الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إف 16» ترسم خرائط الدماء

«إف 16» ترسم خرائط الدماء
24 ديسمبر 2009 00:51
فؤاد رفقة أيتها الأرض يا عشيقة الجسد تفتَّحي وانطقي. كسنبلةٍ ينحني القلب كسنبلة يصغي. في مدارها أبداً تدور الشمس تدور الأقمار والأزمنة. ونحن؟ تحت نجوم يابسة الورق بلا صدى نعبر التخوم إلى المناجم القديمة. بين ليلة وليلة في الحكايات في غبش الأحلام في ارتعاش الورق نعود كأجنحة هائمة. *** أيتها الأرض في فِراشك الوردي تسكبين الطِّيْب كوعلٍ شاذٍّ تُفلِتين الجدائل تُسامِرين الأجساد ترشفين ماءها الشهي وعند استفاقة الشجر تحرقينها آه، ومع هذا في غبطة القُبَّرات أول الربيع إليك نحمل الشعانين وزينة الأعراس. كسفينة مسحورة بالأفق تسحرنا النهارات فنغفو وفي أمان الحجر نفترش الأقدار. *** أبداً بالشموس تلتصق العيون ولا تشبع! رائعٌ أن نسكن البيوت أن نفتح النوافذ وفي الأبعاد أن نُرافق السحب. رائعٌ أن نبقى رائعٌ لو نبقى كأبراج قديمة. لو تستريح لو تتجمَّد، هذه الأنهار! *** مع الفصول يتناغم الشجر يتلوَّن الحقل تتلاحن الطير. ونحن؟ بين الوجود واللاوجود في الحناجر شعلة السؤال. *** مِنَ السَّحَر على حافة البحر يعدُّ نقاطه في كل نقطة ملايين النقاط يُطبِق جفنيه رغوة التخوف بين أصابعه. *** على الصخور وقتَ جنونِ الأفلاك لماذا يضحك الموج أبداً يضحك عندما يتحطَّم! *** بالفضاء حين يلتحم القلب لماذا يتعثَّر اللِّسان يسقط القلم تموت الورقة؟ *** الوداع أيتها الحرية أيتها الشباك يا أعماق البحار! طويلاً كان الصراع مع الحيتان وقليلة كانت الغلة. *** يتمشَّى تحت دلبةٍ يتوقف يرفع النظر في بريق أوراقها ظلالُ ضيعةٍ كانت له الرغيف والسراج. بينهما الآن على الدَّرجات لهاثُ الزواحف عناكبُ الظلمات. *** البارحة ذكرى ولادته بينها وبين هذه اللحظة أكداسٌ من الأعوام المتأرجحة هنيهات تحت بريق الشمس أيام في مغاور الظلمة ومع ذلك يرغب في البقاء كالأسوار وفي الفضاء كالرياح. ماذا ينفع الإنسان لو ربح مملكة الأموات وخسر زنابق الحقل؟ *** الحبُّ نافذة مفتوحة اتجاه بلا تخوم لذا... لا يعرفه من يحاصره موقدُ الجسد إنه العبور إلى الله. *** على الأعمدة والجدران تُلصَق أوراقُ النعي لا أحد يتوقف لا أحد يفتح عينيه ويقرأ أبدًا ودائمًا أقدامٌ مسرعة في أحذية الجنون. *** كلَّ مغيب ترتجف ورقةٌ في شجرة العمر تتأرجح تسقط بلا صدى تسقط في رغوة النهر ومع ذلك تسحرُه حمرةُ المغيب كوردة كامرأة لن تعود. *** ريحٌ موجٌ يرتعش يغسل الهواء يمشِّط الصخور يُبَلْوِرُ الجسد. لم يعرف أنَّ ملوحة البحر تشفي الجروح. *** إلى حقله يعبر المسالك أوَّل الربيع فأسُهُ على كتفه منجلٌ في يده. تحت شمس واسعة المحاجر في الصيف يحرس الغلَّة. على ظهره في الخريف إلى الخوابي يحمل الأكياس. وفي الشتاء خلف أبواب مغلقة على حصير من جدائل الوعر يضيء الرغيف وفي نكهة النبيذ رائحة الشمس. *** خلفَ طواحين النهار جدائل النجوم خلفَ جدائل النجوم طواحين النهار بينهما الأسرار خُلسةً تنزلق تصير الأنسام التي توشوش النوافذ منتصف الليل وتوقظ الأرق. *** تحت رمانة خريفية آخر النهار نعاس لا ذاكرة ولا أحلام فجأة عبر الأطلسي “إف 16” تشق المحيط في سماء النجوم والأقمار ترسم خرائط الدماء *** من نجوم غير مرئية محطات تبث الإشارات فأين التراجمة أين الشعراء والعرافون وأين السحرة؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©