الحريري: زيارتي إلى سوريا مهمة جداً وحملت كلاماً واضحاً وصريحاً

أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن زيارته إلى سوريا كانت مهمة جداً، خصوصاً أن الكلام كان واضحاً وصريحاً مع الرئيس بشار الأسد. وقال الحريري بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي أمس: إن اللقاء تناول كل المواضيع من تشكيل الحكومة الى البيان الوزاري والزيارات التي قام بها (رئيس الحكومة) الى كل من السعودية وكوبنهاجن وسوريا. واعتبر أن ما هو أساسي في لقائه مع الرئيس السوري هو ترسيم الحدود، واستدرك قائلاً: إن الحكومة اللبنانية تسعى الى ذلك ليس من باب بناء “حيطان وشباك” بين لبنان وسوريا بل لفتح علاقات اقتصادية وتجارية جيدة بين البلدين. ولفت الحريري الى أن البطريرك صفير بارك زيارته الى سوريا، وأكد بانه مصر على أن يكون رئيس حكومة كل لبنان وكذلك الوزراء أن يكونوا وزراء كل لبنان. وإذ وصف صفير بـ”ضمير لبنان” أوضح بان الزيارة الى سوريا مثلما وصفها البعض هي “تاريخية” وبالنسبة له (اي الحريري) كانت مهمة جداً لأنها حملت كلاماً واضحاً وصريحاً وصادقاً، وكان هناك انفتاح كامل وتبادل للأفكار بالنسبة الى مصلحة البلدين والشعبين. وقال: “ما يهمنا، كما قلت في سوريا، أن المصلحة العامة هي التي يجب أن تبنى عليها مصلحة الدولتين والشعبين، ويجب أن لا نطرح الأمور من زاوية خاصة، وبرأيي أن الأمر الأساسي خصوصاً وأننا نقرأ اليوم تفسيرات شتى في الصحف عن ترسيم الحدود”. وأضاف أن المغزى من ترسيم الحدود ليس بناء جدران بيننا وبين سوريا بل فتح فيما بيننا اقتصادياً وتجارياً ونبني علاقة جيدة بين البلدين. وقال “من هنا يجب ان تطرح الأمور بشكل ايجابي وليس بالشكل السلبي وهذا ما يفيد الشعبين والدولتين، وهذا ايضاً كان رأي الرئيس بشار الأسد لانه يجب طرح الأمور بصراحة وتبيان الفائدة من ذلك، وهذا ما قلته للبطريرك”. وعن موقفه مما أعلنه الرئيس أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية للـ”قوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع حول البند السادس من البيان الوزاري، أجاب: “أن هذا البلد ديمقراطي، ويجب علينا أن نحترم الاراء الأخرى، ويجب ان لا ننظر اليها كآراء معطلة لعمل البلد، بل يجب أن نعتاد على قبول آراء الآخرين ونناقشها ونرى هواجس الآخرين ونتعامل معها على هذا الأساس، نحن اردنا النظام الديمقراطي لهذا البلد وعليه ينبغي ان نسمح لبعضنا البعض بكل هدوء وروية أن نسمع النقاش حتى لو كانت هذه النقاشات في ظل أوضاع صعبة، لذلك يجب علينا أن نحسن اداءنا بالهدوء والحوار لنجمع اللبنانيين جميعاً لاننا نعيش معا في بيت واحد، ونحن جميعا مسؤولون عنه، لانه إذا إراد إحد ان يخرب هذا البيت يقع المنزل علينا جميعاً”. ووصفت مصادر بكركي اللقاء بين الرئيس الحريري والبطريرك صفير بالجيد والممتاز ورأت انه من الطبيعي ان يبدأ الحريري زياراته للقيادات الروحية من بكركي، نظراً للمكانة الكبيرة لدى الرئيس الحريري للبطريرك والاحترام والمودة له. وزار الحريري بعد ذلك بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، ثم المطران الياس عودة مطران بيروت للروم الارثوذكس مهنئاً بالأعياد. وكان البطريرك صفير قد أكد في رسالة الفصح والميلاد الحاجة لأجواء التهدئة بين الطوائف وأشار الى أن الوضع الاجتماعي تحسن وبدأ الناس يميلون الى التفاهم والابتعاد عن العنف وقال: هذا أمر لا بأس به وكان مرجواً منذ زمن، وأوضح أن الإخلاص للوطن يقضي على كل مواطن أن يعمل في سبيل وطنه.