الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التنوع البيولوجي والصحة

11 مايو 2014 21:15
يحتفل مناصرو البيئة خلال هذا الشهر باليوم العالمي للتنوع البيولوجي، وتتشارك المنظمات في تبادل وبث البيانات والمعلومات التي تبرز الضرر الذي يحيط بنا كبشر نتيجة أي خلل في الأنواع الأخرى، واختلال التوازن في المحطيات الحيوية، ونحن البشر نعتمد على التنوع البيولوجي في حياتنا اليومية، وربما لا يكون ذلك الاعتماد ظاهراً، أو واضحاً للعيان، وصحة الإنسان تعتمد اعتماداً جذرياً على منتجات وخدمات النظام الإيكولوجي، ومنها الغذاء ومصادر الوقود، وتوافر المياه العذبة، وعندما يختل أي منها يحدث خلل من دون شك يؤدي للتأثير على صحتنا، لذلك من الضروري أن يكون هناك توازن في التنوع البيولوجي، وفي التنوع الموجود في الكائنات الحية، وهو ذلك الذي يضم التركيب الجيني للنباتات والحيوانات، والتنوع الفيزيائي البيولوجي للكائنات المجهرية والنباتات والحيوانات، ولذلك عندما نتعلم أهمية كل ذلك نعرف الفوائد المهمة لها في العلوم البيولوجية والصحية والصيدلانية. كل ذلك الحديث تستهدف منظمة الصحة العالمية، من ورائه توجيهنا نحن للاعتناء بكل الجوانب التي تحيط بنا، لأن وجود كل نوع بمعدلاته الطبيعية، إنما سوف ينعكس على غذائنا نحن البشر، فكل ما يحيط بنا، إنما هو شبكة متصلة ببعضها تؤمن لنا الإنتاج، وتوفر الموارد الجينية لكل المحاصيل والماشية، والأنواع البحرية التي تدخل في الغذاء، ومن المحددات الأساسية للصحة الحصول على ما يكفي من المواد الغذائية المتنوعة، وهناك قلق متزايد إزاء العواقب الصحية لخسارة التنوع البيولوجي؛ لأن التغيرات في التنوع البيولوجي تؤثر على أداء النظم الإيكولوجية، كما أن الاضطرابات الكبيرة في النظم الإيكولوجية يمكن أن تسفر عن سلع وخدمات داعمة للبقاء على قيد الحياة، ولكنها تعني خسارة التنوع البيولوجي أيضاً، ونحن في الوقت ذاته نخسر الكثير من المواد الكيميائية والجينات الموجودة في الطبيعة قبل أن نكتشفها. إن الأنشطة البشرية تتسبب في اختلال بنية ووظائف النظم الإيكولوجية، ونحن كبشر نتهم بعضنا في الخلل الذي يحدث للتنوع البيولوجي، وهذا الاختلال يقلل من وفرة بعض الكائنات الحية، ويؤدي إلى نمو البعض الآخر، ويغير التفاعلات بين الكائنات الحية وبين الكائنات الحية بيئاتها الفيزيائية والكيميائية، حتى أنماط الأمراض المعدية، أصبحت حساسة تجاه هذا الخلل، ومن العمليات التي تؤثر على مستودعات الأمراض المعدية، كما جاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية بهذه المناسبة، إزالة الغابات وتغير استخدام الأراضي وإدارة المياه، من خلال بناء السدود أو الري، أو التوسع الحضري غير المضبوط، وهناك أيضاً الزحف العشوائي للمدن، كما برزت مشكلة أخرى، وهي مقاومة المواد الكيميائية المبيدة للآفات، والتي تستعمل في مكافحة بعض نواقل الأمراض، إلى جانب تحدٍ آخر كبير، ألا وهو التغيرات المناخية، والهجرة والتجارة الدولية والسفر الدولي، وإدخال الإنسان لمسببات الأمراض دون قصد، أو عن قصد. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©