الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المستثمرون الأجانب يبحثون عن الفرص في أفريقيا

المستثمرون الأجانب يبحثون عن الفرص في أفريقيا
7 يوليو 2010 21:30
تتيح أفريقيا بعضاً من أفضل فرص الاستثمار على مستوى العالم مع تنامي أهمية الأسواق الناشئة، على الرغم من أن تدفقات رؤوس الأموال التي يمكنها اجتذابها في السنوات المقبلة تهدد بزعزعة استقرار اقتصاداتها. ووصف بعض الشخصيات البارزة في مجال تمويل الأسواق الناشئة ممن شاركوا في “قمة رويترز للأسواق الناشئة” في ساو باولو الأسبوع الماضي، نيجيريا عملاق إنتاج الطاقة في القارة، باعتبارها أفضل اختيار للاستثمار. وتحملت أفريقيا الأزمة المالية بصلابة أكثر مما توقع الجميع ومن المنتظر أن يبلغ معدل النمو في القارة 4,75 خلال2010. وفي العام المقبل من المتوقع أن تمثل دول أفريقيا نصف أسرع عشرة اقتصادات نمواً في العالم. وتجتذب القارة الآن أكثر من مجرد المستثمرين المغامرين. وقال ستيفن جنينجز الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار الروسي “رنيسانس كابيتال” إن “الاهتمام الكامن بأفريقيا ضخم جداً”. وأضاف “قبل الأزمة كان هناك أكثر من 40 شخصاً أو مجموعة تقيم صناديق استثمار في أفريقيا. وخلال ثلاثة أو أربعة أعوام سيكون في أفريقيا مئة صندوق استثمار وأكبرها حجما لن يكون رأسماله مليار دولار بل 20 ملياراً”. وذكرت مؤسسة “اي بي اف ار” لرصد صناديق الاستثمار أن التدفقات النقدية الصافية على مدى 43 أسبوعاً على صناديق الاستثمار في الأسهم الأفريقية بلغت 484 مليون دولار في النصف الأول من 2010، أي ما يعادل مثلي التدفقات على الهند في الفترة نفسها. ويقول المؤيدون للاستثمار في أفريقيا إن التدفقات على أفريقيا من المتوقع أن تتسارع وتيرتها مع نقص العائدات المربحة في الدول المتقدمة، الأمر الذي يجذب المستثمرين للقارة في حين أن تحسن مناخ الاستقرار السياسي والاقتصادي يشير إلى تراجع المخاطر. وما زال مؤشر “مورجان ستانلي كابيتال انترناشونال” لأفريقيا باستثناء دولة جنوب أفريقيا مرتفعاً بنسبة ثمانية بالمئة في عام 2010 وإن كان أقل بكثير من أعلى مستوياته خلال العام في حين نزل مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” الأميركي بأكثر من ثمانية بالمئة. ويفيد تحول النفوذ الاقتصادي العالمي باتجاه اقتصادات ناشئة عملاقة مثل البرازيل وروسيا والهند والصين لأفريقيا، إذ تسعى الاقتصادات الصاعدة وراء مواردها وتدفع أسعار السلع والاستثمار للارتفاع. وما زالت البرازيل وروسيا والهند في موقعها خلف الصين التي أصبحت العام الماضي أكبر شريك تجاري لأفريقيا لكن هذه الدول وسعت تجارتها بدرجة كبيرة وضخت المزيد من الأموال في أفريقيا. وقال جاكو ميري الرئيس التنفيذي لـ”ستاندرد بنك جنوب أفريقيا”، أكبر بنك في أفريقيا “المذهل فعلاً هو كم التبادل بين البرازيل وروسيا والهند والصين وبين أفريقيا، نعتقد أن الأمر بدأ لتوه”. وأشار إدواردو سنتولا إلى أن شركات برازيلية لها وجود كبير في أفريقيا ستصدر قريباً سندات بالراند عملة جنوب أفريقيا للاستفادة من تنامي الإقبال. وسوق نيجيريا التي تضم نحو 140 مليون نسمة، أي نحو ثلاثة أمثال عدد سكان جنوب أفريقيا، ومواردها من الطاقة وسوقها التي تتسم بالسيولة تجعلها أفضل اختيار بالنسبة للكثيرين الذين يتطلعون إلى أفريقيا. وتعتبر إثيوبيا ورواندا من بين الاقتصادات الأفريقية الصغيرة التي تعتبر واعدة. وهو ما يظهر كيف تتحول دول كانت مهملة من قبل وتعاني من الحروب إلى قطب جاذب للاستثمار إلى جانب دول مثل غانا وهي ديمقراطية مستقرة نسبياً ستتحول قريباً إلى منتج للنفط. ولكن هناك مخاطر تتعلق بالاستقرار السياسي حتى في الاقتصادات الكبيرة مثل نيجيريا وكينيا. ويؤكد الخبراء في الشؤون الأفريقية حقيقة أن الثروات التي تجنيها تلك الدول من الموارد المعدنية لا يجري تقاسمها على نطاق واسع ويشيرون إلى أن الاعتماد على مثل هذا الدخل في ملء خزائن الدولة قد يعطل إرساء قواعد ضريبية تنقل هذه الدول إلى وضع أفضل. ويقول باتريك سميث من نشرة “افريكا كونفيدنشيال” “أعتقد أن مصدر القلق الحقيقي يأتي من جودة النمو”. وأضاف “من الغباء القول إن النجاح مؤكد”. فالتدفقات الكبيرة لأموال الاستثمار في حد ذاتها قد تمثل مشكلة للدول الأفريقية الأقل استعداداً لتحمل ذلك من مناطق أخرى سريعة النمو شهدت بالفعل مشكلات مثل هذه التدفقات في الماضي. وقال جينينجز “أفريقيا ليس لديها خبرة في تحمل تدفقات رأسمالية ضخمة”. وأضاف “يشير السيناريو الذي أرسمه إلى أن التدفقات الرأسمالية ستكون أكبر بكثير من طاقة هذه الدول على استيعابها”.
المصدر: ساو باولو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©