البورصات العالمية تواصل التراجع لليوم الثاني على التوالي

ضربت الأزمة المالية العالمية البورصات العالمية مجددا أمس على خلفية الانهيار المتسارع لثقة المستثمرين في النظام المالي العالمي، وتزايد المؤشرات على تباطؤ الاقتصادات الكبرى· وغداة تدهور كبير طاول كل البورصات العالمية عم الهبوط أسواق المال الآسيوية أمس على الرغم من أن تراجع الذعر الذي عم الأسواق المالية أمس الأول· وتراجع مؤشر نيكي في طوكيو لفترة وجيزة الى ما دون عتبة العشرة آلاف نقطة للمرة الأولى منذ خمسة أعوام بعد تدهور بنسبة 5,32% في الفترة الصباحية قبل أن يقلص خسائره عند الاقفال الى 3,03%· وعلق ساتورو اوجاساوارا الخبير في بنك كريدي سويس: ''لا تزال السوق تعيش موجة ذعر''، وقال: ''تدهورت الأسعار في طوكيو لكن حجم التعاملات كبير· وهذا يعني أن الكثيرين في صدد التخلص من أسهمهم وبيعها على عجل بكل بساطة''· وقال المتعاملون:إن تدهور سعر صرف الدولار أمام الين هو الذي يقلق المستثمرين لأن هذه الظاهرة تضر كثيرا بالمصدرين اليابانيين الذين تأثروا حتى الآن بتراجع حركة الطلب في الولايات المتحدة· وعند الإغلاق هبط مؤشر نيكي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 317,19 نقطة ليصل إلى 10155,90 نقطة ويسجل بذلك أقل مستوى إغلاق منذ ديسمبر عام ،2003 وفي وقت سابق من اليوم انخفض المؤشر أكثر من خمسة في المئة 9916,21 نقطة، وانخفض مؤشر توبكس الاشمل 2,2 في المئة إلى 977,61 نقطة بعد أن هبط خلال التداول أيضا أكثر من خمسة في المئة· وتبين أن جلسات التداول كانت أكثر فوضوية في البورصات الأخرى، فبورصة سيدني التي افتتحت جلستها بتراجع كبير جداً، عادت وارتفعت فجأة واقفلت على زيادة بنسبة 1,68% ذلك أن البنك المركزي الأسترالي أعلن في هذه الأثناء خفض معدل فائدته الرئيسية نقطة واحدة لتصبح 6%· كما شهدت بورصة نيوزيلندا وضعاً مماثلاً، حيث هوى المؤشر 79 نقطة أي 6ر2 بالمئة إلى 2969 نقطة في مستهل التداول· كما فتحت أسعار الأسهم الصينية على انخفاض 3,3 بالمئة أمس، وذلك مع القلق الذي أصاب المستثمرين حيال الاقتصاد العالمى، وفتح مؤشر شنغهاى المركب عند 2101,09 نقطة بانخفاض 76,65 نقطة أو 3,3 بالمئة عن إقفال أمس الأول وهو 2173,74 نقطة، أما مؤشر شنتشن المركب فافتتح عند 6939,68 نقطة بانخفاض 277,63 نقطة أو 3,8 نقطة عن اقفال أمس الأول وهو 7217,37 نقطة· وفي أوروبا، تم تعليق التداولات صباح الثلاثاء مجددا في بورصتي موسكو، ''آر تي اس'' و''ميسيكس''، حتى قبل افتتاح جلسة التداول، وشهدت كل البورصات العالمية يوماً أسود أمس الأول، فبعد أن خسر أكثر من 7% في جلسة التداول، تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 3,58% في نيويورك عند الاقفال، متراجعا بذلك الى ادنى مستوياته منذ أربعة اعوام· وتراجع مؤشر ''كاك-''40 في باريس أمس الأول 9,04% وهو أكبر تراجع اثناء جلسة التداول منذ بدء العمل في البورصة في ،1988 وخسر مؤشر فوتسي في لندن 7,85%· وتحولت الأسهم الأوروبية الى الانخفاض في المعاملات الصباحية أمس بعد ارتفاعها أكثر من 2,5 في المئة في بداية التداول وذلك مع انخفاض أسهم القطاع المصرفي وسط تقارير عن احتياجات تمويلية إضافية· وفي الساعة 31:08 بتوقيت جرينتش انخفض مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 1,2 في المئة إلى 993,9 نقطة، وكان المؤشر ارتفع في بداية المعاملات 2,6 في المئة· وتصدرت البنوك الأسهم الهابطة على المؤشر وانخفض سهم رويال بنك أوف سكوتلند 33 في المئة بفعل تكهنات بأنه يجري مباحثات من أجل الحصول على تمويل من الحكومة البريطانية· وهبط سهم دويتشه بنك الألماني 14 في المئة وسط شائعات عن زيادة رأسماله رغم أن مصدرا ماليا نفى صحة هذه التكهنات· وكان المؤشر انخفض يوم الاثنين 7,8 في المئة ليسجل أدنى مستوى اغلاق منذ أربع سنوات· واستأنفت بورصة باريس تراجعها أمس فخسرت 0,20% لتصل الى 3704,38 نقطة بعد الافتتاح على ارتفاع، وافتتحت بورصة فرانكفورت التداول على ارتفاع بنسبة 1,48% بعد اقفالها أمس الأول على تراجع بنسبة 7,07%· وفي الولايات المتحدة، أعلن أكبر بنك في العالم ''بنك اوف أميركا'' أمس الأول انه سيعمد الى زيادة رأسماله وتقليص ربحية سهمه لتعزيز امواله الخاصة بعد أن نشر مسبقا نتائج متدنية جدا للفصل الثالث· وعلق رئيس مجلس ادارة البنك كينيث لويس بالقول ''إنها أصعب الأوقات بالنسبة الى المؤسسات المالية التي واجهتها في حياتي في خلال 39 عاما من عملي المصرفي''· وقال أدريان فان تيجيلين الاستراتيجي البارز في مؤسسة ''آي ان جي'' المالية ان ''حالة من الذعر التام'' تسود الأسواق· وأضاف ''الجميع كانوا يأملون انه بعد المصادقة على خطة (الإنقاذ) في الولايات المتحدة وعمليات الانقاذ في اوروبا، ستهدأ الامور ولكن في الحقيقة فلا تزال هناك مخاوف كبيرة من التأثيرات التابعة''· وقال باتريك اوهير من ''بريفينج·كوم'' لتحليل الأسواق: ''توجد أزمة ثقة تسببت في عمليات البيع''، وأضاف ''ببساطة، المستثمرون يترددون في تصديق أن خطة الإنقاذ المالي ستثمر عن حل سريع لأزمة النظام المالي العالمي والاقتصاد العالمي''· وقال باري ريثولتز في ''معهد ريثولتز'' للأبحاث والتحليل: إن ''وضع الأسواق سيئ في كافة انحاء العالم· والمستثمرون أعربوا عن عدم ثقتهم بخطة الإنقاذ· والازمة أخذت تتصاعد الآن''· ويرى بعض المحللين ان الازمة المالية آخذة في الانتشار مما يجعل من الصعب على السلطات الحكومية وقفها، وقال كريس لافاكيس من ''ايكونومي· كوم'' ان مشاكل أكبر شركات التأمين الاميركية بدأت تظهر، مضيفاً أن ''شركات التأمين اخذت الآن تنضم الى المؤسسات المالية في بحثها عن رأس المال· والأسهم الاميركية تعاني من نزيف في الوقت الذي تهدد المشاكل في النظام المالي العالمي بجر العالم الى الركود''· وتنتظر الاسواق اجتماع وزراء المالية من مجموعة الدول الغنية السبع الجمعة، وتترقب أي اعلان عن عمل منسق مثل ضخ السيولة أو خفض اسعار الفائدة