الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«سكايب» ينافس شبكات الاتصال التقليدية

29 ابريل 2013 15:30
برلين (د ب أ)- لم تنجح كثير من تطبيقات الإنترنت في تضييق المسافات بين البشر في مختلف أنحاء العالم مثلما نجح برنامج سكايب للاتصال عبر الشبكة الدولية. ومنذ إزاحة الستار عن خدمة الاتصال التليفوني عبر الإنترنت عام 2003، وصل عدد مستخدمي هذا البرنامج حتى الآن إلى أكثر من 300 مليون شخص. وكان هدف المبرمج السويدي نيكلاس زينستروم وداني يوناس فريس عندما التقيا في كوبنهاجن هو إطلاق العنان لنمط جديد من السلوكيات. وكان الاثنان قد سبق لهم تبادل ملفات موسيقية عبر الإنترنت، وكانا يرغبان في تجربة إمكانية إجراء مكالمات هاتفية عبر الشبكة العنكبوتية. وعندما اطلق الاثنان مشروعهما المبدئي وكان يحمل اسم “كازا”، كانا يعتمدان على تقنية الاتصال المباشر بين جهازي كمبيوتر، حيث إن استخدام عدد كبير من أجهزة الكمبيوتر الشخصية يتميز بأنه أرخص من إقامة جهاز خادم مركزي، كما أنه يجعل من الصعب بالنسبة لقراصنة الإنترنت اختراق هذا النظام. وتطرق فريس إلى مشروع “سكايبر” للمرة الأولى في مقابلة مع جريدة دنماركية في أواخر عام 2002. وكلمة سكايبر هي مزيج بين كلمتي “سكاي” وتعني “السماء” باللغة الانجليزية، وكلمة “بيير تو بيير” وتعني الاتصال المباشر بين جهازي كمبيوتر. وقال فريس آنذاك “نعتقد أن هذا المشروع يمتلك مقومات النجاح القوي الذي حققه برنامج كازا”. وفي وقت لاحق تحول “سكايبر” إلى “سكايب”، وحقق بالقطع النجاح نفسه الذي حققه برنامج “كازا” الذي اختفى، ولم يعد له وجود في وقت لاحق. وتم تسجيل موقع سكايب الإلكتروني في 23 إبريل عام 2003، وكان المبرمج الاستوني أهتي هينلا يتولى معظم أعمال البرمجة الخاصة بخدمة سكايب. وبدأت عجلة النجاح تدور بقوة في 29 أغسطس من نفس العام عندما أزيح النقاب عن أول نسخة على الإطلاق من برنامج سكايب. وقال زينستروم في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، وهو يتذكر السنة الأولى العصيبة من عمر البرنامج “استغرقت حوالي عام لجمع المال اللازم لبرنامج سكايب”. وتتميز الاتصالات التي تتم عبر برنامج سكايب، سواء إن كانت في صورة رسائل نصية أو صوتية أو مرئية بأنه مشفرة، باستخدام تقنية تحافظ الشركة على سريتها، وهو ما أضفى على الخدمة شعبية متزايدة من جانب الأشخاص الراغبين في حماية خصوصيتهم، على الرغم من أن سكايب وافق على الكشف عن البيانات في حالة التحقيقات الجنائية. وأحدث نجاح خدمة سكايب تغييرا في صناعة الاتصالات اللاسلكية. وصرح مايكل باول الرئيس السابق للجنة الاتصالات الاتحادية بالولايات المتحدة عام 2004 “عندما قمت بتحميل برنامج سكايب، عرفت أن الأمر قد انتهى”، موضحا “أن العالم سوف يتغير بشكل حتمي”. وبحلول أكتوبر عام 2004، كان عدد مستخدمي برنامج سكايب قد بلغ مليون شخص. وتلقى خدمة سكايب مقاومة من كبرى شركات الاتصالات في العالم، حيث تحاول حجب إشارة الخدمة، وتثير قضية المعاملة العادلة بالنسبة لتداول الأنواع المختلفة من البيانات عبر الإنترنت، وهي مسألة محل نزاع قضائي أمام المحاكم. وفي عام 2005، اشترت شركة إي-باي للتجارة الإلكترونية خدمة سكايب نظير 3,1 مليار دولار، ولكنها لم تحقق النجاح المأمول من ورائه، فقامت ببيعه مرة أخرى عام 2009 إلى مجموعة “سيلفر ليك” الاستثمارية، وأخيراً استحوذت شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات على سكايب، نظير 8,5 مليار دولار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©