هناء الحمادي (أبوظبي)
كثيراً ما كانت تؤجل يوم زفافها لشهور طويلة، فهوس البحث عن فستان جميل تزف به أمام الحضور من الأهل والأقارب، هو شغلها الشاغل الذي كان غالباً ما يعكر مزاجها، بسبب ضعف إمكانات الشاب الذي اختارها؛ لأن حالته المادية لا تسمح له بإقامة حفل زفاف كألف ليلة وليلة، لكن هذا الحلم الذي ظل يراود العروس بدور فتحي ذات الـ 25 عاماً في أن تخرج ليلة العمر في أبهى صورة، كما رسمتها في الذاكرة.
واستطاعت بدور أن تحقق حلمها من خلال خطواتها السريعة المشعة بالأمل والفرح إلى جمعية دبي الخيرية قسم المساعدات في اللجنة النسائية، التي أطلقت مبادرة لتوفير مجموعة كبيرة من فساتين الأفراح بمختلف ألوانها ومقاساتها، التي تتبرع بها فتيات للجمعية التي تقدمها بدورها مجاناً للعروس يوم زفافها، على أن تعيده مرة أخرى لتعم الفائدة على الأخريات.
ارتفاع الأسعار
الشابة بدور، وغيرها من الفتيات المقبلات على الزواج حالت ظروفهن الصعبة دون توفير فساتين الزفاف التي أصبحت أسعارها تصل إلى أكثر من 40 ألف درهم، وقد يرتفع السعر أكثر من ذلك في مواسم معينة، لكن قسم المساعدات في اللجنة النسائية بجمعية دبي الخيرية أزال هذه الحيرة لدى الكثير من الفتيات من خلال مبادرة توفير فساتين الأفراح.
وعن ذلك، تقول الباحثة الاجتماعية في اللجنة النسائية بالجمعية هدى أحمد البدور: يعاني الكثير من الفتيات اليوم ارتفاع تكاليف الزواج الباهظة، التي تتطلب توفير الكثير من المال لإقامة حفل زفاف خيالي، من حيث تصميم «الكوشة» إلى قاعة الزفاف ومائدة الطعام، التي يتنوع فيها كل مالذ وطاب من الأكلات الشهية، لكن أكثر ما يشغل بال الكثير من الفتيات هو فستان الزفاف الذي تتوج فيه العروس كأميرة تختال بجمالها وفستانها أمام الحضور من السيدات في قاعة الزفاف.
ونظراً لارتفاع أسعار تلك الفساتين، من حيث تأجيرها أو تصميمها لدى مصممي فساتين الأفراح، فقد أطلق قسم المساعدات بالجمعية مبادرة جمع فساتين الزفاف لفتيات لسن بحاجة إليها يقدمنها للجمعية مساهمة منهن لتخفيف تكاليف الزواج، ومساعدة الفتيات المقبلات على الزواج بتأمين تلك الفساتين المبالغ في أسعارها، ورسم الفرحة في الوقت ذاته، وإسعاد العروس لتكتمل فرحتها في يوم زفافها.
البدور أوضحت أن عدد حالات الزواج التي استطاعت الاستفادة من الفساتين خلال السنوات الأخيرة بلغ نحو 40 حالة زواج، حيث وفرت الجمعية هذه الفساتين المجانية بمختلف المقاسات، ومعظمها فساتين ذات تصاميم حديثة من أشهر مصممي الأزياء، وهي في حالة نظيفة وتناسب أذواق الفتيات المقبلات على الارتباط، أما عدد الفساتين التي تبرعت بها مجموعة من الفتيات والسيدات لقسم المساعدات في الجمعية فقد وصل إلى نحو 40 فستاناً.
صورة مشرقة
وتسعى الجمعية، من خلال هذه المبادرة بحسب البدور، لتسهيل عملية الزواج من خلال توفير عدد كبير من الفساتين لفتيات «رأيت منهن صورة مشرقة، وهن يتبرعن بفساتين زواجهن التي تتراوح تكلفتها بالآلاف، يردن من خلال ذلك تسهيل أمور فتيات أخريات بحاجة ماسة إلى فستان زفاف يكملن به نصف دينهن».
وعن إقبال الفتيات على استعارة فساتين الزفاف، تؤكد أن الأقبال جيد، وأصبح لدى الكثير من الفتيات نضج أكثر حين يرين نظيراتهن يستعرن هذه الفساتين من الجمعية ولا يجدن حرجاً في ذلك.
من جانب آخر، أعربت بعض الفتيات اللاتي استفدن من تلك الفساتين عن أنها مبادرة طيبة، ورسمت البسمة على وجوههن من خلال توفير تلك الفساتين، مؤكدات أن الفتيات اللاتي تبرعن بفساتينهن للجمعية وما قمن به لمساعدة فتيات حالت ظروفهن المادية دون توفير فستان الفرح، يفتح باب الأجر والثواب.
عدد اليوم
