الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحافة آسيا··· في المقدمة رغم خفتها

صحافة آسيا··· في المقدمة رغم خفتها
25 يناير 2008 23:18
بينما يتطلع قطاع الصحافة المكتوبة في الولايات المتحدة إلى جرعة هواء نقية، يعيش نظيره الآسيوي نشوة النجاح؛ فحسب عدد من مراقبي القطاع، فإن ارتفاع الأجور وتراجع الأمية أديا -في منطقة تتزايد فيها حرية الصحافة والديمقراطية وملكية وسائل الإعلام الخاصة- إلى طفرة في قاعات التحرير عبر المنطقة· سبع من الصحف اليومية الأكثر مبيعا في العالم توجد في آسيا، التي تمتلك أيضا أكبر ثلاثة أسواق، وهي الصين والهند واليابان· وحسب ''الجمعية العالمية للصحف''، فقد ارتفع توزيع الصحف في 2006 بـ3,6 في المائة مقارنة مع انخفاض بـ2 في المائة في أميركا الشمالية حيث أفاد ''مكتب مراقبة التوزيع'' في 2006 بتراجع مبيعات الصحف الأميركية بأزيد من 30 في المائة منذ ·1985 في هذا الإطار، قالت ''شيليا كورونيل'' -مديرة ''مركز ستابيلي للصحافة التحقيقية'' التابع لجامعة كولومبيا- في مؤتمر حول وسائل الإعلام نظمه هذا الأسبوع ''مركز شرق-غرب'': ''لم يسبق لوسائل الإعلام في آسيا أن كانت أقوى أو أكثر إقناعا مما هي اليوم''· والأمر مربح أيضا؛ فالمعلنون في آسيا ينفقون اليوم أكثر من أجل الوصول إلى المستهلكين في المراكز الحضرية التي تعرف توسعا كبيرا، وارتفاعا لرواتب سكانها ومستوياتهم التعليمية؛ ففي الهند، على سبيل المثال، ارتفعت عائدات الإعلانات في الصحف بنسبة 85 في المائة بين 2001 و،2006 كما ارتفع التوزيع بـ54 في المائة· غير أن عددا من المحررين يرون أن ظهور وسائل الإعلام الرقمية بدأ يضر بعائدات الصحف في الأسواق الناضجة كتايوان وكوريا الجنوبية، حيث يُقبل القراء الشباب على الإنترنت ويبحثون عن محتويات أكثر حيوية، كما تواجه الصحافة التقليدية تحديا من قبل الكتاب أصحاب المواقع الإلكترونية الشخصية والصحافيين المواطنين في بلدان مثل بورما، حيث لا يثق الناس في وسائل الإعلام التي تديرها الدولة؛ وماليزيا، فالمؤسسات الإعلامية الخاصة منحازة إلى الأحزاب السياسية· بيد أن انتشار الإنترنت والكابل في بقية القارة ساهم في زيادة الإقبال على الأخبار؛ وفي هذا السياق، يقول ''كمال صديقي'' -محرر في صحيفة ''ذا نيوز'' الباكستانية الناطقة باللغة الإنجليزية-: ''على مدى السنوات الخمس الماضية، ازداد التعطش للأخبار بشكل كبير بالموازاة مع انفتاح وسائل الإعلام الفضائية والبث المباشر''؛ ويقدر ''صديقي'' أن أزيد من 100 صحيفة مسائية تصدر في كراتشي وحدها، مع ظهور عدد كبير من العناوين بشكل مستمر؛ وفي إندونيسيا، أعقبت طفرة مماثلة للمطبوعات الجديدة، إضافة إلى عودة عناوين مغلقة أو ممنوعة إلى الحياة، عودة الديمقراطية إلى إندونيسا في ·1998 فبعد سنوات من الرقابة، تصنَّف اليوم ضمن الأكثر حرية في المنطقة· لكن المؤسسات الإعلامية في الديمقراطيات الشابة، وبعد أن تحررت من القيود الحكومية، تتصارع اليوم مع مطالب وتحديات السوق؛ فبينما يزداد القطاع اكتظاظا بالعناوين الجديدة، وتوفر القنواتُ التلفزيونية الإخبارية ومواقع الإنترنت دورةً إخبارية سريعة، يشتكي بعض المحررين من أن بعض المؤسسات الصحفية تعمد إلى تقديم أخبار المشاهير على الأخبار الجادة· وفي هذا السياق، يرى الخبير الإعلامي الهندي ناندا بانيرجي أن النمو السريع لوسائل الإعلام الهندية منذ 2001 تزامن مع تحول بعض الصحف إلى مزيد من الأخبار ''الخفيفة'' وتغطية رياضة الكريكيت إذ يقول: ''إن الجزء الجاد من الصحافة تراجع إلى الخلف لتحل محله صحافة الترفيه التي أصبحت تحتل المقدمة''؛ بينما تواجه الصحافة الصينية تحديات مختلفة مثل رقابة الدولة، فإذا كانت الصين تفتخر بأكبر رقم بخصوص مبيعات الصحف (99 مليونا يوميا في 2006)، فهي تضم أيضا أكبر عدد من الصحافيين المسجونين (31 صحفيا في نهاية 2006) -حسب ''لجنة حماية الصحافيين''-؛ ويرى بعض المحللين أن الصورة في الصين ليست قاتمة تماما على اعتبار أن الصين أرغمت صحفها -بتقليص دعمها المادي- على التنافس على القراء، وهو ما خلق سعيا وراء السبق الصحفي وكتابةٍ أكثر جرأة، وتميزا· وفي كوريا الجنوبية تعرف الصحافة نموا سريعا، فهي تعد من بين أكثر الدول استعمالا للإنترنت في العالم· وحسب ''ريونغ أو'' من ''الجمعية الآسيوية للصحافيين'' -مؤسسة غير ربحية في سيول-، فإن موقع ''أوهمينيوز'' الإلكتروني، يستفيد من مساهمات 40000 صحفي، وينشر ما يكفي من الإعلانات لتحقيق الربح؛ وحسب ''أو'': ففي مقدمة الأسباب التي تدفع إلى إقبالهم هذا، هو تواضع الصحف المهيمنة الثلاث في البلاد من الناحية السياسية، ولذلك، فإن الناس لا يثقون فيها ويبحثون عن مصادر إعلامية جديدة؛ ومع ذلك، فقد ارتفع توزيع الصحف في كوريا الجنوبية بنسبة 19 في المائة بين 2001 و·2006 لعل أكبر مفاجأة في آسيا هي ثقافة الصحف المستمرة في اليابان؛ فقد تراجع التوزيع في السنوات الأخيرة، ولكن اليابان تظل مع ذلك الأولى عالميا من حيث استهلاك ورق الصحف، وحسب ''أورفيل شيل'' -العميد السابق لكلية الصحافة بجامعة كاليفورنيا- فإن قواعد الملكية في اليابان تحمي الصحف من ضغوط صاحب الأسهم، وهو ما يسمح لها بالاستثمار في قاعة الأخبار؛ ولكن، ومثلما هو الحال في الولايات المتحدة -يقول ''هيسايوشي إينا'' -نائب رئيس هيئة التحرير في صحيفة ''نيكاي''- فإن الوضع قد يصبح خطيرا بالنسبة للمؤسسات الصحافية اليابانية في غياب استراتيجية بخصوص الإنترنت، ويقول: ''إن الجيل الجديد غير متعود على قراءة الصحف· فهو يفضل الإنترنت على الورق''· سايمون مونتليك- تايلاند ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©