضاً بسبب ما أبدته من تعاون بالخصوص· ونتيجة لذلك فقد تكبدت الشركة في النهاية غرامة بلغت 318,2 مليون يورو أي رابع أكبر غرامة على الإطلاق يتم توقيعها على شركة لوحدها في أي كارتل احتكاري للسلع في القارة الأوروبية· واحتلت الشركات المتورطة الأخرى أماكنها في قائمة العقوبات حيث تكبدت شركة ايني الإيطالية غرامة بمقدار 29,1 مليون يورو، تليها شركة تودابترول الألمانية بمبلغ 12 مليون يورو، ثم شركة هانسون آند روزينثال الألمانية أيضاً بغرامة بمقدار 24 مليون يورو، أما شركة إم أو إل المجرية فقد وقعت عليها عقوبة بمبلغ 23,7 مليون يورو فشركة آر دبليو ئي الألمانية بغرامة بلغت 37,4 مليون يورو أما شركة توتال الفرنسية فقد بلغت غرامتها 128,2 مليون يورو· عن ''فاينانشيال تايمز''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©