الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المالكي يتوعد قتلة الجيش و «البيشمركة» تطوق كركوك

المالكي يتوعد قتلة الجيش و «البيشمركة» تطوق كركوك
28 ابريل 2013 13:31
هدى جاسم، وكالات (بغداد) - ربط رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس “الفتنة الطائفية” المشتعلة في بلاده بالنزاع في سوريا، وتوعد بعدم السكوت على مقتل 20 عنصر أمن، بينهم 5 من الجيش في الأنبار، وشخصية سياسية. ومثله هددت “قوات الصحوة” التي انشقت من “مؤتمر صحوة العراق” وانضمت لقوات المالكي، المسلحين بمعارك جديدة شبيهة بمعارك عام 2006، وأمهلتهم 24 ساعة لتسليم “قتلة الجنود”، في وقت دخل الأكراد على خط الأزمة الدامية المستجدة، عبر نشر قوات في محيط كركوك بمحافظة التأميم المتنازع عليها. وقال المالكي، إنه لن يسكت على “ظاهرة قتل الجنود العراقيين قرب ساحات التظاهر”، داعيا المتظاهرين السلميين إلى طرد المسلحين اللذين يستهدفون قوات الجيش والشرطة العراقية. وقال في افتتاح مؤتمر إسلامي للحوار في بغداد، إن “الطائفية شر ورياح الطائفية لا تحتاج لإجازة عبور من هذا البلد إلى آخر”. وأضاف “عودتها إلى العراق؛ لأنها اشتعلت في منطقة أخرى بالإقليم”، في إشارة إلى سوريا. وذكر المالكي أن “الفتنة التي تدق طبولها أبواب الجميع لا أحد سينجو منها إن اشتعلت”، معتبرا أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في زمن “انفجار الفتنة الطائفية” في العالم الإسلامي. وتوعد المالكي قتلة 5 جنود سقطوا أمس مع 7 عناصر أمن آخرين ومسلح، وطالب المعتصمين بتسليم “قتلة الجنود الخمسة فوراً أو يتحمل من يؤويهم نتائج وخيمة”، في إشارة محتملة إلى المعتصمين الذي تقدر أعدادهم بالآلاف والذين يطالبون المالكي بالاستقالة متهمين إياه بتهميش السنة. وكانت مصادر أمنية وطبية ذكرت أمس أن خمسة عناصر من استخبارات الجيش العراقي وخمسة من قوات الصحوة الحكومية قتلوا بهجمات متفرقة في العراق أمس. وقال المقدم في شرطة الرمادي علي غني إسماعيل، إن “خمسة من استخبارات الجيش قتلوا وأصيب اثنان، كما أصيب مسلح واحد في اشتباك بين عناصر الاستخبارات ومسلحين قرب مكان الاعتصام” المناهض لرئيس الوزراء. وأوضح أن الاشتباكات بين الجانبين وقعت بعدما أوقف مسلحون عناصر الاستخبارات الذين كانوا يستقلون سيارتين ويجولون قرب مكان الاعتصام، قبل أن يوقفهم المسلحون ويطلبون تفتيشهم. وفي حادث آخر، قتل خمسة من عناصر الصحوة الحكومية قرب ناحية عوينات جنوب مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين بعدما هاجم مسلحون نقطة تفتيش تابعة لهم، بحسب مقدم في الشرطة وطبيب في مستشفى تكريت الذي أكد تلقي جثث القتلى. وفي ساعة مبكرة من أمس قتل اثنان من عناصر الشرطة الاتحادية ومسلح خلال اشتباكات في غرب الفلوجة بمحافظة الأنبار وفقاً للنقيب في الشرطة أنس العيفان. وفي بعقوبة بديالى قتل 6 من الشرطة برصاص مسلحين في حادثين منفصلين استهدفا نقطتي تفتيش جنوب المدينة، كما قتل ضابط شرطة برصاص مسلحين غرب بعقوبة. وفي البصرة اغتال مسلحون مجهولون مديو ومؤسس جمعية انصار الحرية. بدوره هدد رئيس صحوة العراق المرتبطة بالحكومة وسام الحردان المسلحين في الأنبار بالعودة إلى أيام معارك عام 2006 إذا لم يسلم المسؤولون عن قتل خمسة عناصر من الجيش خلال 24 ساعة. وأفاد شهود عيان بأن مسلحين سيطروا على عدد من الحواجز الأمنية في بلدة بيجي بصلاح الدين. وقال الشهود، إن ذلك أعقب اشتباكات دارت بين قوات الجيش والمسلحين، إثر حملات دهم واعتقالات شنها الجيش. في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية عراقية، إن اشتباكات مماثلة وقعت في منطقة الطارمية ومدينة الفلوجة. أما في مدينة حديثة، فقد هاجم مسلحون رتلاً عسكرياً، وأضرموا النيران في اثنتين من عرباته. وشهدت الأنبار أمس نجاة معاون قائد شرطة المحافظة العميد عبد خلف جدعان من محاولة اغتيال بهجوم مسلح نفذه مجهولون واستهدف موكبه، لدى تفقده إحدى نقاط التفتيش في شرق الرمادي، أسفر عن إصابة أحد عناصر حمايته. وتوعد قائد القوات البرية الفريق الأول الركن علي غيدان، بأن قوات الجيش العراقي سترد بحزم على أي اعتداء يستهدف قطعة أو ثكنة عسكرية. وقال غيدان، إن “منتسبي الجيش يمثلون أطياف الشعب العراقي في أديانه وقومياته ومذاهبه”. وهاجم رئيس “أهل السنة والجماعة” عبدالملك السعدي، المالكي والقادة العسكريين واتهمهم بالتسبب بما يحدث في المحافظات المحتجة. ووجه تحذيراً في بيان جديد أمس إلى ساحات الاعتصام على خلفية مقتل 5 جنود قرب ساحة اعتصام الرمادي، متهماً “مندسين”. وقال البيان، إن “ما حصل اليوم من بعض المندسين في الرمادي من قتلهم أناس لم يشهِروا السلاح ولم يهاجموا المتظاهرين، أمر يؤسف له وقد رفضت سابقا ذلك وأكرره مجددا “. وحذر من “قتل الأبرياء من أي جهة كانوا سواء مدنيين أم عسكريين؛ لأن قتل الإنسان من الكبائر، سواء كان القاتل من المتظاهرين أو من الحكومة”. ونفى السعدي أن يكون “أمر بالجهاد أو النفير”، ودان بشدة “قتل المسالمين، من بعض المندسين أو المدفوعين لإشعال نار الحرب”. وجدد تحريم “قتل الجيش والشرطة من أي مكون، ما لم يبدأوا بالهجوم ويفتحوا النار فعند ذلك يكون مقدار الدفاع عن النفس واجب لا غير”. وقال البيان “احذروا من الملثمين وامنعوا التنقب من الأشخاص، ومن يخالف يطرد من الساحة لأنه يريد جر العراقيين إلى الحرب”. وحذر السلطات أن “تؤاخذ الآخرين بجريرة هؤلاء القتلة”، مطالباً المعتصمين “إياكم والبدء بمقارعة القوات إلى أن تعتدي عليكم”. وأعلن معتصمو الأنبار عن تشكيل قوات مسلحة باسم “جيش العزة والكرامة” لحماية ساحة الاحتجاج في المدينة. ودخل الأكراد على خط الأزمة الدامية الأخيرة حيث أعلن الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور أنه “بعد مشاورات مع محافظ التأميم، تقرر أن تملأ قوات البيشمركة الفراغات الأمنية بصورة عامة وبالأخص في محيط كركوك”. وأوضح أن هذه الخطوة جاءت “بسبب الأحداث الأخيرة في محافظات ديالى وصلاح الدين والتأميم ونينوى”، في إشارة إلى الهجمات ضد قوات الأمن العراقية. وانتشرت البيشمركة في غرب وجنوب كركوك، خصوصا في مناطق تفصل بين العرب والتركمان من جهة والأكراد من جهة أخرى. وذكر أن “القوات العراقية تحركت في أماكن خوفا من مهاجمتها من قبل المجموعات المسلحة، وهذا أدى إلى فراغ في هذه المناطق والمدن التابعة للمحافظة، وبالأخص في كركوك وضواحيها”. وأكد غيدان أن التحركات العسكرية للبيشمركة قرب كركوك “تطور خطير، وخرق” لاتفاقية عسكرية مشتركة، معتبراً أن التحركات “تهدف إلى بلوغ آبار وحقول النفط”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©