الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عزيزة الحبسي: الصحافة العُمانية تسير بلا أقدام مهنية

عزيزة الحبسي: الصحافة العُمانية تسير بلا أقدام مهنية
31 يناير 2009 23:50
هي المرأة التي لم تبق وراء الخدور لتكتب حكاية حياتها، بل أرادت العناوين اللافتة في صحافة الحياة العمانية، يتذكر المتابعون الإعلامية عزيزة الحبسي، وتحقيقاتها الجريئة، حينما كانت صحفية مثيرة للجدل في جريدة عمان، وبعد ما يقارب العشرين عاماً من العمل الصحفي تركته من أجل عيون الدراسة في الخارج، لكنها لم تغب طويلا، وعادت لتنافس شقيقها الرجل في انتخابات مجلس الشورى، لم تشفع لها شهرتها كإعلامية في الوصول إلى عضوية المجلس، كما كان حظ غيرها في هذه الدورة من عمره، لكنها لم ترفع الراية البيضاء، وحاليا تقود العمل النسوي في واحدة من أهم جمعيات المرأة العمانية، هي جمعية السيب، هذه المدينة التي تعد أكبر مدينة في السلطنة من حيث الكثافة السكانية·· حاورنا عزيزة الحبسي حول مشوارها بين الصحافة والانتخابات·· وجمعية المرأة··وخرجنا بالتالي: ؟ من أجل عيون الدراسة تركت العمل الصحفي مع أنك كنت من الصحفيات البارزات·· هل التضحية مستحقة؟ ؟؟جداً جداً مستحقة فسبحانه وتعالى يقول ''يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتو العلم درجات''، وأنا شغوفة بمسألة التعلم منذ كنت طفلة وحتى عندما مارست مهنة الصحافة لأعوام كنت دائمة التعلم والبحث عن الجديد، ولم أكتف بإطار واحد للكتابة فكتبت وكما تعلم في شؤون المرأة ثم الأخبار ثم التحقيقات ثم المجال الاقتصادي وعملت في كل أقسام الجريدة التحريرية، مما يشعرني اليوم بأن تلك الخبرة لم تضع هباءً إنما أغترف منها في مجال عملي في المجتمع حالياً، وإذا أعطاني الله عمراً فستكون الدكتوراه باذن الله في مجال الصحافة والإعلام وهذا لأؤكد فقط بأنني عاشقة للصحافة من رأسي إلى أخمص قدمي· ؟ ألهذا السبب لا زلت تحنين للصحافة ولا تتركينها مهما ضغطت عليك ظروف الحياة؟ ؟؟ قضيت أكثر من تسعة عشر عاماً في العمل الصحفي ولا زلت أتعاطاه من خلال كتابة عمود في جريدة الشبيبة التي أجدها فعلاً اسماً على مسمى، حيث احترام الآخر، خاصة القلم المبدع أياً كان الاختلاف في الرأي وإعطاء الفرصة لمن تتوسم فيهم القدرة على الطرح الجاد والمعقول والذي يعطي بعداً إضافياً لصحافتنا العمانية·· أرى الشبيبة في طريقها نحو تأسيس صحافة مهنية مختلفة مهما كانت التحديات والمنافسة والفرصة أمام كل مؤمن حقيقي بالصحافة لا تضيع بمجرد تركه لوظيفة ما في جريدة، ما إذا كان هو فعلاً في عجينته وتشكيلته صحافياً حقيقياً فالساحة موجودة للتعاطي مع الصحافة والأبواب مفتوحة لي لم تغلق، وهي دائماً مرحبة إلا أن التجارب الجديدة التي أعيشها مسألة تستحق أيضاً الوقوف عندها، لأنها في النهاية تصب لصالح الكتابة الجادة التي يحترمها مجتمعنا الواعي أولاً والمتعلم ثانياً ·· ؟ ألا تعتقدين أن ذلك يفقد الصحافة العمانية الخبرات التي تراكمت عبر السنوات الماضية، وهل ما بقي مقنع للقارئ؟ ؟؟ لاعتماد على الخبرة في بعض الصحف المحلية موجود لكنه لا يكفي لإقناع القارئ العماني المعاصر بما يكتب، لانه بحاجة إلى آفاق جديدة محدثة وهذا لن يتأتى إلا بمزيد من التأهيل والتعليم إلى جانب الخبرة، لأنك لن تستطيع أن تخدع قارئاً يتعرض يومياً إلى سيل من المعلومات عبر النت والفضائيات، ولن تلبي طموحه حتى تصل الى مستوى يستطيع هو أن يحترمه ويقدره ويعتمد عليه في استقاء المعلومة والخبر، ولأني شعرت بأننا نقدم صحافة متأخرة لقرائنا سعيت لخلق فرصتي الدراسية بنفسي وتركت الوظيفة لهذا الغرض بسبب احترامي الشديد لقارئنا الواعي ؟ بعد خبرة السنوات من العمل الصحفي اليومي، كيف ترين هموم المرأة المطروحة على الساحة الصحفية؟ ؟؟الهموم تحتاج لمزيد من تكثيف الأقلام لانها كبيرة ، وتحتاج إلى أقلام واعية ·· بالأمس كنا نكتب عن حاجة المرأة الى مركز صحي، ونطالب بجمعية نسائية في الجبل الاخضر واليوم لدينا 53 جمعية نسائية ولدينا في كل ولاية مركز صحي ·· الموضوع الآن أصبح كبيراً جداً، على سبيل المثال انشار سرطان الثدي بين النساء العمانيات وولوج المرأة العمانية إلى قافلة المجتمع المدني ودورها في الإسهام بتحديث المجتمع وحل مشاكله العالقة والمستجدة وقضايا العوز المناعي ووعي الأسر والشباب·· هذه المسائل نحتاج لكشف النقاب عنها مع احترامي للقضايا التي تناقش بطبيعة الحال، لكنني لا أرى عمقاً فيما يقدم على صعيد هموم المرأة العمانية ··أجد أن وعيها يسبق ما يكتب ومن يكتبون يعيشون في سبات عميق للأسف ·· ؟ هل تغيرت؟·· الهموم كما قلت تغيرت وتسارعت لكن اللحاق بها ليس أمراً هيناً، خاصة على صعيد الصحافة المكتوبة وحتى على شاشات التلفزة، أخاف أن تبقى في طور الترفيه والتجميل ونحن نحتاج لما هو أبعد من ذلك بكثير·· ؟ ماذا عن الصحفيات الجدد؟ هن محظوظات ·· لأنهن جئن في وقت يتحدث فيه المجتمع العماني عن خطط لتطوير الصحافة ولتأهيل الصحفيين، لكن الأمر لا يتعلق برمته بالتأهيل فهناك جانب آخر أكثر أهمية وهو حب المهنة والإخلاص لها والإيمان بها، كل هذا في مجمله يمكن ان يقدم ''الزبدة'' إذا لم يخني التعبير ·· ؟ هل هن قادرات على مواكبة قضايا المجتمع؟ بطبيعة الحال هن يعشن في هذا المجتمع وهن جزء منه لكن المسألة كما قلت لك هي الإيمان بالمهنة والمواكبة ·· يجب أن تتوفر لها الأرضية والظروف منها المقدرة والخبرة والاستراتيجيات الإعلامية الواضحة·· الخ ؟ ما الذي ينقص الصحفية العمانية على وجه الخصوص، والخليجية بشكل عام لتكون في مستوى صحفي أفضل، وليكنّ أكثر قرباً من قضاياهن؟ ؟؟ عشت في ''المطبخ الصحفي'' سنوات لم أشهد ترقي المرأة في السلم الوظيفي الصحافي إلا لوظيفة رئيسة قسم، وفي الغالب هو قسم شؤون الأسرة أو المرأة والطفل، المرأة الصحفية لا يتم تعيينها رئيسة لقسم التحقيقات أو قسم الاخبار الصحافية أو القسم الاقتصادي بالجريدة، ليست لأنها لا تستطيع ذلك إنما هو نوع من الاتجاه التقليدي الذي يرسخ القناعة بأن المرأة كصحفية لا تستطيع تقديم أقصى ما عندها إلا في شؤون الطبخ والتجميل ·· أتصور أن المرأة الصحفية في الخليج تعيش نفس الهموم وربما هي أفضل حالاً بصورة قليلة في البحرين والكويت حيث شهدت السنوات الأخيرة تعيين بعض رئيسات التحرير بالكويت وبعض مسؤولات التحرير بالبحرين ·· نحتاج فعلاً على المستوى الخليجي أن نضع المرأة في أولوياتنا عند صناعة سياسات التحرير بصحفنا وبإعلامنا ·· ؟ ترشحت لمجلس الشورى··ما أسباب عدم حصولك/حصول المرأة على مقعد في المجلس؟ ؟؟نعم لم تحصل المرأة العمانية على مقعد في مجلس الشورى في فترته الرابعة لأنها لم تستعد كما يجب للانتخابات وللمنافسة، وهو ليس السبب الوحيد لعدم فوزها حيث تتداخل الأسباب التي تأتي اقتصادية واجتماعية وثقافية أيضاً في مسالة عدم توافر حظوظ جيدة للمرأة لتفوز في مجلس الشورى ·· وعلينا ألا ننسى أننا في طريقنا نحو بناء جو ديقراطي إنتخابي، ولابد من بعض التضحيات وأشعر بأن عدم فوز المرأة في هذه الدورة بأي كرسي هو تضحية بحد ذاته، لكن هذه التضحية فتحت فكر المجتمع والقيادة والمجتمع العماني على موضوع هام أصبح مثاراً للنقاش والتقييم، وهو عدم وجود امرأة عمانية في مجلس الشورى ·· ؟ هل تشعرين بأن المجلس لم يهتم بقضايا المرأة؟ ؟؟ الموجودون في مجلس الشورى من أعضاء هم آباء وأزواج وأرباب أسر، وبالتالي ستهمهم قضايا المجتمع سواء كانت تتعلق بالمراة أو بالطفل أو بأي فئة أخرى في المجتمع العماني ·· ما يجب أن نتحدث عنه هو ولوج مجتمعنا العماني إلى آفاق أخرى جديدة عليه تحتاج لوعي كبير من أعضاء مجلس الشورى حتى ينفتح المجتمع على الآخر اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، وهذا الانفتاح له ضريبته كما له إيجابياته الأخرى وبالتالي تصبح المراة كعضوة في المجلس لاعباً رئيسياً وليس احتياطياً، لأنها تمثل نصف سكان عمان تقريباً· ؟ وجودك على رأس أكبر جمعية نسائية هي جمعية المرأة العمانية بولاية السيب·· كيف تجدين فكرة العمل التطوعي؟ ؟؟ أجدني توليت رئاسة جمعية للمرأة في التوقيت السليم، أنا موجودة في المجتمع العماني الذي يعيش الآن فترة انتقالية ·· حيث فترة ازدهار حقيقية للجمعيات النسائية في عمان على وجه الخصوص ولجمعيات المجتمع المدني عموماً ·· لكن مع زيادة هذه الجمعيات أجد وعي الناس بأدوار هذه الجمعيات لا يزال ضئيلاً لذا لابد من تمكين المراة من ناحية التأهيل المهني والوظيفي للمجتمع· ؟ تقييمك للتجربة؟ ؟؟ مجرد السماح لهذا الكم من الجمعيات هو حركة ثورية على تقاليد ورثناها كمجتمع نفطي، الجمعيات تؤكد اليوم بأننا مجتمع ناضج يستطيع أن يفكر ويشتغل بنفسه على القضايا التي تشغله وتهمه، لكن المسألة بحاجة لقليل من الوقت حتى تؤتي أكلها· ؟ كيف تتفاعل المرأة العمانية مع الجمعية وما الذي تبحث عنه في هذه الجمعيات·· وكيف تدفعين المرأة للمشاركة ضمن مؤسسات المجتمع المدني؟ ؟؟ المرأة داخل الجمعيات الآن واحدة من اثنتين، إما أنها تقوم بدور نخبوي، أو أنها تتواجد لغرض التسلية، وفي كلا الحالتين هي في مشكلة·· جمعيات المرأة تحتاج لوقفة ولدعم الحكومة لها تمويلياً وفنياً لأن الدور الملقى على عاتقها اليوم كبير وجبار، وقبل هذا كله تحتاج الجمعيات إلى دراسات تقيمية ودراسات لفرز المنتج منها من غير المنتج ليقدم الدعم بناء على هذا الأساس·
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©