الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء سعوديون: على قطر الإدراك أن الحل له طريق واحد دون أي منعطفات

13 يوليو 2017 23:57
عمار يوسف (الرياض) أجمع خبراء ومحللون سياسيون سعوديون على أن الجهود الأميركية التي يبذلها وزير الخارجية ريكس تيلرسون لن تحل الأزمة القطرية مالم تستجب الدوحة لمطالب الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، وذلك على الرغم من أن واشنطن هي الحليف الاستراتيجي القوي لدول المنطقة، مؤكدين أن عليها إن ارادت حل الأزمة أن تمارس ضغوطها على النظام القطري لكف يده عن تمويل الإرهاب ورعايته واحتضان عناصره والكف عن التدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول العربية. واكدوا في تصريحات لـ«الاتحاد» أن عدم خروج اجتماع جدة بين وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بـ «بيان مشترك» يؤكد أن الأزمة لا زالت تراوح مكانها، وان محاولات الدوحة حل أزمتها من دون التوقف عن دعم الإرهاب وتمويله واحتضانه لن يلقى استجابة لدى الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، مؤكدين أن الدول الأربع متمسكة بمطالبها حيث اعتبرت أن مذكرة التفاهم الأميركية مع قطر لمكافحة تمويل الإرهاب غير كافية. وأشاروا إلى أن أداء الوزير تيلرسون في الدوحة قبل اجتماعه مع «الرباعية» كان مخيبا وهزيلا تمثل في توقيع مذكرة تزعم تعهد قطر بمحاربة الإرهاب، فضلا عن تصريحه بأن مطالبها معقولة، مما اضطر الدول الأربع إلى إصدار بيان توضح وتؤكد فيه موقفها من قطر وتشدد على مطالبها المشروعة، مؤكدين أن موقف تيلرسون لا يزال «ضبابيا» إزاء قطر ويحاول البحث عن حل من خلال مذكرة التفاهم التي وقعها مع نظيره القطري التي تمثل نوعا من الالتفاف على المطالب العربية. وقال الخبير السياسي والإعلامي د. محمد السحيم الشمري إن المحادثات التي اجراها تيلرسون مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وكذلك مع كل من وزير الخارجية عادل الجبير ومع وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب «السعودية - الإمارات - مصر - البحرين» كانت بناءة ومهمة في اتجاه إيجاد مخرج للأزمة القطرية، ولكنها تستوجب أن تمارس واشنطن ضغوطها على قطر للالتزام بمطلوبات التسوية. وأضاف أن قطر حاولت الالتفاف على هذه المطلوبات من خلال توقيع اتفاقية مع مذكرة تفاهم في مكافحة تمويل الإرهاب مع الولايات المتحدة إلا أن الدول الأربع اعتبرتها خطوة غير كافية، وستراقب مدى جدية الدوحة في إنفاذ تلك الاتفاقية بوقف دعم الإرهاب وتمويله، مشيرا إلى أن ذلك يعبر عن فقدان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الثقة بقطر بسبب سجلها القديم في التنصل من الاتفاقيات وعدم الالتزام بها، واللجوء إلى أساليب المراوغة.  وأوضح الشمري أن جهود الوساطة الأميركية والكويتية ستنجح في حال استجابت قطر للمطالب العادلة التي تقدمت بها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، خاصة وأنها تتعلق بمكافحة الإرهاب الذي هو مطلب دولي بامتياز، مشيرا إلى أن هذا التصعيد غير المعتاد من الدول الأربع مع قطر لم يكن مفاجئاً أو بلا سبب، بل إنه إجراء احترازي بعد أن أصبحت قطر مخلب قط فارسي وإخواني وإرهابي يستهدف دول المنطقة والإضرار بها وبشعوبها.  ومن جهته الدكتور أيمن بن أسعد الشهري استاذ العلوم السياسية بجامعة الملك فيصل اعتبر أن حل الأزمة القطرية في الرياض وليس في واشنطن أو باريس أو غيرها من العواصم الغربية أو الشرقية، وان محاولة قطر تجاهل مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب والتوقيع على مذكرة تفاهم مع واشنطن، بل ودعوة بقية الدول للانضمام إليها هو نوع من الهروب إلى الأمام، وتأكيد جديد على عدم جدية النظام القطري في العودة إلى محيطه الخليجي والعربي، مشيرا إلى أن ذلك يؤكد مدى قوة سيطرة الدول المعادية للمنطقة وقوى الإرهاب الأخرى على مفاصل القرار السياسي في الدوحة. وأضاف «من الواضح أن هناك عدم ثقة كبير بين طرفي الخلاف، وهذا سيعقد الأزمة ويطيل أمدها، وبالتالي لن تفلح الجهود الإقليمية والدولية في حلها مالم توقع قطر على التزام بتنفيذ مطلوبات حل الأزمة وان يكون هناك ضمانات دولية على التزام الدوحة بالتنفيذ، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي سيزور قطر والسعودية والكويت والإمارات بعد ثلاثة أيام سوف يسمع نفس الكلام الذي سمعه نظيره الأميركي في جدة». وأوضح الشهري أن المنطقة الخليجية أصبحت قبلة للوساطات الغربية الرامية لتسوية الأزمة القطرية، ولكن على الدوحة والعواصم الغربية التي زارها وزير الخارجية القطري أن تعلم أن الحل له طريق واحد دون أي منعطفات وهو تنفيذ مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، معتبرا أن محاولات الدوحة توقيع مذكرات تفاهم منفردة مع وزراء خارجية الدول الغربية التي يزورونها على غرار ما فعلته مع الوزير الأميركي تيلرسون لن يجدي نفعا.  أما الباحث في العلاقات الدولية د. يحيى بن ناصر الشلوي فقد اعتبر أن عدم صدور بيان مشترك عن اجتماع جدة بين وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظرائه في الدول الأربع يشير إلى عدم احراز أي تقدم إزاء حل الأزمة التي وضعت قطر نفسها فيه، مشيرا إلى أن رفض النظام القطري لقائمة المطالب ومن قبلها عدم التزامه باتفاق الرياض يؤكد للعالم إصرار واستمرار الدوحة على تهديد أمن المنطقة والعالم بأسره بإيواء ودعم وتمويل الإرهاب والذي لا يمكن السكوت عنه بعد أن ولى وانتهى زمن الصبر وإعطاء الفرص.  وأضاف الشلوي أن كل مواطني دول مجلس التعاون الخليجي وكل العرب يتمنون أن تحل الأزمة اليوم قبل الغد، ولكن الضغوط الدولية وخاصة الأميركية يجب أن تتجه نحو الدوحة وصولا إلى الزامها بتنفيذ مطالب الدول الأربع حتى تعود إلى محيطها الخليجي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©