لفت نظري في الأيام الماضية التحذير الذي نشرته العديد من الصحف التي نقلت تحذيرات مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من أن تنظيم «داعش» الإرهابي يعيد تنظيم خطوطه في أفريقيا بعد هزائمه في العراق وسوريا وليبيا. ووفق المرصد، فإن تنظيم «داعش» اختار زعيماً جديداً لجماعة «بوكو حرام» المتطرفة في نيجيريا، والتي بايعت التنظيم الإرهابي، وهو ما يشير إلى إمكانية أن يتبعه تزايد في وتيرة عملياته ووحشيتها لإثبات كفاءة القيادة الجديدة مع تغيير في أهداف هذه العمليات لبيان تميز هذه القيادة.
وانتقال «داعش» إلى أفريقيا أو مناطق أخرى كان الاحتمال الأكبر. غير أن الأهمية هنا هي ذلك التحذير القادم من دار الإفتاء المصرية، وهو بمثابة جرس إنذار ليس لأفريقيا فحسب ولكن للعالم كله من أجل العمل على الحيلولة دون انتشار التنظيم الإرهابي لبؤر جديدة. ولتحقيق هذا الهدف يجب في المقام الأول أن يعمل المجتمع الإسلامي على إيضاح حقيقة مزاعم التنظيم الإرهابي بشأن أنه يدافع عن الإسلام، والتأكيد أن الدين الإسلامي الحنيف بريء من مناهجه، وأن التطرف والإرهاب ليس من الدين في شيء بل التسامح هو أساس الدين. كذلك يجب أن تزيد وتيرة التعاون بين الدول الأفريقية والمجتمع الدولي لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي.
كريم حسن - أبوظبي