الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كوبونات الشراء» تزيد حماس الجمهور وتنعش حركة البيع

«كوبونات الشراء» تزيد حماس الجمهور وتنعش حركة البيع
27 ابريل 2013 23:58
جهاد هديب (الاتحاد) - هذا المشهد لم يتكرر إلا في صباحات معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يختتم فعالياته غداً: ناشئة إماراتيون بلباسهم الوطني، يحملون كتبا بين أيديهم بعضها ينتمي لعلوم مختلفة ميسرة في موسوعات، وأخرى عن قصص التابعين والأغلب من بينها هي قصص للفتيان والناشئة ترفعها أيادِ وتلوّح بها باعتزاز أمام مدرسّهم المرافق لهم، في حين ما زال زملاء آخرون لهم يستبدلون الكتب بكوبونات من فئتي العشرة دراهم والعشرين درهماً مع البائع في أحد الأجنحة لدار نشر عربية، اهتمت بالكتب الموجهة لهذه الفئة من جمهور القرّاء. أما الفكرة فهي أيضاً ببساطة: فقد دأبت هيئة أبوظبي للسياحة ممثلة بمعرض أبوظبي للكتاب، ومنذ سبعة أعوام، على التنسيق مع إدارات المدارس، بحيث يتم توزيع كوبونات خاصة على الطلاب والطالبات بحيث يتم إنفاقها في شراء الكتب من المعرض بهدف أن يعتاد المواطن بدءاً من هذه السن على أن تكون له صلة بالكتاب، إجمالا وليس بالكتاب المدرسي وحده، بهدف خلق مجتمع قارئ في أبوظبي على نحو استراتيجي، حيث لا أحد ينتظر قطف ثمار هذا التحفيز للطلبة على هذه الصلة مع الكتاب اليوم أو غداً. في الوقت نفسه، فإن هذه الكوبونات التي تصل إلى يد الناشر فإنها تعود إلى إدارة المعرض في آخر الأمر، سواء في نهاية اليوم ذاته الذي تشتري فيه الناشئة كتبا أم في نهاية المعرض، حيث خصصت إدارة المهرجان مكتبا خاصا لمتابعة هذا الأمر يفتح أبوابه عندما يفتح المعرض أبوابه ويقفل بعد أن يغادر الجميع، بحسب ما قال محمد الشحي مدير النشر في الهيئة لـ”الاتحاد”. وقال محمد الشحي، مدير النشر في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إن “هذه المبادرة تأتي أيضا لهذه الدورة في سياق الشعار المطروح: “الحياة بين دفتي كتاب”، والذي يستهدف من بين فئات الجمهور تشجيع الناشئة الإماراتية على تعزيز صلتها الدائمة بالكتاب”. وأضاف: “هي مكرمة من مكارم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدعم الطلبة والطالبات في مراحل التعليم المختلفة بدءاً من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة، بهدف أن يعتادوا على شراء الكتاب في سنّ مبكرة وضمن توجُّه إمارة أبوظبي لتكون مركزا ثقافيا في المنطقة، هذا من جانب ومن جانب آخر، هي مسعى لتطبيق المبادرة التي صدرت أخيرا تحت عنوان: “أبوظبي تقرأ” التي تشترك فيها الهيئة مع مجلس أبوظبي للتعليم والتي هي مبادرة لتشجيع القراءة بين طلبة المدارس وخلق روح تنافسية بينهم”. وقال: “المبادرة أيضا تأتي لدعم الناشرين العرب، إضافة إلى مبادرات أخرى تخدم صناعة الكتاب سواء على مستوى حقوق الملكية الفكرية، حيث يلتقي الناشر العربي بالناشر الأجنبي لشراء حقوق النشر بدعم من الهيئة، ومن تمّ رصد مبلغ مالي لهذه المبادرة التي تحمل العنوان: “أضواء على النشر”، حدّه الأدنى مائتا ألف دولار أميركي”. وعن مدى إقبال الطلبة الإماراتيين على الشراء من خلال الكوبونات، ردّ الشحي بالقول: “بالطبع يزداد الإقبال باطراد وذلك حتى قبل أن يجري التنسيق مع إدارات المدارس للقيام برحلات مدرسية خاصة إلى المعرض، إذ إن عدد الطلبة قد وصل إلى الرقم خمسة وعشرين ألف طالب يستفيدون من الكوبونات بشكل يومي”. مشيرا إلى أن العمل في إطار هذه المبادرة مثلما في سواها لا يخلو من بعض الإشكالات، لكننا هنا موجودون طيلة فترة المعرض لحلّ هذه الإشكالات وتجاوزها في الدورات المقبلة خاصة مع تزايد إقبال دور النشر العربية على المشاركة في المعرض، ففي حين بلغ عدد دور النشر المشاركة للدورة الماضية تسعمائة وسبع دور نشر وصل الرقم في هذه الدورة إلى ألف وخمس وعشرين دار نشر بزيادة مقدارها مائة وثماني عشرة دار نشر”. أما الناشر الأردني جهاد أبو حشيش مدير عام دار فضاءات للنشر والتوزيع الأردنية، فأكّد أن “هذه الكوبونات تقدّم خدمة مزدوجة للطلاب الإماراتيين الذين لا يقتصر بحثهم عن الكتب على ما يخصّهم وحدهم فقط، أي الكتب الخاصة بالناشئة، بل يتجاوز ذلك إلى دور النشر العادية، حيث يلاحظ المرء أن البعض من بينهم يقبلون أيضا على شراء روايات وقصص غالبا ما تهم الكبار”. وأضاف: “وذلك أيضا يصب في سياق دعم الناشر المحلي والعربي، إذ إن من المتوقع جدا أن هؤلاء الناشئة لم يكونوا ليزوروا معرض الكتاب هذا لولا مبادرة معرض الكتاب، ما يعني أن الفائدة هنا لا تقتصر على الناشئة الإماراتيين بل تتجاوزهم إلى الناشرين وتمنح المعرض سمعة طيبة قياسا بالمعارض العربية الأخرى”. وهو ما أكده الناشر جهاد شبارو من لبنان مدير عام الدار العربية للعلوم ـ ناشرون، حيث قال: “هذه المبادرة تسهّل من عملنا مثلما تسهّل على الطلبة الحصول على ما يودّون قراءته من خارج المنهاج الدراسي المعتاد”. وقال: “إننا نرحّب بحضورهم الجميل ونتمنى لو أن لأبناء بلادنا ما لهم فيقبلون على شراء الكتاب ويعتادون على ذلك منذ هذه السن المبكرة، فضلا عن أنها مبادرة تأتي في سياق دعم صناعة النشر عربيا ولا تستفيد منها الناشئة الإماراتية وحدها”. وقال خالد منصور الزامل مدير جناح مكتبة الصفا ـ ناشرون من الإمارات المتخصصة في كتب الناشئة والأطفال: “إنها مبادرة كريمة بالفعل وسوف تفضي إلى نتائج طيبة، إذا استمر إقبال الناشئة الإماراتية على الكتب بهذا الحجم المفرح حقا. إنه أمر طيّب أن ترى هذه الجموع من الأطفال والناشئة وهم يملؤون المعرض بصخبهم وحضورهم الجميل وتسابقهم على شراء الكتب في جو من المنافسة في ما بينهم”. ورأى الزامل أن مبادرة هذه الكوبونات “قد حرّكت عملية الشراء بشكل واضح في المعرض”، مشيرا إلى أن الناشئة غالبا ما يقبلون على الموسوعات باللغتين العربية والإنجليزية، مؤكدا أنه ما من إشكالات تُذكر في تحويل هذه الكوبونات إلى دراهم من خلال الجهة المختصة في إدارة معرض أبوظبي الدولي للكتاب”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©