الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بوكو حرام» في قلب الاهتمام العالمي

10 مايو 2014 22:48
هيذر مُردك أبوجا، نيجيريا محتجون بأقمصة حمراء تجمعوا في شوارع أبوجا رافعين شعارات تدعو للسلام وهاتفين بأعلى أصواتهم: «كل ما نريده هو أن تعيدوا لنا بناتنا على قيد الحياه الآن». قبل ثلاثة أسابيع، كان مقاتلون إسلاميون قد خطفوا مئات الفتيات المراهقات من مدرستهن، وهو ما أدى إلى دعوات كثيرة إلى إنقاذهن. ومنذ ذلك الوقت، لم تزدد التنديدات إلا قوة، سواء في نيجيريا أو خارجها، بل وحتى بين الناس والمجموعات الإعلامية التي عادة ما تتجاهل العالم القاتم للمعاناة والكفاح في غرب أفريقيا. كما أثار خطف تلميذات المدرسة اهتمام الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي وعد بإرسال «خبراء ومعدات عسكرية وأمنية» قصد المساعدة على إيجاد الفتيات – مساعدة قال الرئيس النيجيري «جودلاك جونثان» يوم الأربعاء إنه سيقبلها. كما رصدت الحكومة مكافأة مالية قدرها 300 ألف دولار عن أي معلومات تؤدي إلى عملية توقيف. ولكن مقاتلي «بوكو حرام» يذبّحون النيجيريين منذ خمس سنوات، ومن بين ضحاياهم مئات الأطفال الذين قُتلوا في مدارسهم. فلماذا نجح هذا الحادث تحديداً في تعبئة الناس؟ لعدد من الأسباب في الواقع: ذلك أن أعداد من قُتلوا على أيدي «بوكو حرام»، إضافة إلى العمليات الفظيعة التي خططوا لها، بلغت مستوى خطيراً بعد 10 أشهر تقريباً من الهجمات المروعة التي استهدفت المدنيين والكنائس والأطفال والطرق والمساجد ومحطات الحافلات. وعلاوة على ذلك، فإن هجمات «بوكو حرام» انتقلت في أبريل الماضي من المناطق الشمالية الشرقية النائية إلى العاصمة، لتصبح بذلك أقرب إلى قلب نيجيريا. غير أن المحرّك الرئيسي للاهتمام ربما يكمن في حقيقة أن التفاعل مع خطف قرابة 300 تلميذة مازلن على قيد الحياة ربما أسهل نسبياً منه مع جريمة قتل لمجموعة من الأبرياء يتم تنظيفها بسرعة من قبل السلطات، كما يقول بعض المحتجين المحليين. وهذا الاهتمام والتفاعل هو الذي يفسر الاحتجاجات شبه اليومية والحملات عبر «تويتر» التي انتشرت انتشاراً واسعاً عبر العالم. وفي هذا الإطار، تقول «كاندي ناثان»، وهي محتجة كانت تتظاهر أمام مقر للجيش النيجيري: «غداً قد يأتي دوري»، مضيفة «أو دور أختي أو دور قريبتي، أو دور أي شخص. إنني هنا أصالة عن نفسي ونيابة عن الجميع». المجازر السابقة التي تورطت فيها «بوكو حرام» لم تدفع «ناثان» للخروج إلى الشارع للاحتجاج؛ ولكن هذه المرة مختلفة حيث تقول: «إن المذابح تحدث هنا، ويمكنك أن ترى الجثث. أما في الحالة التي أمامنا، فإننا لا نعرف مكانهم»، مضيفة «إننا لا نعرف ماذا سيحل بهن. ولا أحد يعرف ما الذي سيحدث غدا»، في إشارة إلى الفتيات المخطوفات. ويذكر أن حركة «بوكو حرام» قتلت آلاف الأشخاص. كما تصاعدت أعمال العنف بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة، حيث سُجل مقتل أكثر من 1500 شخص هذا العام لوحده. وحسب «إيليزابيث دونلي» من مركز «تشاثام هاوس» الموجود مقره في لندن، فإن عدد الإصابات، وأنواع الهجمات، والازدياد المضطرد في اهتمام وسائل الإعلام... كلها أمور دفعت تمرد «بوكو حرام» إلى نقطة تحول حاسمة. وأضافت تقول: «إن التنديدات التي أثارها ذلك عبر نيجيريا جلبت اهتماماً أكبر... وأعتقد أن ذلك يأتي في وقت يوجد فيه عدد مهم من عناوين الأخبار المرتبطة بـ«بوكو حرام». أمام وزارة الدفاع، وقف المتحدث باسم الجيش اللواء «كريس أولوكولايد» صامتاً على طرف المظاهرة بينما كان الآباء والأمهات في المظاهرة يصيحون «إنهن بناتنا!» والإخوان «إنهن أخواتنا!». ثم أمسك البوق لينقل إلى المحتجين رد الجيش فقال: «كونوا متأكدين أننا نصغي إليكم .. لقد وصلتنا رسالتكم»، واعداً بالاجتماع مع ممثلي المتظاهرين. كان الجنود المسلحون واقفين في مكان قريب؛ غير أنه لم تكن ثمة أي إشارة عداء من أي من الجانبين. أوجونوا مياكي، وهو ناشط شاب من «حملة الألفية» التابعة للأمم المتحدة، قال إن عمليات الخطف إلى جانب المذابح السابقة التي راح ضحيتها المئات من التلاميذ، جعلت التمرد أمراً شخصياً، حتى بالنسبة للأشخاص البعيدين عن الخطر. ولا يخفي «مياكي» تخوفه بشأن تأثير هجمات «بوكو حرام» على تعليم الأطفال في نيجيريا إذ يقول: «إن الجميع معني لأن الأمر يتعلق بالفتيات؛ وهذه لحظة مفصلية ليس بالنسبة لنيجيريا فقط ولكن بالنسبة لبلدان أخرى أيضاً... إنه هجوم على التعليم أيضا!». وقد وصف مسؤولان أميركيان رفيعان سابقان «بوكو حرام» باعتبارها منظمة ذات أجنحة متعددة وقيادة مركزية ضعيفة أو منعدمة يتراوح أعضاؤها من المتطرفين المتشددين إلى أفراد العصابات. وفي إيجاز عبر الهاتف للنائب السابق لـ«جوني كارسون» مدير الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأميركية، والسفير الأميركي السابق إلى نيجيريا «جون كامبل»، قال هذا الأخير إن «بوكو حرام» ليست منظمة بقدر ما هي حركة في الواقع» وإن شيكو (أبو بكر شيكو، الرجل الذي يقول إنه يقود «بوكو حرام») «زعيم حرب أكثر منه زعيم منظمة»، لافتا إلى أن «شيكو» انتظر ثلاثة أسابيع على حدوث عملية الخطف ليعلن عن العملية (هذا الأسبوع)، وإلى أن هذا يشير ضمنيا إلى أن قيادة «بوكو حرام» ربما لا تعرف في كثير من الأحيان ما تقوم به المجموعات المختلفة التابعة لها. وقال السفير «كارسون» إن الولايات المتحدة «انخرطت» مع إدارة جوناثان منذ أكثر من عام حول مسائل تتعلق بالمجموعة، ولكن نيجيريا كانت بطيئة في قبول المساعدة وإنه كان ثمة «تردد في قبول تحليلنا للعوامل التي تقف وراء المشكلة في شمال نيجيريا»، والتي تشمل بطالة الشباب التي تتعدى 50 في المئة وضعف التعليم والرعاية الصحية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©