الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصر الأمير طاز.. سبيل للمياه ومخزن للسلاح

قصر الأمير طاز.. سبيل للمياه ومخزن للسلاح
31 مايو 2018 22:37
مجدي عثمان (القاهرة) بُني قصر الأمير «طاز»، بالقاهرة في العصر المملوكي بالقرن الرابع عشر الميلادي، وتعاقبت عليه العصور، حيث أصبح مقراً لنزول الباشاوات المعزولين عن الحكم في العصر العثماني مثل ولي باشا، ويكن باشا سنة 1223 هـ، وهو القصر المملوكي الوحيد الباقي بعناصره المعمارية، وكان الأمير «علي أغا» قد استقطع جزءاً منه بعد هجره وتهدمه العام 1715م وشيد عليه سبيل مياه لسقاية الحارة يعلوه كُتاب لتحفيظ القرآن، وهو من طراز الأسبلة ذات الشباك الواحد، وفي عصر محمد علي باشا الكبير، استخدم كمخزن سلاح لقربه من القلعة مقر الحكم، وأثناء حكم الخديوي إسماعيل قام علي باشا مبارك باستغلال المكان كمدرسة، حيث تم إنشاء ثلاث حجرات تتوسط الفناء الأصلي. يقع القصر في شارع السيوفية بحي الخليفة بالقلعة، أنشأه الأمير سيف الدين طاز بن عبدالله الناصري قطغاج، أحد الأمراء البارزين في عصر دولة المماليك البحرية، والذي بدأ يظهر أسمه خلال حكم عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون «1343 - 1345م» إلى أن أصبح في عهد أخيه الصالح زين الدين حاجي أحد الأمراء الستة أرباب الحل والعقد ممن كانت بيدهم مقاليد الدولة، إلا أنه لم يتمكن من الإقامة بالقصر إلا أقل من 4 سنوات، وقال المقريزي عن القصر أو الدار: أنشأها الأمير سيف الدين طاز في سنة ثلاث وخمسين وسبع مئة هجرية، وكان موضعها عدة مساكن هدمها برضا أربابها وبغير رضاهم، وتولى الأمير منجك عمارتها وصار يقف عليها بنفسه حتى كملت، فجاءت قصراً مشيداً واصطبلاً كبيراً، وقد بناه الأمير سنة 1352م على مساحة فدانين احتفالاً بزواجه من خوند زهرة ابنة السلطان الناصر محمد، في السنة السابقة على ذلك، حين كان طاز دواداراً كبيراً، بعد رحيل الناصر وتولي أحد أبنائه»، وكان السلطان قد افتتح هذا القصر بنفسه، وهي سابقة لم تحدث من قبل. وقد احتوى القصر على بحيرة كبيرة للأسماك وموضع يسمى الطبلخانة مخصص للموسيقيين بجانب بوابة المدخل الرئيس، يعلن منها بالأبواق والطبول دخول الأمير ومواقيت الصلاة، كما كان به أكبر إسطبل في مصر في هذا العصر، وكانت بالقصر مشنقة للعقاب. وتصف كتب التاريخ الأمير طاز أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون وساقيه وزوج ابنته، أنه كان حسن الشكل طويل القامة بطلاً، شجاعاً، محباً للعلماء، كثير الخيرات، قوي العزم، وافر التجمل وظاهر الحشمة، وقد توفى سنة 763هـ/‏‏ 1361م. والقصر عبارة عن فناء كبير في الوسط به حديقة تتوزع حولها من الجهات الأربع مباني القصر الرئيسة والفرعية، وأهمها جناح الحرملك والمقعد أو المبنى الرئيس المخصص للاستقبال واللواحق والتوابع والاصطبل، وينقسم القصر لناحية قبلية وأخرى بحرية، وفي القبلية منها، يقع الاصطبل الكبير والقاعة الملحقة به وحواصل ومخازن وأحواض دواب والسكن الشتوي الذي يعلو المدخل الرئيس، أما الناحية البحرية فهي للسكن، حيث الحرملك ويجاوره السلاملك، ومبنى الاستقبال، وقاعة الحرملك تنقسم إلى الإيوان الرئيس وإيوان مقابل فرعي صغير ويتوسطهم نافورة. وتُغذي الساقية العلوية الحمامات العلوية والنافورة والحرملك بالمياه، والذي يطل على الحديقة بمجموعة من الشبابيك المصنوعة من الخشب البغدادلي، تعلوها ثلاثة شبابيك مستديرة أو قمريات، أما السلاملك فيوجد بالدور الأرضي منه، مقعد خاص بالحرس المسؤول عنهم الأمير طاز ويليه الساقية الأرضية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©