السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رؤية منصفة لدول الخليج

7 يوليو 2010 21:37
على كثرة ما يُنشر في الصحف الكندية من أخبار وتعليقات عن عالمنا العربي، فإن قليلاً منها تتميز بشيء من الأمانة الصحفية والنزاهة المفترض أن تكون سمة السلطة الرابعة. في السنوات التي تلت أحداث أكتوبر المذهلة، فإن الصحافة - وبقية أجهزة الإعلام الكندية، وقعت في "الفخ" الذي نصبته إدارة بوش، عندما أعلنت أن منفذي العملية الإرهابية قد جاؤوا إلى الولايات المتحدة من كندا، مما أربك العلاقات الكندية- الأميركية. وأصبح العالم العربي - الإسلامي، خاصة الجزيرة العربية والخليج في نظر البعض مصدر "الخطر الإرهابي" الذي يهدد الحضارة الغربية. صحيح أن الأمر لم يخل أحياناً من وجود أفراد معدودين في المجتمع الصحفي حافظوا على تقاليد المهنية وعارضوا بشجاعة هذه الموجة العدائية، التي كانت تقودها أجهزة الإعلام الأميركية "اليمينية" ضد العرب والمسلمين، لكن قوة النفوذ الصهيوني، كانت أكبر من شجاعتهم ونزاهتهم المهنية. وكما قال أحدهم بعد الهجوم البربري الإسرائيلي على "قافلة الحرية" (كان الصحفيون والكتاب في معظم الأحوال "خائفين" من الاتهام الإسرائيلي "الجاهز" ضد من يجرؤ على تخطئة السياسة الإسرائيلية بتهمة معاداة السامية... كانوا يعرفون أن "الحق والعدل" يقف إلى جانب الفلسطينيين، لكن "النماذج" التي رأوها أمامهم لضحايا اللوبي الصهيوني الكندي جعلتهم يعتمون عن الحق إلا قليلاً). من تلك القلة النادرة التي ملكت الشجاعة والنزاهة الصحفية عند معالجتها لقضايا الشرق الأوسط والصراع الإسرائيلي، نجد الصحفي والكاتب الكندي "هارون صدّيقي"، الذي يحرر باب الرأي بصحيفة "تورنتو ستار" أوسع الصحف الكندية انتشاراً، والتي ظلت كما أرادها مؤسسها الصحفي الليبرالي جوزيف اتكسون منبراً حراً للدفاع عن العدالة والحرية. عاد "صدّيقي" من رحلة صحفية طاف فيها البلاد العربية، والتقى وتحادث مع أعداد كبيرة من المسؤولين والمثقفين العرب ومع التجار ورجال الأعمال وأفراد الشعب العاديين. عاد ليكتب سلسلة من المقالات الصحفية الرصينة والثرية بالمعلومات الصحيحة، التي تساعد على تفهم قرائه لهذا اللغز المحير المعروف لديهم بالعرب. في سلسلة مقالاته التي وضع لها عنواناً: "الشرق الأوسط الجديد" خص دول الخليج العربي بمقالة حملت إلى جانب انطباعاته عن هذه المنظومة العربية الواعدة معلومات وافرة ومفيدة للمهتمين من الكنديين بالمنطقة، والذي غالباً ما يكونون أسرى الدعاية السيئة المعادية للعرب والمسلمين. في مقالته عن دول الخليج يقول "صديقي" إنه ظل يتردد على منطقة الخليج قرابة أربعين عاماً، وعاصر خليج ما قبل الطفرة النفطية وما بعدها. ولم يخف، بل أعلن أنه كان "مطمئناً" لاستمرار عملية النهضة التنموية الكبيرة، التي تقوم بها دول الخليج. الخليجيون يشيدون الجامعات ومراكز البحوث والمعامل العلمية وينظمون المؤتمرات الثقافية ومعارض الكتب. أبوظبي تشهد نهضة ثقافية، وشركة "طيران الإمارات" أصبحت واحدة من أنجح شركات الطيران الرابحة، وهي توفر للمسافرين نقطة التقاء بين الشرق الأوسط وجنوب آسيا والقارة الأفريقية. ويقول "صدّيقي" إن عرب الخليج أصبحوا الآن أكثر ثقة في أنفسهم، ولا يرون في الغرب المتعالي الذي يجب أن يُتبع... أنهم واثقون من إسلامهم، ومن شخصيتهم العربية والطبقة الوسطى لديهم لا ترى حائلاً بينها وبين التمدن والتحديث أو حقوق المرأة. ما كتبه "صدّيقي" يستحق التأمل، فليس كله ثناءً على الخليج وشعبه، لكن أكثره صدقاً وأمانة فنحن في عالم - خاصة عالم الصحافة والإعلام – قلما نجد من ينصف الأمة العربية ويدافع عن حقوقها المهضومة، وهذا هو الدور الذي يفترض أن تقوم به الجاليات العربية ومنظماتها في تنوير أبناء أوطانهم الجدد بالحقائق والمعلومات الصحيحة عن بلدانهم الأصلية، وهو دور يكاد يكون معدوماً. ومثل هذا المقال الجيد الذي كتبه "صديقي" قد يحفز بعضنا للاشتراك في الحوار العلني الدائر الآن حول قضايانا. عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©