الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سجناء يؤسسون مشاريعهم التجارية من وراء القضبان

سجناء يؤسسون مشاريعهم التجارية من وراء القضبان
1 سبتمبر 2016 22:01
يشكل سجن في أوروغواي نموذجاً يحتذى به لمراكز التوقيف، إذ يشجع نزلاءه على ممارسة أعمال صغيرة فيه، من الحلاقة إلى صنع البيتزا، إلى حد يجعل بعض ممن أنهوا عقوبتهم يعودون إليه لمواصلة أعمالهم. توحي الأسلاك الشائكة والإجراءات الأمنية بسجن عادي من سجون أميركا اللاتينية، حيث يكتظ السجناء وتغيب برامج التأهيل ويسود العنف، لكن الواقع داخل «بونتا دي رييليس» مختلف. ففي الأروقة الداخلية، ينهمك السجناء في أعمالهم، بين من يوقد الفرن لصنع المعجنات والخبز، ومن يبيع الخضار، ومن يصنع كتل الاسمنت للبناء، ليصبح مركز التوقيف هذا سوقا يدير السجناء الحاليون أو السابقون متاجرها. دخل خيلبرت ايرالا، السجن تسع مرات بتهمة السرقة. وبعد ما أمضى سنواته الثماني عشرة وراء القضبان، قرر أن يفتح فرنًا في السجن. ويقول «بدأت أسرق السيارات، ثم ارتقيت في سلم الجريمة، وانتهى بي الأمر سارقا لمصرف..المفارقة أني تحولت هنا من رئيس عصابة إلى عامل». ويضيف «سجنت مع ابن عمي في مكان واحد، كان لدينا الكثير من الأشياء المشتركة وقليل من المال..الطاقة التي كنت أضعها في الجريمة وظفتها في العمل هنا». يطال هذا البرنامج مختلف فئات السجناء، من المحكومين بمدد قصيرة إلى الذين سيمضون عمرهم وراء القضبان، لا يستثنى منهم إلا من أدينوا بجرائم اغتصاب. يتيح البرنامج أيضًا لمن أمضوا عقوباتهم أن يعودوا إلى السجن للعمل فيه وتقديم المثل الصالح لغيرهم. يجتمع في هذا السجن 700 نزيل، من أصل عشرة آلاف سجين يتوزعون على مراكز الاعتقال في هذا البلد البالغ عدد سكانه ثلاثة ملايين و500 ألف نسمة. ولا ينقل إلى هذا السجن إلا من تكون لهم سيرة حسنة في السجون الأخرى. لكن هذه الظروف الجيدة والبرنامج المتقدم لا تغير حقيقة أن هذا المكان هو سجن واقع في إحدى دول أميركا اللاتينية، فالشجارات بين السجناء تقع بانتظام، وتستخدم فيها أحيانا السكاكين. يروي الفارو بروستي، البالغ من العمر 34 عاما، أسلوب حياته اليومي في السجن. ويقول «أستيقظ عند الساعة الخامسة والنصف صباحا، أشرب المتة (الشراب الساخن التقليدي في أميركا اللاتينية) وأخرج للعمل عند الساعة السابعة والنصف. أصنع 400 قطعة اسمنتية يوميًا. أعمل وأعمل من دون كلل». بعد سنتين، سيخرج الفارو من السجن، وهو يأمل أن يؤسس في الخارج مؤسسة لصنع كتل البناء الاسمنتية، علما أنه لم يسبق له أن مارس عملا عاديا غير الجريمة، بحسب ما يقول. وتباع السلع والمصنوعات المنتجة في السجن إلى المستهلكين وأيضا إلى البائعين، ويوضع المال في حساب خاص بكل سجين عامل. يرسل الفارو جزءا كبيرا من دخله إلى عائلته، والباقي يشتري به سلعا ينتجها رفاقه في السجن. وفي هذا السجن، يمكن للنزلاء استقبال أقاربهم ودعوتهم إلى الغداء أو الحلوى من إنتاج زملائهم بالمال الذي يتقاضونه من عملهم. فتح فرناندو في سجنه متجرًا لدق الأوشام. ويقول هذا الشاب، الذي يمضي عقوبة قاسية، إنه فخور بما يقدمه وبمعداته التي اشتراها بما كسبه بنفسه من مال. وإلى جانب متجره، يعمل خافيير -وهو إسباني يمضي عقوبة السجن 25 عاما- في زراعة الخضار بتقنية خاصة من دون استخدام التراب. وتباع هذه الخضر داخل السجن إلى النزلاء وخارجه إلى التجار، بحسب شريكه غوستاف كورديرو. ويقول «لقد كان هذا العمل تحديا لي لإثبات نفسي». يرى مدير السجن لويس بارودي «حين نعامل السجناء كما نعامل أنفسنا، نشعر أنهم باتوا يشبهوننا كثيرا». ويضيف «هدفنا أن نبث بين السجناء الشعور بالكرامة».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©