الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرقته أضحكت الجمهور ولم تذهب طعاماً للأسود

فرقته أضحكت الجمهور ولم تذهب طعاماً للأسود
31 يناير 2009 23:49
بعد الانتهاء من عرض فرقته الكوميدية التي أعتمدت على الأداء الفردي لكل منهم، وتشابهت في ذلك مع فن المونولوج المعروف في المنطقة العربية منذ ما يقرب من مائة عام، وأبهرت أكثر من ألفي مشاهد ضجت بهم قاعة أحد فنادق العاصمة الإماراتية أبوظبي، تحدث إلينا أحمد أحمد الفنان الأميركي المصري المولد عن هذا اللون من فن الكوميديا، الذي استحدثه ولقي استحساناً وقبولاً عند الجماهير في الغرب أو الشرق على السواء، فقال: إن ما يقدمه هو لون من ألوان الكوميديا التي تعتمد على الأداء الفردي، وبالعودة إلى التاريخ القديم، نجد أن هذا اللون يماثل إلى حد كبير ما كان يفعله مهرجو الملوك في الماضي السحيق، الذين كان يُؤتى بهم إلى الملك لاضحاكه، وإذا ما فشلوا في مهمتهم، يذهبون طعاماً للأسود، بمعنى أن كل بضاعتهم كانت تعتمد على موهبتهم الشخصية وقدراتهم على الارتجال، وهذا تقريباً ما يفعله أعضاء الفرقة الآن، الذين يستند عملهم في الأساس إلى قدراتهم الذاتية في الوصول إلى قلب المشاهد بأبسط الطرق، على أن يكون ذلك ليس لمجرد الإضحاك فقط، ولكن يجدر بفقراتهم الضاحكة أن تحتوي أهدافاً ومضامين يسعى أبطال العرض لتوصيلها إلى الجمهور· وعن بداية مشوار أحمد مع الكوميديا يذكر أن ذلك بدأ منذ انتقاله إلى هوليوود في سن التاسعة عشرة، حينها أخذ في تقديم بعض العروض المعتمدة على النكات السريعة، وبعدها بدأت انطلاقته إلى الجمهور الأميركي من خــلال اشــتراكـــه في عدد من البرامج التلفزيــونيـــة الأميركية، مثــل ''سوينجرز'' و''روزان''، كما شارك في تقديم البرنامج الكوميدي الأميركي الشهير ''بانك''· ويوضح أحمد أن لجوءه إلى هذه اللون من الفن، يرجع إلى صعوبة المناخ في هوليوود بالنسبة للممثلين العرب الذين لا تُسند إليهم إلاَّ الأدوار الصغيرة، أو تقتصر مشاركتهم على القيام بدور الإرهابي في أفلام هوليوود، مما دفعه لسلوك هذا الطريق ليعبر من خلاله عن موهبته، ويستطيع تحقيق ذاته وإثباتها على ساحة الفن في الولايات المتحدة التي لا تخفى صعوبتها على الكثيرين، حتى بالنسبة للأميركيين من أصول غربية، وليس فقط لمهاجر شرق أوسطي مثله· وعن أعضاء فرقته الذين أمتعوا الجمهور بهذه الكوميديا الراقية، يشير أحمد إلى أنهم من أشهر الممثلين الكوميديين في الولايات المتحدة حالياً، وهم عندما علموا بنيته القيام بجولة في العالم العربي، رحبوا بذلك كثيراً رغبة منهم في تعريف منطقة الشرق الأوسط بهذا النوع من الكوميديا· و يتحدث أحمد عن زملائه في الفرقة مبتدئاً من''أريك جريفن''، التي تمتد علاقته به تمتد نحو 15 سنة، و جريفن هو الآخر أميركي ملون، يعاني نفس معاناة أحمد في إثبات ذاته على الساحة الفنية الأميركية، ولعل ذلك ما ربط بينهم، يقول أحمد عن جريفن، إن الأخير كان يعمل في بداية حياته في تقديم الإسكيتشات الكوميدية، ولكن صديقته اتهمته بسوء مستواه الفني وعدم قدرته على إضحاك الناس، مما جعله يعتزل العمل الفني لمدة ثلاث سنوات، ولكنه تشجع بعدما رأى النجاحات التي بدأ يحققها أقرانه في نفس المجال، وانخرط في العمل مرة أخرى، ليحقق النجاح ويصير النجم الكوميدي المفضل بالنسبة لكثيرين، وبينهم أحمد نفسه· أما الآخر فهو ''بوجي لي'' من كوريا وبدأت علاقه الفنية بأحمد منذ 10 سنوات، ولي يتمتع بقدرات كوميدية غير عادية أهلته ليشارك في واحد من أهم برامج التليفزيون الأميركية "made tv"، وهذه الزيارة الأولى لبوجي لي لمنطقة الشرق الأوسط، وهو سعيد للغاية بوجوده في دولة الإمارات كما يقول أحمد، وطلب منه المجيء هنا مرة أخرى إذا ما تم تنظيم عروض كوميدية أخرى مماثلة· أما سباستيان، وهو ممثل إيطالي الجنسية، فيقول عنه أحمد، أنه من الفنانين المتميزين والذين لديهم وجهة نظر محددة، ويحاول دائماً التعبير عنها من خلال فن الكوميديا، وما يميز أداء سباستيان، هو أنه دقيق جداً في عمله وحتى في نطقه للألفاظ، حتى وأنه ينطقها وكأنه يستمتع بها· ويضــيـف أحمد، أنـــه وجمــيـــع فرقته يعملون في الـ"commidy store" وهو أحد الأماكن الهوليوودية المخصصة لعرض الأعمال الكوميدية· وعن اختياره لموضوعاته التي يتناولها في عروضه يشير إلى أنها دائما مرتبطة بالمكان الذي يقدم فيه العروض حتى يحدث تجاوب مع الجمهور المتلقي، وتكون الأشياء المقدمة ذات علاقة باهتماماتهم، والمادة التي يقدمها في دولة مثل مصر، تختلف عن المادة المقدمة في لبنان، ومن الطبيعي أن تختلف عما يقدم في الولايات المتحدة، وعند مجيئه للإمارات، قام باختيار ما يتلاءم مع البيئة الإماراتية، وما يتناسب والقضايا المطروحة على الساحة هنا· وأثناء تقديم هذه الفقرات كان أحمد أحمد، كثيراً ما يشير إلى الديانات في سياق ما يعرضه، وعندما سألته، عمّا إذا كان ذلك قد يسبب له مشاكل، خاصة أن جميع الفنانين يتجنبون الحديث عن الأديان في أعمالهم الفنية، أجاب بقوله: ''لا أجد حرجاً في تناول الأديان ضمن موضوعاتي، طالما ذلك كان بِأسلوب راق، ولا أتعمد أن أتحدث عن دين بعينه، وإنما أعرض لمواقف حياتية مستقاة من الواقع المُعاش، وعن عدم وجود عنصر نسائي في فرقته، أوضح أحمد أنها مسألة غير مقصودة، ولكن ذلك يرجع إلى أن ما تقدمه فنانات الكوميديا في الولايات المتحدة، لا يتسق إلى حد كبير مع ما تسمح به الثقافة السائدة في المنطقة العربية، وهو لا يمانع مطلقاً في الاستعانة بأي عنصر يضيف إلى الفرقة بغض النظر عن كونه أنثى أو رجلاً·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©