الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذكر الله وقت الأصيل.. عبادة ومصدر سعادة

31 مايو 2018 22:34
سعيد ياسين (القاهرة) جاء التسبيح في الكتاب والسنَّة في سياق تعظيم الله عز وجل وتنزيهه عن كل وصف لا يليق بجلاله وعظمته، ودل على تنزيه الله عن النقائص والعيوب. قال طلحة بن عبيد الله: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير «سبحان الله»؟ فقال: «هو تنزيه الله تبارك وتعالى من السوء». ويستحب الإكثار من ذكر الله تعالى، وتسبيحه، وتحميده، وتلاوة كتابه العظيم، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، في جميع الأوقات والمناسبات، والإكثار من الدعاء، مع استحضار عظمة الله وقدرته واستحقاقه للعبادة. كما يعتبر التسبيح والاستغفار من نعم الله عز وجل على الإنسان، قال تعالى في كتابه الكريم: «استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليك مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً». والتسبيح والاستغفار لا وقت محدد لهما، فيستطيع الإنسان أن يسبح ويستغفر في أي وقت، وفي أي مكان فهما طاعة لله عز وجل، ويتقرب الإنسان من خلالهما إلى ربه، وتجلب له البركة والرزق وتيسير الأمور على الإنسان، وفيهما تكفير للذنوب والخطايا التي يرتكبها الإنسان في الليل والنهار. ومن هذه الأوقات وقت الأصيل، وهو الوقت حين تصفرّ الشمسُ لمغربها، ما بين العصر لغروب الشمس، وورد هذا الزمن في سبعة مواضع من القرآن منها قوله تعالى: (لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)، «سورة الفتح: الآية 9»، وقوله: (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ)، «سورة الأعراف: الآية 205». قال الإمام السعدي: الذكر للّه تعالى بالقلب، وباللسان، وبهما معاً، وهو أكمل أنواع الذكر، فأمر اللّه عبده ورسوله محمداً أصلاً وغيره تبعاً، بذكر ربه في نفسه، مخلصاً خالياً، متضرعاً بلسانك، مكرراً لأنواع الذكر، وَخِيفَةً في قلبك بأن تكون خائفاً من اللّه، أن يكون عملك غير مقبول، وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ، كن متوسطاً، لا تجهر بصلاتك، ولا تخافت بها، بِالْغُدُوِّ أول النهار وَالآصَالِ آخره، وهذان الوقتان لذكر الله فيهما مزية وفضيلة على غيرهما، وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ الذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم، فإنهم حرموا خير الدنيا والآخرة، وينبغي للعبد الإكثار من ذكر اللّه آناء الليل والنهار، خصوصاً طَرَفَيِ النهار، مخلصاً خاشعاً متضرعاً، متذللاً ساكناً، قلبه ولسانه، بأدب ووقار، وإقبال على الدعاء والذكر، وإحضار له بقلبه وعدم غفلة. وقال ابن عاشور: «ودونَ الجهر من القول: هو الذكر المتوسط بين الجهر والإسرار، والمقصود من ذلك استيعاب أحوال الذكر باللسان، ويشمل قراءة القرآن وغيرَه من الكلام الذي فيه تمجيد الله وشكره، مثل كلمة التوحيد والحوقلة والتسبيح والتكبير والدعاء. ويقول الإمام الشعراوي، الغدو والآصال زمنان يستوعبان النهار، فالغدو هو أول النهار، والآصال هو من العصر للمغرب، وهذه الآية الكونية تتكرر في القرآن الكريم كثيراً مثل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) «سورة الأحزاب: الآيتان 41-42».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©