الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

?الزواج ?في ?الإسلام

?الزواج ?في ?الإسلام
13 يوليو 2017 21:21
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (الروم الآية: 21). جاء في كتاب مختصر تفسير ابن كثير للصابوني في تفسير الآية السابقة: قوله تعالى: «وَمِنْ ?آيَاتِهِ ?أَنْ ?خَلَقَ ?لَكُمْ ?مِنْ ?أَنْفُسِكُمْ ?أَزْوَاجًا»، ?أي: خلق ?لكم ?من ?جنسكم ?إناثاً ?تكون ?لكم ?أزواجا، «لِتَسْكُنُوا ?إِلَيْهَا»، كما ?قال ?تعالى: «هُوَ ?الَّذِي ?خَلَقَكُمْ ?مِنْ ?نَفْسٍ ?وَاحِدَةٍ ?وَجَعَلَ ?مِنْهَا ?زَوْجَهَا ?لِيَسْكُنَ ?إِلَيْهَا»،? يعني ?بذلك: حواء ?خلقها ?الله ?من ?آدم ?من ?ضِلعه ?الأيسر، ?ولو ?أنه ?تعالى ?جعل ?بني ?آدم ?كلهم ?ذكوراً، ?وجعل ?إناثهم ?من ?جنس ?آخر من ?غيرهم، إمّا ?منْ ?جان ?أو ?حيوان، ?لَمَا ?حصل ?هذا ?الائتلاف ?بينهم ?وبين ?الأزواج، ?بل ?كانت ?تحصل ?نَفْرَة ?لو ?كانت ?الأزواج ?من ?غير ?الجنس، ?ثمّ ?من ?تمام ?رحمته ?ببني ?آدم ?أن ?جعل ?أزواجهم ?من ?جنسهم، ?وجعل ?بينهم ?وبينهن «?مَوَدَّةً» ?وهي ?المحبة، «?وََرَحْمَةً» ?وهي ?الرأفة، «?إِنَّ ?فِي ?ذَلِكَ ?لآيَاتٍ ?لِقَوْمٍ ?يَتَفَكَّرُونَ» (مختصر تفسير ابن كثير للصابوني 3/&rlm&rlm51)?. الحث على الزواج من المعلوم أن الزواج فطرة إنسانية وسنة شرعية ونعمة إلهية، لذلك فقد حَثَّ ديننا الإسلامي على الزواج، حيث خاطب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شباب الأمة الذين هم عماد حاضرها وأمل مستقبلها أن يسلكوا الطرق المشروعة لبناء الأسرة المسلمة، ويكون ذلك من خلال الزواج الشرعي الذي يوافق الفطرة الإنسانية، تحصيناً للنفس، وكسراً للشهوة، وتكويناً للأسرة المسلمة، وتحقيقاً لإرادة الله سبحانه وتعالى في بقاء هذا النوع، «وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ» (النحل الآية: 72)، وقد جاء ذلك في أحاديث عديدة منها: عنْ عَبْدِ ?الرَّحْمَنِ ?بْنِ ?يَزِيدَ قَالَ : (?دَخَلْتُ ?مَعَ ?عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ عَلَى عَبْدِ ?اللَّهِ، فَقَالَ : عَبْدُ ?اللَّهِ: كُنَّا ?مَعَ ?النَّبِيِّ ?-صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ- ?شَبَابًا ?لا ?نَجِدُ ?شَيْئًا، ?فَقَالَ ?لَنَا ?رَسُولُ ?اللَّهِ ?-صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ-: ?(يَا ?مَعْشَرَ ?الشَّبَابِ?، ?مَنْ ?اسْتَطَاعَ ?مِنْكُمُ ?الْبَاءَةَ ?فَلْيَتَزَوَّجْ، ?فَإِنَّهُ أَغَضُّ ?لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ ?لِلْفَرْجِ، ?وَمَنْ ?لَمْ ?يَسْتَطِعْ ?فَعَلَيْهِ ?بِالصَّوْمِ، ?فَإِنَّهُ ?لَهُ ?وِجَاءٌ) (?أخرجه البخاري)?. الزوجة الصالحة يحرص الإسلام على اختيار الزوجة الصالحة التي سَتُصْبح إن شاء الله أُمَّاً للأبناء، ومصنعاً لتخريج جيلٍ مسلم، ونموذجاً لنصف الأمة المسلمة، لذلك فإن اختيار الزوجة الصالحة يجب أن يكون مبنياً على أساس الدين والخُلُق، فالمرأة ذات الدين هي التي تخشى الله سبحانه وتعالى في رعاية حقوق زوجها وبيتها، في حضوره وغيبته، وقد جاء ذلك في أحاديث عديدة، منها: عَنْ أَبِي ?هُرَيْرَةَ-رضي ?الله ?عنه- عَنَ النَّبِيِّ?- صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ- قَالَ? : (?تُنْكَحُ ?الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: ?لِمَالِهَا، ?وَلِحَسَبِهَا، ?وَلِجَمَالِهَا، ?وَلِدِينِهَا?، ?فَاظْفَرْ ?بِذَاتِ ?الدِّينِ ?تَرِبَتْ ?يَدَاكَ)، (?أخرجه البخاري) . الزوج الصالح من هو الزوج الصالح؟ هل هو الزوج الثريّ أو صاحب الموقع أو صاحب الجاه؟ قد يكون الرجل الصالح صاحب جاهٍ أو صاحب موقع أو صاحب مال، لكنَّ الأساس في ذلك التقوى، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»، (الحجرات الآية: 13)، فاختيار الزوج الصالح من أهم أسباب نجاح الحياة الزوجية، لأنه هو الذي سيحمي العرض ويربي الأبناء، ويكون أميناً على كل شيء، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. تلك هي الأسس السليمة التي بنى الإسلام عليها هذه القاعدة العظيمة في اختيار الزوج، كما جاء ذلك في أحاديث عديدة، منها: عَنْ أَبِي ?هُرَيْرَةَ-رضي ?الله ?عنه?- قَالَ : قَالَ ?رَسُولُ ?اللَّهِ ?-صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ-: (?إِذَا ?أَتَاكُمْ ?مَنْ ?تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ ?وَدِينَهُ ?فَزَوِّجُوهُ، ?إِلا ?تَفْعَلُوا ?تَكُنْ ?فِتْنَةٌ ?فِي ?الأَرْضِ ? وَفَسَادٌ ?عَرِيضٌ  )? (?أخرجه ابن ماجه)?. غلاء المهور أصبح غلاء المهور- وللأسف الشديد- مظهراً من المظاهر التي يتفاخر بها الناس فيما بينهم، فالإسلام أوجب الصَّداق وأوجب المهر، ولكنه جعله رمزاً وتشريفاً وتكريماً للمرأة، فلو كانت المغالاة في المهور مكرمة وفضيلة لكان أولانا بهذا نبينا- صلى الله عليه وسلم-، لكنه- صلى الله عليه وسلم- لم يفعل ذلك، بل رغَّب- صلى الله عليه وسلم- في تيسير المهور وتخفيفها، كما جاء في الحديث عَنْ عَائِشَةَ- ?رضي ?الله ?عنها-، ?عَنْ ?النَّبِيِّ- ?صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ-، ?قَالَ : (?أَعْظَمُ ?النِّسَاءِ ?بَرَكَةً أَيْسَرَهُنَّ ?مَؤُنَةً) (?أخرجه أحمد)?.  هذا ?هو ?ديننا ?الإسلامي ?الحنيف ?الذي ?يحثنا ?على ?تكوين ?الأسرة ?المسلمة ?الصالحة ?بعيداً ?عن ?التعقيد ?والمباهاة ?والمغالاة، ?فيا ?إخوتنا ?الكرام: ?يَسِّروا ?أمور ?الزواج ?اقتداء ?بنبينا- ?صلى ?الله ?عليه ?وسلم- ?، ?فالخير ?كلّ ?الخير ?في ?اتباع ?سنته?- ?صلى ?الله ?عليه ?وسلم ?-.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©