الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحف أميركية تزيد اعتمادها على الفيديو والمدونات وتعليق الأعضاء

28 ابريل 2013 20:30
أبوظبي (الاتحاد) - فيما ذكر استطلاع حديث نسبة كبيرة من القراء تهجر مصدرها من الوسائل الإخبارية التقليدية بسبب نوعية محتوياتها وانخفاض الاستثمار في الصحفيين، أوضحت دراسة أكاديمية أن الصحف الأميركية الأكثر انتشاراً قد زادت إلى حد كبير من استخدام الميزات التفاعلية والوسائط المتعددة على مواقعها على الإنترنت حيث أتاحت لها التكنولوجيا الجديدة وأدوات إدارة المحتوى تعزيز حضورها الرقمي. وقدّم الأستاذ في جامعة غرب ميسوري روبرت بيرغلانذ في إحدى جلسات «الندوة الدولية الرابعة عشرة لصحافة الإنترنت»، دراسة بعنوان «خصائص مواقع أكثر مائة صحيفة يومية انتشاراً» التي شاركه في إعدادها كل من هيثر هيثر وانتي فورد وجيريمي ليونا وكريس مايلر. وأوضح بيرغلاند أن هدف دراسته كان تحديث بيانات دراسة مماثلة جرت في 2006 على يد «مجموعة بايفينغ» بحثاً عن مدى استخدام الصحف لوسائل الإعلام الاجتماعي وتوفير أساس للدراسات المستقبلية في هذا المجال. تحليل محتوى وللوصول إلى هدف الدراسة لجأ المشاركون في إعدادها إلى تحليل محتوى المواقع وجمعوا بيانات تتعلق بالميزات التفاعلية والأدوات المتعددة الوسائط. ونقل تقرير لمركز «كنايت» المختص بشؤون الصحافة في الأميركيتين، أن الدراسة خلصت إلى أن جميع هذه الخصائص والأدوات شهدت ارتفاعاً في المواقع كافة، فقد زاد الإنتاج الذاتي لمواقع الصحف من محتويات الفيديو 34% وزادت المدونات الخاصة على هذه المواقع بنسبة 16% في حين زادت التعليقات على المقالات بنسبة 77%. وتقاس هذه النسب مقارنة بما وصلت إليه دراسة «بايفينغ» قبل ست سنوات. كما لاحظت الدراسة الجديدة أن مواقع الصحف لجأت أكثر إلى تطبيق نظام طلب تسجيل العضوية للسماح للقراء بوضع تعليقاتهم على محتوياتها وبلغت هذه الزيادة نسبة 43%. وفي تحليله ذكر بيرغلاند أن هناك ارتباطاً بين الارتفاع في إتاحة التعليق من جهة وبين طلب تسجيل القراء في المواقع للسماح لهم بكتابة تعليقات في وقت كانت فيه العديد من الصحف قد أغلقت سابقاً ميزة السماح بالتعليق لتجنب الآراء اللاذعة ومنعها من الإضرار بالصحف، كما أن تنامي تطبيق الصحف لنظام الجدار المدفوع وفرض رسوم اشتراك للحصول على المحتوى لعب أيضاً دورا في عودة المواقع لفتح أقسام التعليقات. وفي دلالة على حجم هذه الزيادة قال بيرغلاند إن جميع الميزات مثل مدونات الصحفيين على المواقع والفيديو وأقسام الصور والتعليقات اقتربت إلى درجة «الإشباع» في 90% من الصحف. واقترح بيرغلاند أجراء دراسات مشابهة مستقبلاً كل أربع أو خمس سنوات لتحديث هذه المعطيات واستخلاص النتائج الأكاديمية والتطبيقية منها. غرفة الأخبار ويشار إلى أن صفحات المدونات التابعة للصحف الأكثر انتشاراً تلاقي إقبالاً خاصاً من قراء يفضلون المحتويات المكتوبة والمنشورة مباشرة من صحفيين أو مدونين معروفين والتي يعتقدون أنها لم تمر على غرف الأخبار أو رقابة إدارة التحرير. وقد لاقى الكثير من هذه المدونات إقبالاً واسعاً يساهم بطريقة أو أخرى في زيارة الصفحات الرئيسية والتقليدية للمواقع الإخبارية، علماً أن بعض هؤلاء المدونين ينالون راتباً خاصاً بقدر هذه المساهمة كما يحظون بجزء من واردات الإعلانات أو الرعاية التي توضع على مدونتهم. ولكن نظام المدونات في المواقع الصحفية لا يعتبر عفوياً بالكامل إذ كانت دراسة متخصصة قام بها مشروع «ستينكاي جورناليسم» المختص بدراسة آداب وأخلاق الصحافة في الولايات المتحدة الأميركية قبل سنتين قد أكدت أن المدونات في أكبر عشر صحف أميركية تخضع لتدخل التحرير قبل وضعها على مواقع هذه الصحف. وشملت الدراسة حينها كل من نيويورك تايمز وول سترتيت جورنال والواشنطن بوست ولوس انجلوس تايمز ويوأس توداي وسان فرانسيسكو كرونيكل ونيويورك بوست وشيكاغو تربين وشيكاغو صن-تايمز وبوسطن غلوب. ويرى البعض أن اعتماد الصحف المتزايد على وسائل الإعلام الاجتماعي كأدوات متكاملة ودور هذه الوسائل المتعاظم في مجال الأخبار يطرح أكثر من أي وقت مضى العديد من التساؤلات بشأن أخلاق المهنة والمسائل القانونية والمعايير الصحفية. ويبدو أن طفرة التواصل الاجتماعي قد شجع على عادات مهنية غير حميدة على مستوى المؤسسات والممارسات الفردية. وهذا ما يشي به تقرير «حالة الإعلام الإخباري في 2013» الصادر عن مشروع مركز بيو للأبحاث الخاص بجودة الصحافة، والذي أكد أن صناعة الأخبار في الولايات المتحدة الأميركية فقيرة بتجهيزاتها اللازمة لتغطية الأخبار وفي موازنة تأثير المصالح الخاصة. وذكر التقرير أن الصحف تعاني من انخفاض الاستثمار في غرف الأخبار والتحقيقات الميدانية. وأعرب التقرير عن أسفه لأن هذه الصحف غير مستعدة، «لا عدة ولا عديداً»، لتحدي المعلومات التي توفرها السلطات والتصريحات السياسية، وربط التقرير بين هذه الظاهرة وبين عدم رضا القراء على وسائل الإعلام الإخبارية، مستنداً إلى استطلاع حديث يشير إلى أن 30% من المُستَطلعين هجروا العام الماضي مصدراً إخبارياً «لأنهم لاحظوا هبوطا في نوعية وكمية الأخبار المكتوب عنها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©