السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هجوم غير مسبوق للمتمردين على كردفان

هجوم غير مسبوق للمتمردين على كردفان
27 ابريل 2013 23:44
الخرطوم (وكالات) - شن متمردون سودانيون أمس هجوماً غير مسبوق على مدينة أم روابة في ولاية شمال كردفان التي ظلت في منأى نسبياً من المعارك في دارفور وجنوب كردفان. وقال سكان في أم روابة إن مجموعة غير معروفة من المتمردين دخلت صباحاً هذه المدينة على متن نحو عشرين آلية مطلقة النار في الهواء ومحدثة حالة من الهلع في صفوف السكان. وأضافت المصادر نفسها أن المجموعة لم تصادف أي مقاومة لدى وصولها، على الرغم من أن أحد الشهود أكد أنه شاهد “طائرات من دون طيار” تحلق في أجواء المدينة، الثانية من حيث الأهمية في ولاية شمال كردفان. وقال أحد السكان لـ(فرانس برس): “بدأوا بنهب السوق... لا نعلم إلى أي فصيل ينتمون”. من جهتها ، أكدت حركة العدل والمساواة ، وهي فصيل متمرد في إقليم دارفور، أن قوات من الجبهة الثورية السودانية شنت “هجوماً في العمق” على شمال كردفان، وذلك ردا على الضربات الجوية التي شنها الجيش السوداني. وقال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل آدم لـ(فرانس برس): “هذه العملية جزء من استراتيجيتنا لإسقاط النظام، ونريد إضعاف القوات على الطريق إلى الخرطوم”. ونفى أن يكون المتمردين نهبوا أي ممتلكات في المدينة، وأوضح أن القوات المتمردة المعنية انسحبت من أم روابة لكنهما تمركزت حول المدينة، وقطعت الطريق المؤدية إلى مدينة الأبيض أكبر مدن الولاية. وكانت هذه الحركة شنت هجوماً لم يسبق له مثيل على الخرطوم في عام 2008. ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد إن المتمردين “دمروا أبراج الاتصالات ومحطة الكهرباء، ونهبوا ممتلكات المواطنين ومحطة للوقود”. وأضاف أن “القوات المسلحة تتصدى لهم والقتال مازال يدور غرب المدينة”. وتبعد مدينة أم روابة حوالي 500 كيلو جنوب غرب الخرطوم، وهي مدينة استراتيجية، وتعتبر خط الإمداد الرئيس بين الخرطوم والناحية الغربية من البلاد ككل، ويسكنها أكثر من 100 ألف شخص. وهذه أول مرة تشهد فيها المدينة، التي كانت بعيدة عن المعارك خلال الحرب الأهلية السابقة بين عامي 1983 - 2005، أعمالاً عسكرية. والجبهة الثورية السودانية تحالف يضم حركات دارفور الرئيسة (العدل والمساواة، وتحرير السودان -مناوي، وتحرير السودان- عبد الواحد نور، إضافة إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال السودان التي تقاتل الحكومة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأسفرت الحرب الأهلية في دارفور عن 300 ألف قتيل، وتسببت بنزوح 1,8 مليون شخص منذ العام 2003، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث الخرطوم عن عشرة آلاف قتيل فقط. وطالت المواجهات الدامية في جنوب كردفان والنيل الأزرق مليون شخص، بينهم مئتا ألف، اضطروا إلى اللجوء إلى إثيوبيا وجنوب السودان. وجاء اقتحام مدينة أم روابة بعد ساعات من فشل مفاوضات السلام بين الحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال) والحكومة السودانية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا منذ الأربعاء الماضي. وقالت التقارير الواردة من أديس أبابا، إن رئيسي الوفدين غادرا مقر المفاوضات في أديس أبابا، في الوقت الذي بقي فيه الوسيط الإفريقي ثامبو إمبيكي، والأممي هيلي منغريوس، وممثل الحكومة الإثيوبية، في المقر، ليدخلوا في جلسة مغلقة لبحث أسباب انهيار المفاوضات، ولتحديد موعد آخر لاستئناف المفاوضات. وكانت جلسة أمس الأول، والتي انتهت بالفشل، قد شهدت لأول مرة عقد لقاء بين رئيسي الوفدين (إبراهيم غندور ممثل الخرطوم وياسر عرمان ممثل الحركة الشعبية) وجهاً لوجه، بعيداً عن الوسطاء، وذلك على عكس الجلسات خلال الأيام السابقة. وتجاذب الطرفان الحديث عن وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإنقاذ المتضررين من جراء الحرب في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان على الحدود مع دولة جنوب السودان، وإطلاق سراح 600 معتقل سياسي. وقال رئيس لجنة الوساطة الأفريقية، رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكى، في بيان وزع على الصحفيين، عقب انتهاء المفاوضات، إن الجانبين اتفقا على استئناف المفاوضات المباشرة بشأن المسائل المطروحة على أجندة التفاوض، وهى الوضع الإنساني، والترتيبات الأمنية، والوضع السياسي بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، في مايو المقبل بأديس أبابا. وأضاف أن الجانبين اتفقا في نهاية هذا الاجتماع على وقف هذه الجولة من المباحثات، بهدف التشاور مع قياداتهما، والعودة إلى المفاوضات في مايو المقبل، مشيداً في هذا الصدد بمبادرة الوفدين بالاتفاق على العودة إلى مائدة المفاوضات. وأشار مبيكي إلى أن الجولة المقبلة، والتي تهدف إلى إنهاء الصراع بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الذي تسبب في تداعيات مأساوية للسكان، ستعقد برعاية لجنة الوساطة الأفريقية، وبدعم من رئاسة هيئة التنمية الحكومية “الإيجاد”. وأوضح أن الجانبين عرضا خلال هذه الجولة من المفاوضات مواقفهما بشأن المسائل المطروحة على الأجندة، وأن لجنة الوساطة أعدت “مسودة إعلان مشترك للنوايا”، بهدف التقريب بين موقفي الجانبين. وقال أعضاء في الوفدين للصحفيين: إن سبب إخفاق الجانبين في التوصل إلى اتفاق في هذه الجولة يعود إلى إصرار وفد الحكومة السودانية على البدء بالتفاوض حول الملف الأمني والترتيبات الأمنية قبل الدخول في أي ملفات أخرى، بينما تتمسك “الحركة الشعبية قطاع الشمال” ببحث وتسوية الوضع الإنساني قبل الانتقال إلى التفاوض حول الترتيبات الأمنية والوضع السياسي بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. يذكر أن تلك المفاوضات، التي بدأت الأربعاء الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أول مفاوضات رسمية مباشرة بين الحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية، بهدف بحث الوضع الأمني والإنساني والسياسي بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان المضطربتين. وكان رئيس لجنة الوساطة الإفريقية قال في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية إن هذه المفاوضات تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار داخل جمهورية السودان، مشيراً إلى أن لجنة الوساطة عقدت لقاءات مع رئيسي وفدي البلدين، وأبديا استعداداً طيباً للتباحث والتوصل إلى حلول سلمية. ومنذ يونيو 2011، تقاتل الحركة الشعبية (قطاع الشمال) حكومة الخرطوم في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتتشكل قواتها من مقاتلين انحازوا للجنوب في حربه ضد الحكومة السودانية بين عامي 1983 و2005 على الرغم من انتمائهم جغرافيًا للسودان بحدوده الحالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©