الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نواف الجناحي: الاحتراف كفيل بتطوير السينما الإماراتية

نواف الجناحي: الاحتراف كفيل بتطوير السينما الإماراتية
7 يوليو 2010 20:43
انطلق قبل سنوات قليلة هاجس تنفيذ أفلام روائية طويلة في المشهد السينمائي الإماراتي، وهذا الهاجس بالتحديد ظل يلاحق الكثيرين من صناع الأفلام المحليين بعد تراكم كمي ونوعي وصل على ما يبدو إلى درجة التشبع فيما يتعلق بإنتاج الأفلام الروائية قصيرة، واعتبر البعض أن هذا التوجه الجديد نحو الأعمال الطويلة هو توجه مشروع لنقل التجربة السينمائية من منطقة الحماس والتجريب والهواية إلى منطقة أخرى تلامس حس الاحتراف والبحث عن إطلالة فنية أوسع واشمل في المهرجانات المحلية والدولية وفي دور السينما التي باتت أشبه بالترمومتر الذي يقيس مدى تجاوب الجمهور العام والمحايد في الإمارات مع سينمائيين متحمسين لخياراتهم الفنية، وقلقين في ذات الوقت من شروط الفيلم التجاري، ومن مقاييسه الخاصة التي تتطلب بعض التنازلات والخيارات البديلة في مسعى جارح على ما يبدو لتحقيق نوع من التوازن بين شروط السوق وشروط المخرج. لعل تجربة التصدي لفيلم روائي طويل مثل فيلم “الدائرة” الذي قدمه المخرج الإماراتي نواف الجناحي قبل سنتين من الآن، هي تجربة تتحدث بصدق وألم أيضاً عن العلاقة الشائكة والمتوترة بين المنتج والمخرج من جهة، وبين المحتوى الفني والمطلب الجماهيري من جهة أخرى، والتي تؤدي في أحيان كثيرة إلى تهميش التضحيات والجهد الكبير للمخرج ولطاقم العمل في ظل غياب الأسس الإنتاجية الصحيحة التي تعتمد على الحماس والاندفاع وتفتقر لقراءة واضحة حول مصير الفيلم من ناحية الترويج والتسويق التوزيع، لأن خطة الإنتاج الصحيحة عليها أن تنطلق منذ الإطلاع على الفكرة التمهيدية أو المسودة الأولى لسيناريو الفيلم، وهذا للأسف ما لا يحدث عندنا، وإن حدث فهو يتم بشكل عشوائي وغير واع لمتطلبات الصناعة السينمائية. في اللقاء التالي يحدثنا نواف الجناحي الذي قدم عدة أفلام قصيرة ناجحة مثل “هاجس” و”أرواح” و”على طريق” و”مرايا الصمت”، عن مشروعه الروائي الجديد والثاني في تجربته مع الأفلام الطويلة وهو فيلم “ظل البحر” الذي اختار أن يضعه هذه المرة بين يدي شركة (إيميج نيشن ـ أبوظبي) التابعة لشركة أبوظبي للإعلام والتي أعلنت عن نيتها في إنتاج ستة أفلام إماراتية في خطتها الإنتاجية للمرحلة المقبلة، حيث أعلن محمد خلف المزروعي رئيس مجلس إدارة الشركة مؤخراً أن (إيميج نيشن) تسعى لتوفير كافة المقومات الأساسية، البشرية والتقنية والمادية، تمهيداً لانطلاقة إماراتية حقيقية في عالم الفن السابع الرحب، وقال المزروعي تعليقاً على هذا التوجه: “إن الأهمية الثقافية والفنية، بل والاستراتيجية الكبرى المعقودة على صناعة السينما، توجب علينا تحقيق وجودنا الملموس في واحد من أهم أساليب تقديم الذات والفكر لأنفسنا وللآخر”. سألنا نواف الجناحي أولاً عن المرحلة التي وصل إليها مشروع فيلمه القادم “ظل البحر” وعن قصة وحيثيات الفيلم فقال: “كتب سيناريو الفيلم السيناريست والشاعر الإماراتي محمد حسن أحمد، وهو يتناول حكاية الشاب المراهق (منصور) الذي يمر بمراحل نضوجه العمري، ويكتشف الحالات والأمكنة والعواطف الشخصية التي ترافقه وتكبر معه، وتتشكل ملامح القصة من خلال علاقة عاطفية تتنامى في داخله بعفوية وحس شعري مرهف، ولكن هذا الحس الخيالي يصطدم مع ظروف عائلية شائكة تختبرها حياة وإمكانات وملامسات روحية موصولة بجماليات قريته الساحلية النائية”. وأضاف الجناحي: “نحن الآن في مرحلة التحضيرات الأولية للفيلم والمتعلقة باختيار أماكن التصوير، والتي رأينا أن شواطئ وقرى إمارة رأس الخيمة القديمة هي المكان الأنسب لتصوير أجواء ومناخات وسينوغرافيا القصة، وسنقوم في المرحلة المقبلة باختيار طاقم الممثلين، حيث فتحنا باب المشاركة لكل ممثل يجد في نفسه القدرة على الوقوف أما الكاميرا بثقة وتمكن سواء كان هذا الممثل هاوياً أو محترفاً، كما فتحنا الباب أيضاً أمام الممثلين الخليجين والعرب الذين يجيدون اللهجة الإماراتية المحلية، وسيكون شهر أكتوبر القادم هو موعد انطلاق عمليات تصوير الفيلم”. وحول وجود شركة مثل (إيميج نيشن) كجهة منتجة لهذا المشروع مقارنة بالعمليات الإنتاجية التي رافقت فيلمه الطويل السابق “الدائرة” أشار الجناحي إلى وجود فروقات كبيرة، لأن إنتاج فيلم “الدائرة” تم من خلال ميزانية بسيطة، كما أن العمليات الإنتاجية كانت تفتقر للرؤية الواضحة لمرحلة ما بعد الإنتاج، فالفيلم ـ كما قال الجناحي ـ مازال في العلب ولم يتم عرضه في صالات السينما المحلية أو على شاشة الفضائيات، واقتصر عرضه على بعض المهرجانات المحلية والخارجية من دون أن يطلع عليه الجمهور المحلي أو الخليجي. وأضاف الجناحي: “ما توفره لنا شركة إيميج نيشن يثبت أن العمل الاحترافي هو ما كان ينقصنا سابقاً لتطوير السينما الإماراتية، فشعوري الآن مختلف وأجد نفسي محاطاً بطاقم متفهم وواع لمتطلبات الفيلم التقنية والمادية، وهناك أيضاً الاهتمام بكل التفاصيل الصغيرة وبكل المقومات التي تصنع في النهاية عملاً متكاملاً من حيث البنية والشكل، فهناك قسم أو إدارة مستقلة لكل مرحلة من مراحل الفيلم مثل التصوير والتمثيل واختيار المواقع وحتى الاشتغال على النص واختيار الممثلين، وغيرها من المكونات القياسية لأي فيلم ناجح”. وعن الأسباب التي دعت شركة “إيميج نيشن” إلى احتضان الفيلم قال الجناحي: “تم التواصل مع الشركة من خلال مشاهدة المسؤولين عن الشركة لفيلمي الطويل الأول “الدائرة” حيث أشادوا بالفيلم وقدموا لي عرضاً للتواصل معهم في المشاريع القادمة، وكان النص الخاص بسيناريو “ظل البحر” في طور الاكتمال، وعندما عرضت فكرة المشروع على الشركة لقيت ترحيباً وقبولاً كبيراً، ورغم الشروط المشددة والتفاصيل الكثيرة والمتشعبة للعقد إلا أنني شعرت بمتعة وثقة بوجود هذا الطاقم المحترف في الشركة والذي يمكن الاعتماد عليه والاسترشاد بملاحظاته، كما أنني شعرت بوجود نوع من الاتزان بين شروط المخرج واقتراحاته المستقلة وبين شروط المنتج الذي يريد أن يستثمر ميزانية الفيلم بشكل صحيح، وألا يخسر جهوده أو أمواله في مشاريع غامضة أو قابلة للفشل”. وتعليقاً على الخطة الطموحة لشركة (إيميج نيشن) بإنتاج ستة أفلام إماراتية خلال المرحلة المقبلة قال الجناحي: “كنا ننتظر هذه الخطوة منذ فترة طويلة، وأعتقد أننا محظوظون بوجود هذه الشركة هنا في الإمارات والتي تملك استراتيجية واضحة، وتتعامل بحرفية عالية مع المشاريع المقدمة لها، وأرى أن التوجه نحو إنتاج أفلام إماراتية أو ذات طابع محلي بغض النظر عن جنسية المخرج أو الممثلين سوف يسهم في تكوين قاعدة صحيحة لصناعة السينما في الإمارات، والسنوات القليلة القادمة ستكون على موعد مع مفاجآت جميلة ومهمة في هذا السياق”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©