الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تلوح بفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا

27 ابريل 2013 23:41
عواصم (وكالات) - لوح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا وبدء تسليح المعارضة في حال تأكدت المعلومات عن استعمال السلاح الكيميائي، بينما رفضت موسكو استخدام الأسلحة الكيميائية ذريعة للتدخل العسكري في سوريا، وطالبت بتحقيق جدي وعلني. وقال كيري أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بجلسة مغلقة، انه “في حال تأكدت المعلومات عن استعمال السلاح الكيميائي في سوريا فاننا ربما سنفرض منطقة حظر جوي او سنبدأ بتسليح المعارضة”. وقال النائب براد شيرمان الذي نقل تصريحات كيري ليل الجمعة أن الخيارات المتاحة لأميركا والتي نوقشت في الجلسة تراوح بين “دعم دبلوماسي للمعارضة، إلى مساعدة اللاجئين، إلى المساعدات المالية، إلى الأسلحة لبعض الفئات وانتهاء بفرض منطقة حظر طيران. كل هذه القضايا مطروحة على الطاولة”. وكان البيت الأبيض قد أعلن أن خيارات التعامل مع استخدام سوريا لأسلحة كيميائية تشمل القوة العسكرية ولا تقتصر عليها، مشدداً في المقابل على أن أوباما بحاجة إلى دليل قاطع قبل أن يتحرك. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان صحفي “لن أحدد جدولاً زمنياً لأنه ينبغي أن تكون الحقائق هي ما يقود هذا التحقيق.. ما زلنا نسعى للبناء على تقييمات أجهزة المخابرات بأن درجات الثقة متفاوتة، هذه ليست أدلة قاطعة. من جانبه، اكد الموفد الرئاسي الروسي ميخائيل بوجدانوف من بيروت رفض بلاده لاستخدام مسألة الأسلحة الكيميائية في سوريا “ذريعة للتدخل العسكري”، مطالبا بتحقيق جدي وعلني يؤكد استخدام مثل هذه الأسلحة. وقال بوجدانوف لقناة “الميادين” التلفزيونية التي تتخذ من بيروت مقرا “إذا كانت هناك دلائل جدية على استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، يجب إظهارها على نحو فوري لا إخفاؤها”. وأضاف، “يجب التأكد من هذه المعطيات وفق المعايير الدولية وعلى نحو عاجل لا أن تستخدم لتنفيذ أهداف أخرى. يجب ألا يمثل ذلك ذريعة للتدخل العسكري”. وفي مقابلة أخرى مقتضبة مع قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لحزب الله، قال نائب وزير خارجية روسيا ردا على سؤال حول الموضوع نفسه، “علينا أن نعرف الحقيقة ونحصل على دليل لا على كلام إعلامي غير مبني على الحقائق والوقائع”. وأضاف “لدينا تجربة تاريخية للتدخل بالعنف في الشؤون العراقية بحجة أن هناك أسلحة نووية، وفي نهاية المطاف تبين انه لم يكن هناك أي شيء”. وقال بوجدانوف إن بلاده تعارض أي محاولة لاستخدام أراضي الدول المجاورة لسوريا في الأزمة . وأضاف “نحن مع إيجاد حل سياسي للازمة السورية بجهود السوريين أنفسهم، ونحن من جانبنا لاعبون خارجيون، وعلينا المساعدة في هذه العملية”. على صعيد متصل، أعلنت الأمم المتحدة أن محققيها المكلفين التحقق مما إذا جرى استخدام أسلحة كيميائية في النزاع السوري بدأوا العمل من الخارج على جمع معلومات وبيانات تفيد تحقيقاتهم وذلك بسبب استمرار دمشق في رفض السماح لهم بدخول أراضيها. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ارسل رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد يطالبه فيها بالسماح لفريق المحققين بالدخول إلى سوريا والعمل فيها “بحرية ودون عوائق”. وأضاف المتحدث أن “الأمين العام يطلب بإلحاح من الحكومة السورية إعطاء جواب سريع وإيجابي بما يتيح للبعثة العمل في سوريا”. وأوضح أن العالم السويدي آكي سيلستروم الذي عينه الأمين العام في نهاية مارس على رأس لجنة التحقيق هذه، سيصل غدا الاثنين إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك لإجراء مشاورات مع مسؤولين في المنظمة الدولية. وبحسب دبلوماسيين فقد سبق لرئيس فريق المحققين أن زار لندن للتحقق من المعلومات الاستخبارية الغربية التي أكدت استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية. وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة أن المحققين ينتظرون حاليا في قبرص وقد بدأوا في “جمع وتحليل مؤشرات ومعلومات متوفرة خارج” سوريا بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية. وبحسب دبلوماسيين فان الغربيين سلموا الأمم المتحدة إفادات لأشخاص فروا من سوريا يؤكدون استخدام السلاح الكيميائي فيها. واكد نيسيركي انه بانتظار الحصول على الضوء الأخضر من دمشق للدخول إلى سوريا فان المحققين “سيواصلون أنشطتهم هذه خارج سوريا وقد يزورون العواصم المعنية”. واعتبر خبير سياسي تصاعد الاتهامات من واشنطن للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المعارضين “تمهيدا لتدخل عسكري”. وقال نبيل ميخائيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة “جورج واشنطن” الأميركية إن “تحرك واشنطن إزاء ملف الأسلحة الكيماوية لن يكون دبلوماسياً”. واعتبر الخبير أن التحقيق الذي يجري حول ما إذا كان النظام السوري استخدم الأسلحة الكمياوية يأتي بهدف “اتخاذه كذريعة للتدخل العسكري، وهو ما يفسر تأخر البيت الأبيض في التعامل مع هذا الملف”، بحسب قوله. ورجح ميخائيل أن تقوم واشنطن “بتفجير مخازن الأسلحة الكيماوية، أو القيام بقصف جوي في حالة عدم التعرف على مكانها بدقة”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الإدارة الأميركية “لن تعوّل كثيرا على لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في الأمر حيث من المتوقع أن ينكر النظام السوري وجود الأسلحة الكيماوية، ويلجأ إلى إخفائها”. وفيما رأى أن الولايات المتحدة “تفضل التلويح بإمكانية التدخل العسكري، للدفع بالنظام السوري للقبول بتسويات محددة” لم يستبعد اتجاه واشنطن إلى التدخل العسكري بشكل غير مباشر أي عن طريق دول أخرى”. إلى ذلك، اعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي امس في حديث تلفزيوني أن إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا عن استخدام محتمل لأسلحة كيميائية في سوريا هو “كذب وقح”. وقال الوزير السوري في حديث إلى قناة “روسيا اليوم” “أود أن اشدد مجددا على أن سوريا لن تستخدم (أسلحة كيميائية) ليس فقط لأنها تحترم القانون الدولي وقواعد الحرب، بل بسبب مشاكل إنسانية وأخلاقية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©