النفط يتماسك فوق 74 دولاراً بدعم من المخزونات الأميركية

جرى تداول النفط فوق مستوى 74 دولاراً أمس مدعوماً بالهبوط الحاد في مخزونات الخام الأميركية والانخفاض غير المتوقع في المعروض من البنزين إلا أن ارتفاع الدولار قلص من تلك المكاسب. وارتفع سعر عقود الخام الأميركي الخفيف تسليم فبراير شباط ستة 24 سنتاً ليصل إلى 74,64 دولار للبرميل وسط تداول ضعيف قبل العطلات وذلك بعد أن ارتفع 68 سنتاً أمس الأول. وارتفعت الأسعار نحو ستة دولارات منذ 13 ديسمبر الجاري. وكذلك ارتفع سعر عقود مزيج برنت خام القياس الأوروبي تسليم فبراير بواقع 31 سنتاً إلى 73,77 دولار للبرميل. وقال معهد البترول الأميركي أمس الأول إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم انخفضت بواقع 3,7 مليون برميل الأسبوع الماضي بينما توقع محللون انخفاضاً بواقع 900 ألف برميل. وقال بن وستمور محلل السلع الأولية في ناشيونال بنك أوف أستراليا “بيانات معهد البترول الأميركي (قوية) والسوق تتوقع أن تظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاضاً كبيراً في مخزونات الخام وعدد من مخزونات المنتجات النفطية”. وأضاف “هذا يشير إلى معنويات إيجابية إلى حد ما على المدى القصير”. وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي تراجع مخزونات البنزين 1,1 مليون برميل في ظل تراجع الواردات بعد أن تكهن استطلاع أجرته “رويترز” بارتفاع قدره 1,2 مليون برميل. وتراجعت مخزونات وقود المقطرات بواقع 745 ألف برميل مقابل توقعات بهبوط قدره 1,9 مليون برميل وذلك على الرغم من برودة الجو في شمال شرق الولايات المتحدة أكبر سوق لزيت التدفئة في العالم. وتراجع إجمالي مخزونات زيت التدفئة بواقع 993 ألف برميل. إلى ذلك قال وزير الطاقة التركي تانر يلدز إن أنقرة تتوقع أن تقدم روسيا وقازاخستان وتركمانستان معظم النفط الذي سيضخ في خط أنابيب مزمع بتكلفة أربعة مليارات دولار بين ساحلها على البحر الأسود وميناء جيهان على البحر المتوسط. وأضاف يلدز أن تركيا تتوقع إبرام اتفاق مع حكومة أذربيجان لشراء كميات إضافية من الغاز الطبيعي. وتعطل الاتفاق بسبب خلافات بشأن السعر وتوترات دبلوماسية بين تركيا وأرمينيا. وتشترك مجموعة “جاليك” التركية مع “ايني” أكبر شركة ايطالية للطاقة في خط أنابيب الأناضول الذي يهدف إلى نقل وقود بحر قزوين من مدينة شمشون في الشمال إلى ميناء جيهان - الذي ينتهي عنده خطا أنابيب آخران - مع تفادي مضيق البسفور المزدحم في اسطنبول. وكانت شركة ترانسنفت الروسية التي تشغل خط الأنابيب قالت الأسبوع الماضي إن شركات روسية قد تحصل على حصة في المشروع. واتفقت روسنفت أكبر شركة لإنتاج النفط في روسيا والتي تديرها الدولة في أكتوبر تشرين الأول على إمداد خط الأنابيب بالخام. وقال يلدز “بعد المبادرات الروسية لإمداد خط الأنابيب بالنفط نتوقع شراء الوقود من روسيا وقازاخستان وتركمانستان. “هناك عدة أسباب لدعم هذا الخط سياسيا، إن له أهمية استراتيجية وسيساهم في جعل تركيا ممرا للبترول والغاز الطبيعي”. ومن المتوقع أن تبلغ طاقة خط الأنابيب البالغ طوله 550 كيلومترا 1,5 مليون برميل يومياً. وأضاف يلدز أن إلغاء مناقصة فاز بها كونسورتيوم بقيادة روسية لبناء أول محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية في تركيا لن يؤثر على مشروعات الطاقة المزمعة. وكانت محكمة عليا ألغت في نوفمبر تشرين الثاني نتائج المناقصة التي جرت العام الماضي والتي كان كونسورتيوم مكونا من شركتي “انتر راو” و”اتومسترويكسبورت” الروسيتين وشركة “بارك تكنيك” التركية هو صاحب العرض الوحيد فيها لأن أسعار الكهرباء التي قدمها تفوق المستويات الحالية بدرجة كبيرة. وتعتزم تركيا طرح مناقصة أخرى العام المقبل. وقال يلدز إنه لا توجد أي معوقات فنية لاتفاق شراء ثمانية مليارات متر مكعب اضافية من الغاز الطبيعي من أذربيجان وإن تركيا تتوقع أن تثمر المفاوضات المستمرة عن اتفاق لكنه لم يذكر جدولا زمنيا. وتعثرت المحادثات بين الجانبين بسبب خلاف بشأن السعر الذي تريده أذربيجان للغاز الإضافي والذي ستستخدم تركيا بعضه بينما سيجري شحن الباقي إلى أوروبا. وتريد تركيا الآن شراء ستة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا من حقل شاه دنيز في أذربيجان بتخفيض يبلغ نحو نصف ما تدفعه إلى روسيا وإيران مصدري الوقود الرئيسيين لها. ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأذربيجاني المار محمد ياروف في زيارة إلى أنقرة الجمعة المقبل لعقد محادثات ثنائية من المتوقع أن تشمل قضايا الطاقة. وقال يلدز “من الناحية الفنية لا أرى أي عائق يمنع محادثات الغاز مع أذربيجان. لا يمكنني القول إننا وصلنا للنقطة النهائية حول أسعار النقل لكنني لا أرى أي مشاكل كبيرة. “أعتقد أننا سنتوصل لتفاهم”. كما تعطل اتفاق آخر وسط اعتراضات من أذربيجان على جهود تركيا المدعومة من الولايات المتحدة لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع أرمينيا.