الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

يمنى العيد تقرأ الرواية الأنثوية وسؤال الهوية

يمنى العيد تقرأ الرواية الأنثوية وسؤال الهوية
27 ابريل 2012
(أبوظبي) - استضافت إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أمس الأول في مقرها بالمسرح الوطني بأبوظبي الناقدة اللبنانية يمنى العيد في محاضرة بعنوان “الرواية الأنثوية وسؤال الهوية”. وفي تقديمه للباحثة يمنى العيد، تطرق الأديب الفلسطيني سامح كعوش إلى ما أنجزته يمنى العيد في ميدان النقد عبر طروحاتها التي ضمتها كتبها “تقنيات السرد الروائي” و”في القول الشعري” و”الراوي الموقع والشكل” و”في معرفة النص” و”الدلالة الاجتماعية للأدب الرومنيطيقي في لبنان” و”ممارسات في النقد الأدبي”. كما أشار كعوش إلى بداياتها المبكرة في النقد 1970، مع ما أنتجت من قصص قصيرة. واستهلت يمنى العيد المحاضرة بالحديث عن مفاصل عنوان أطروحتها وقالت “لا تستوي هذه التسمية في نظري على قاعدة مفهومية، فالرواية هي الرواية، أي هي فن التأليف لمتخيل له علاقة بالذاكرة، أو بما تمارسه هذه الذاكرة من استعادة لشخصيات وأحداث وأزمنة وأمكنة” وتضيف “يحيل المستعاد الروائي لدى القراءة على مرجع تاريخي معيش، ذلك أن الذاكرة هي ذاكرة الجماعة وإن كان الفرد هو من يمارس فعل الاستعادة. كما أن المرجع التاريخي المعيش هو أيضاً تاريخ الجماعة وإن كان فعل التأليف يمارسه الفرد” وتتابع “وقد يكون من يقوم بفعل التأليف هو رجل، وقد يكون امرأة، وقد يكون المستعاد هو مما يخص الرجل أو المرأة، إلا أن ما يحدد هوية الرواية ليس جنس من يمارس التأليف ولا طبيعة المستعاد، بل فنيتها، أي ما يشكل ظواهر سردية - روائية تتجاوز الأفراد المؤلفين كتاب الرواية إلى تاريخ الرواية”. وقالت “الرواية باعتبارها فناً هي ظاهرة تاريخية، وإن كان الكتاب والأفراد، المبدعون هم من يبلورون هذه الهوية الفنية، وإن كانت هذه الهوية الفنية تضمر سؤالاً عن أثر المرجعي في بنية المتخيل الفني، أوجز فأقول إن سؤال الهوية أو الانتماء إلى الذات الأنثوية لم يرتبط بما يمكن أن نسميه رواية أنثوية أو بفنية روائية هي فنية أنثوية تسمح بوصف الرواية بها، بل ارتبط هذا السؤال بفعل التعبير نفسه أو بمجيء المرأة إلى الكلام ومن ثم إلى الكتابة” . وتضيف “ ولئن كان ديكارت قال: أنا أفكر إذن أنا موجود، فإن المرأة قالت “أنا أروي إذن أنا أحيا” حيث حكت شهرزاد لتكون لها ولبنات جنسها الحياة أو لتجعل لذاتها حضوراً وانتماءً في زمنها وفي عالم ذاك الزمن، وحديثاً توسلت المرأة الكتابة، الروائية بشكل خاص لتعلن عن معادلة بين أن تكتب وبين أن تحيا، وكان من أبرز من عبر عن هذه المعادلة رواية “أنا أحيا” (1958) لليلى بعلبكي، ففي هذه الرواية يتبوأ الـ أنا الأنثوي سلطة الكلام، وهو إذ يأتي إلى الكتابة إنما ليحكي عن ذاته، وليكون فعل الكتابة -في زمن بيروت- معادلاً للحياة. أنا أكتب إذن أنا أحيا”. ثم تناولت أعمال سحر خليفة في “باب الساحة” وهدى بركات في “أهل الهوى” وعالية ممدوح في “الورع” وعلوية صبح في “مريم الحكايا”. وانتقلت إلى الرواية الخليجية وقالت “وقد تسألون أين هي الرواية الخليجية أو الإماراتية؟” وأجابت “والواقع أنا أتابع هذا النتاج بفضول وفرح وقد أفردت لبعضه القسم الأخير من محاضرتي هذه باعتبار تاريخ نتاجه الذي يلي صدور الروايات التي تناولتها في هذه المحاضرة. بداية يمكن القول إن سؤال الهوية في الرواية الخليجية، يندرج غالباً في مسار التطور التاريخي لهذه البلدان وكأن سؤال الهوية الذي تطرحه الأنثى على ذاتها هو، في الآن نفسه، سؤال هذا التطور، أو كأن الأنثى تبلور سؤالها عن هويتها فيما هي تشهد تحولات وطنها وتسعى ليكون لها حضور فيه، أو لتحقق ذاتها على قاعدة هذه التطورات”. وأضافت “ذلك أن تطور المجتمع تعليمياً وثقافياً وحضارياً يترك أثره على الموقف من الأنثى وبالتالي على حضورها ذاتياً في النسيج الاجتماعي ومشاركتها في صياغته، مما يبرز أهمية السؤال عن معنى الهوية ويدفع بالأنثى إلى طرحه”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©