عواصم (وكالات) - قتل 23 سورياً برصاص الأجهزة الأمنية أمس، بينهم 11 في دير الزور التي تشهد عملية عسكرية عنيفة، بينما أقدمت القوات النظامية على إعدام 3 أشخاص هم أخوان اثنان وزوجة أحدهما بتهمة إيواء جرحى ومتظاهرين، في منطقة عربين بريف دمشق التي اقتحمتها قوات للجيش والأمن. من جهتها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن متطوعاً في الهلال الأحمر السوري لقي مصرعه بالرصاص وأصيب 3 آخرون في بلدة دوما على مشارف دمشق، في ثالث حادثة يقتل فيها عامل بالهلال الأحمر في أقل من 8 أشهر. وفيما استمرت حملة القمع المكثفة حماة ودرعا وحلب، تعرضت مدينتا دوما وحرستا بريف دمشق لإطلاق نار عشوائي كثيف بالأسلحة الثقيلة من حواجز الجيش والأمن مستهدفة المنازل مع انتشار القناصة على المباني العالية.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات الأمن والجيش النظامي اقتحمت مدينة عربين بريف دمشق مستهدفة بصفة خاصة حي الطبالة في عين ترما الذي شهد إطلاق نار كثيفا مع سماع انفجارات. وأكدت الهيئة إعدام أخوين اثنين وزوجة أحدهما في الجانب الشرقي من عربين بتهمة إيواء جرحى ومتظاهرين، حيث تم العثور على جثثهم ملقاة قرب قناة للصرف الصحي.
كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في بلدة زملكا بريف دمشق أسفرت عن مقتل عسكري منشق، بالتوازي مع اشتباكات أخرى في عين ترما بالمنطقة نفسها استخدمت فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، بحسب المرصد.
واقتحمت قوات الأمن في ساعات الصباح الأولى مناطق في مدينتي حرستا ودوما بريف دمشق وشنت حملة اعتقالات واسعة ومداهمات، بحسب لجان التنسيق المحلية. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في ريف دمشق أحمد الخطيب في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس إن مدينة دوما “تتعرض لليوم الرابع على التوالي لنيران القوات النظامية..في ظل إغلاق المدينة بشكل كامل منذ الصباح ومنع الدخول والخروج منها وقطع كامل للاتصالات والإنترنت والكهرباء عن معظم مناطقها منذ 3 أيام”.
وأضاف الخطيب “أن أهالي دوما يوجهون نداء للجنة الدولية للقدوم إليها وترك بعض المراقبين فيها لتشكل لهم نوعاً من الحماية” من القوات النظامية. وقال “العمليات العسكرية مستمرة أيضاً في حرستا ولكن بوتيرة أقل من دوما”، مشيراً إلى أن “نيران النظام تستهدف المنطقة بين برزة وحرستا” التي تبعد حوالي 10 كيلومترات عن مركز العاصمة.
كما شنت قوات الأمن والجيش عمليات دهم وإطلاق نار كثيف وتخريب للمحال التجارية بمنطقة العسالي في دمشق، بالتوازي مع التصدي لتظاهرة مسائية في حي الميدان، حيث جرت عمليات اعتقال عشوائية.
وتعرضت منطقة المزرعة في زملكا والغوطة الشرقية بريف دمشق لإطلاق نار كثيف من قبل الأجهزة الأمنية، بينما حلقت طائرة استطلاع في مناطق كفربطنا وعين ترما وسقبا وحزة وجسرين وحمورية بغوطة دمشق. وفي حماة، أفادت لجان التنسيق بسماع أصوات إطلاق نار وانفجارات ليل الأربعاء الخميس في عدد من أحياء المدينة.
وقال عضو المكتب الإعلامي للثورة في حماة أبو غازي الحموي “استيقظت مدينة حماة الخميس على هدوء في ظل انتشار أمني كثيف، بعد المجزرة المروعة التي حدثت الأربعاء في حي مشاع الطيران”.
وفي حلب، قتل 3 مدنيين ببلدة مارع إثر إطلاق النار عليهما من قبل مسلحين موالين للنظام، وفقاً للمرصد. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي إن “الحملة العسكرية للقوات النظامية تجددت قبل يومين على مناطق في ريف حلب الشمالي منها اعزاز وتركمان بارح ومارع ودير جمال بعدما كانت توقفت إثر إعلان وقف إطلاق النار”.
وأضاف “في هذه الأثناء تشهد مدينة حلب حملة اعتقالات لم يسبق لها مثيل أسفرت عن توقيف العشرات من الأشخاص بغية إخماد الحراك الشعبي، وذلك في ظل عدم توقف التظاهرات الطلابية صباحاً وتظاهرات الأحياء مساء، والتي باتت قوات الأمن تواجهها بشكل مستمر بإطلاق النار”.
وفي محافظة دير الزور، لقي 11 شخصاً مصرعهم بنيران القوات النظامية. كما قتل جندي نظامي واحد على الأقل إثر انفجار استهدف ناقلة جند مدرعة في مدينة دير الزور، وفقاً للمرصد. كما شهدت مناطق في درعا انتشاراً أمنياً كثيفاً فيما سمعت أصوات إطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة في مدينة داعل، وفقاً للجان التنسيق.
من جهة أخرى، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقتل محمد الخضراء المتطوع في الهلال الأحمر السوري بالرصاص وإصابة 3 آخرين عندما كانوا في سيارة تحمل شارة الهيئة الخيرية في بلدة دوما على مشارف دمشق. وقال عبد الرحمن العطار رئيس الهلال الأحمر السوري في بيان إن هذه هي المرة الثالثة التي يقتل فيها عامل في الهلال الأحمر في أقل من 8 أشهر.
بالتوازي، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء اليوم الخميس إن “مجموعة إرهابية مسلحة” قتلت الخضراء عندما فتحت النار على سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر لكنها لم تذكر تفاصيل عن هذه المجموعة.
وقال نشطون في المعارضة السورية إن قوات الحكومة السورية تقصف دوما بقذائف مورتر منذ أسبوع. قالت وكالة الأنباء الرسمية إن “مجموعات إرهابية مسلحة” قتلت مدير مدرسة في حلب بتفجير سيارته “في إطار استهدافها للكفاءات الوطنية”.
كما قالت أيضاً إن “مجموعات إرهابية مسلحة” قتلت 4 مواطنين من عائلة واحدة في عربين بريف دمشق. واتهم وزير الإعلام السوري عدنان محمود أمس، “مجموعات إرهابية مسلحة” بتصعيد “المجازر والتفجيرات وعمليات الخطف والاغتيال ضد المواطنين وقوات حفظ النظام” قائلاً إنها بلغت 1300 خرق منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
وطالب محمود المبعوث المشترك كوفي عنان “برصد مصادر الخرق من قبل (المجموعات الإرهابية المسلحة) والعمل على وقفها مع احتفاظ قوات حفظ النظام بحق الرد على أي خرق أو اعتداء”، بحسب قوله.
عدد اليوم
