الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأمطار ترسم خيوط الفرحة على وجوه الأطفال والأسر

الأمطار ترسم خيوط الفرحة على وجوه الأطفال والأسر
28 ابريل 2013 20:28
نسرين درزي (أبوظبي) - رسمت زخات المطر خيوطاً على الشرفات، فتسارع الأطفال وهم دائماً أكثر الفرحين بالشتاء، إلى إبلاغ آبائهم برغبتهم في الخروج لتحسس الرذاذ البارد، وهذا ما كان لكثيرين أمضوا يومهم كله بما لم يكن في الحسبان ولا سيما أن نهايات أبريل لا تبشر عادة بطقس مماثل، وقالت الطفلة علياء البلوشي (9 أعوام) التي كانت تلاعب حبيبات المطر من على نافذة السيارة، إنها سعيدة جداً بهذه الأجواء، وهي تحب فصل الشتاء، وتتمنى أن تكون كل الأيام ممطرة. وتذكر والدتها مريم أن زوجها قرر أن يأخذهم في رحلة إلى البداير، حيث تتمكن علياء وإخوانها من اللهو وسط الصحراء والاستمتاع بالمناخ الجميل، وهم هناك يستأجرون الدراجات بثلاث عجلات، حيث يتسلقون التلال الرملية التي لا تحلو مناظرها إلا وسط الغيوم الرمادية. ويذكر الطفل أحمد التميمي (6 أعوام) أنها المرة الأولى التي يرى فيها تساقط الأمطار داخل أبوظبي بهذه الكثافة، وهو مسرور جداً بالأمر، ويريد أن يبقى اليوم كاملاً خارج البيت ليلعب بالماء ويتقاذفه مع إخوانه. وأشار والده سعيد إلى وجوب الشكر والحمد لله رب العالمين على نعمة الأمطار التي طال انتظارها. وقال: إنه مع هذه الأجواء البديعة سوف يصطحب عائلته إلى مدينة العين لقضاء الوقت في مبزرة الخضراء التي برأيه من أكثر المواقع أنساً لأفراد الأسرة، كما أن الطريق إليها من أبوظبي حافلة بالمناظر الخلابة لأجمل ألوان الصحراء، خصوصاً عندما تكون الأجواء شتوية. ومع الخروج في جولة على حدائق العاصمة، فقد كانت أمس السبت مكتظة بالعائلات التي اختارتها كأقرب منفذ للاحتفال بأيام المطر التي جاءت متأخرة هذه السنة، ولكنها أخيراً أسعدت الجميع، أطفال تركوا كل وسائل اللعب الأخرى، وانصرفوا لتتبع زخات المطر ورسم دعساتهم داخل البرك العشبية، وآباء جلسوا باسترخاء تام يتأملون صوراً مثالية لسماء أبوظبي من فوق غيمة مشبعة بكل الخير وأجمل أشكاله. وأكدت منى السعدي التي كانت تساعد زوجها في تجهيز أدوات «الباربكيو» أن فرحتها لا توصف بالجلوس في الهواء الطلق تحت رذاذ المطر، وهذا ما يعيدها إلى سنوات الطفولة، حيث كان اللهو في الطبيعة قمة الفرح بالنسبة لها، وهي ترى ملامح البهجة نفسها بادية على وجوه أطفالها، الذين لم يسبق لهم أن خرجوا لقضاء اليوم كاملا تحت المطر. وقال ابنها سيف الدين إنه يستمتع باللعب مع أخته، حيث يملأ كل منهما دلوا من أمطار الشتاء، ويتسابقان في تفريغه على بعضهما. أما هيثم البدوي الذي كان ممعناً بممارسة رياضة الركض على كورنيش أبوظبي، فلفت إلى أنه يعيش لحظات نادرة بالنسبة للأجواء الماطرة، وهذا بحد ذاته حدث يسعده ولا سيما أنه يخرج بشكل شبه يومي للركض على الكورنيش، حيث غالباً ما يواجه طقساً حاراً. واعتبر بحسب قراءاته أن التغيرات في الأحوال الجوية قد تضع المنطقة على خط مناخ جديد، وهذا ما بدأت بوادره في الظهور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©