الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المثقف والمسرحي الفرنسي البير كامو شخصية العام الثقافية في المعرض

المثقف والمسرحي الفرنسي البير كامو شخصية العام الثقافية في المعرض
27 ابريل 2013 23:50
الاتحاد (أبوظبي) - إلى جوار دول مجلس التعاون الخليجي، اختارت إدارة معرض أبوظبي الدولي للكتاب أن تكون الثقافة الفرنسية ضيف شرف أجنبيا على دورته هذه التي تستمر حتى مساء الثلاثاء المقبل. وربما يعود السبب في ذلك هو أن هذا العام يصادف المئوية الأولى على ولادة الكاتب الفرنسي الشهير ألبير كامو (نوبل للآداب العام 1957 عندما كان يبلغ من العمر 56 عاما ليصبح بذلك الأصغر سنا من بين الفائزين بها حتى الآن) الذي يُعتبر واحدا من أبرز مثقفي ما يُعرف بالتيار الوجودي وكذلك من أبرز روائييه وكاتبيه المسرحيين حيث تركت أفكاره أثرا قويا في الثقافات التي تُرجمت إليها كتبه ومن بينها العربية حيث شاع الأثر “الوجودي ـ العدمي” لكتابته في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. غير أن الجناح الفرنسي الذي يقع على مدخل القاعة 10 من المعرض في موقع استراتيجي ملحوظ من أي زائر لا يحتوي سوى على ملصق لغلاف واحد من الكتب الصادرة حديثا بإلهام من أعمل كامو للباحث روبيرت لافون حمل العنوان: “معجم ألبير كامو” وكذلك توجد بعض الكتب من تاليفه واخرى عنه لا يتجاوز عددها العشرين ربما. “الاتحاد” سألت المدير المشارك للجناح روناتا صادر مديرة المكتبة الفرنسية عن أسباب هذا الشحّ في حضور كاتب فرنسي من طراز كامو وفي واحد من أهم معارض الكتب العربية في اللحظة الراهنة فردّت بالقول: “دعني أقول لك اولا أن فرنسا تشهد الآن أنشطة وفعاليات وإعادة قراءات لمنجز البير كامو ككل وكذلك إعادة عرض لمسرحياته من قبل جيل جديد من المخرجين الفرنسيين وغير الفرنسيين من الناطقين بالفرنسية على مدى هذا العام بأكمله، أضف إلى ذلك إعادة طبع كتبه من جديد وطباعة كتب نقدية جديدة عن في حقل الرواية وكذلك المسرح ثم الفلسفة”. وأضافت: “وهنا في أبوظبي جرى مؤخرا تقديم مسرحية حملت العنوان: “رجل أول” وهو عمل مستلهم من سيرة حياة الرجل مثلما من اعماله الروائية والمسرحية، وكان ذلك خلال الأسبوع الماضي”. وردّا على السؤال: هل يكفي رفّ من الكتب وملصق لغلاف كتاب يحمل صورة لكامو بالأبيض والأسود لتكريم فكرة ثقافية إشكالية تتجسد في منجز هذا الرجل؟، أوضحت روتانا صادر: “لم يضع الجانب الفرنسي هذا البرنامج الخاص ولا تدخُّل حدث من قبله في تحديد البرنامج ومساحته ولا في صياغة الطريقة التي يتم بها الاحتفاء الآن، بل إن منظّمي المعرض هم الذين اختاروا ذلك والتزم الجانب الفرنسي من قبله بذلك، فربما أن وجودا لكامو في مثل هذا المعرض في بلد عربي فهذا دليل على الاهتمام بكامو وبالثقافة الفرنسية أيضا”. وزادت: “لم يكن من خيار واسع أمامنا بل جاءت هذه المئوية وفرضت نفسها وربما تكون هناك أجنحة أخرى تحتفي إنْ بشكل أو بآخر بهذه المناسبة، واتوقع ان الجناح الألماني ومخرزن الكتب جاشنمال يقومان بذلك”. وعن أي أنشطة اخرى خارج الجناح للاحتفاء بلامناسبة تحديدا، قالت رناتا صادر: “سوف تُقام في الخامسة والنصف مساء بعد غد (الاثنين) ندوة تتناول أثر ألبر كامو في الأدب العربي، في إبداعات الكتّاب المعاصرين، يتحدث فيها الروائي رشيد بوجدرة وجيروم فيراري ويديرها جاك فيرنانديز الأستاذ في جامعة السوربون في أبوظبي. وذلك فضلا عن البعض من الندوات والأخرى والتواقيع لكتب عربية لرشيد بوجدرة وعمّار الأخرس من الجزائر ونهاد سيريس من سوريا. في أية حال فإن اثر كامو على العديد من الكتّاب العرب في مراحل متفاوتة ومختلفة من تشكّل وعيهم الابداعي ظلّ يُحدث أثرا حتى النصف الأخير من ثمانينات القرن الماضي على الأقل، وذلك رغم ما رآه، ويراه البعض من نزعة استشراقية ذات نزعة مركزية اوروبية في ما كتب الرجل وتحديدا عن فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر. وكان من بين أبرز كتبه التي بدأت ترجمتها إلى العربية منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي: رواية الغريب، ومسرحية سوء تفاهم، ومسرحية الطاعون، ومسرحية كاليجولا، والمتمرد (أو ما عُرف عربيا ب”الانسان المتمرد” وصدر بالعربية مطلع الثمانينات عن دار عويدات في بيروت) وصيف، واخيرا عمله المسرحي الذي شاع أكثر من سواه “كاليجولا” حيث ما زال يُعاد تقديمه واستلهامه من قبل مسرحيين من مختلف دول العالم. ومما يرد عن ألبير كامو في موسوعة وكيبيديا ما يلي: “ولد بقرية موندوفي من أعمال قسنطينة بالجزائر، من أب فرنسي، وأم أسبانية، وتعلم بجامعة الجزائر، وانخرط في المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال الألماني، وأصدر مع رفاقه في خلية الكفاح نشرة باسمها ما لبثت بعد تحرير باريس أن تحولت إلى صحيفة “الكفاح” اليومية التي تتحدث باسم المقاومة الشعبية, واشترك في تحريرها جان بول سارتر. ورغم أنه كان روائيا وكاتبا مسرحيا في المقام الأول, إلا أنه كان فيلسوفا. وكانت مسرحياته ورواياته عرضا أمينا لفلسفته في الوجود والحب والموت والثورة والمقاومة والحرية، وكانت فلسفته تعايش عصرها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©