الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسباب عنف الأطفال

7 أكتوبر 2008 00:43
لدى جارتي طفل مزعج جدا· ومعروف أنه يضرب الأطفال إن لم يسمعوا كلمته ويحققوا له ما يريد · وأنا بصراحة أعتقد أن هذا السلوك لم يأت إلا من خلال الألعاب التي يلعبها· ومن المعروف أن اللعب يساهم على بناء وتحديد شخصية الطفل منذ الصغر· وللأسف أن ما يستهوي أطفالنا في هذه الأيام ألعاب العنف التي لاقت إقبالاً كبيراً لدرجة الهوس، وهناك لعبة حققت أرباحا كثيرا لكنها وللأسف تعزز سلوك القتل والتدمير وغير ذلك من الممارسات العدوانية لدى الطفل، بحيث يكون الفائز في اللعبة هو الطفل الذي يمارس أكبر قدر من التدمير وسفك الدماء· ومن الآثار السلبية التي تحدث لدى بعض الأطفال المدمنين على ممارسة العاب العنف - الاعتياد على ممارسة أعمال العنف والتدمير وسفك الدماء · قسوة القلب وتبلد المشاعر فلا يتأثر بمشاهدة المناظر البشعة· يصاب بعض الأطفال بالقلق والخوف ويفقدون الأمن والطمأنينة· باختصار·· للعب أهمية كبيرة في نشأة الطفل ؛ لأن معظم المعلومات والخبرات والقيم والتوجهات التي تنمي عقله وجسمه يحصل عليها عن طريق اللعب، وحيث إن الألعاب ذات تأثيرات بالغة على سلوك الطفل وتفكيره، فنحن ننصح بان يحرص الآباء والمعلمون على تمكين الطفل من الحصول على الألعاب النافعة وممارستها تحت الملاحظة، كما ننصح باجتناب الألعاب الضارة التي تطبعه بطابع من العنف والقسوة ·كذلك فان الكثير من الألعاب المستوردة، تزود الطفل بقيم منحرفة، وتوجهه نحو سلوكيات لا تلائم خصوصيات المجتمعات العربية ··ولكي تحسن المؤسسات التربوية الاستفادة من الألعاب، فانه ينبغي لها أن تأخذ الملاحظات الآتية بعين الاعتبار : اختيار الألعاب المفيدة لعقل الطفل وجسمه · اجتناب الألعاب الضارة والتي تطبعه بطابع الخوف أو العنف أو القسوة واللامبالاة -دراسة الآثار التي تترتب على ممارسة هذه الألعاب بمنهجية علمية· التنسيق مع المسؤولين في الجهات المختصة باستيراد الألعاب النافعة ومنع دخول الألعاب الضارة · العمل على توفير البدائل الملائمة كالملاعب والحدائق والنوادي الاجتماعية· فإذا استطاع القائمون على تربية الطفل إدراك أهمية اللعب، واستطاعوا توظيفه في بناء شخصية الطفل، فإنهم يكونون بذلك قد قدموا له خيرا كثيرا، وأما أن تركوه يمارس ما يحلو له من ألعاب دون توجيه ومراقبة فإنهم يكونون بذلك قد تركوه في مهب الريح، وقد يفقد براءة طفولته، ويتحول إلى كائن متحجر الأحاسيس لا يبالي بما يقع أمام ناظريه من أحداث· خلود ياسين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©