الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الغربال» تراجيديا سورية ترصد الصراع بين الخير والشر في دمشق القديمة

«الغربال» تراجيديا سورية ترصد الصراع بين الخير والشر في دمشق القديمة
11 مايو 2014 21:19
يجتمع كلٌ من النجمين بسام كوسا وعباس النوري ضمن أحياء مدينة دمشق القديمة بعد سنوات عديدة لم تجمعهما في أي عمل بيئي شامي، وذلك في المسلسل الرمضاني «الغربال» تحت إدارة كاميرا المخرج ناجي طعمي حيث استطاعت شركة «جولدن لاين» للإنتاج والتوزيع الفني أن تنهي تلك السنوات والتي دامت طويلاً منذ آخر ظهور جمع بين بسام كوسا وعباس النوري في عام 2006 في الجزء الأول من مسلسل «باب الحارة»، الذي عُرض في رمضان وقتذاك. رنا سرحان (بيروت) يتواجد في الأدوار الرئيسية ضمن مسلسل «الغربال» أبرز نجوم الشاشة السورية، ومنهم أمل عرفة والتي تعود لمضمار البيئة الشامية بعد غياب دام ثلاث سنوات، والفنانة القديرة منى واصف، والفنان الراحل عبد الرحمن آل رشي الذي قدم آخر أعماله وكوكبة من نجوم البيئة الشامية منهم عبد المنعم عمايري، محمد خير الجراح وليلى سمور وليليا الأطرش وآخرون. صراع الخير والشر ويقول المسؤول الإعلامي للعمل سراب سلامة: «الغربال» يجسّد الصراع بين الخير والشر حيث يتناول دمشق في عام 1927، وتدور الأحداث ضمن حي الشاغور الدمشقي، عبر قصة اجتماعية يحتدم فيها الصراع على السلطة ويولد هذا الصراع الكثير من الدماء والظلم والعديد من الضحايا التي لا ذنب لها إلا وجودها ضمن ساحة الصراع في أحداث مليئة بالتشويق ضمن أجواء البيئة الدمشقية المحببة في ثلاثين حلقة. ومن جهته يصف مخرج العمل ناجي طعمي المسلسل بالواقعي الذي يأخذ حيزا من تاريخ دمشق ويحبكه في صياغة عصرية تحاكي كل الأزمنة، مع وجود صراع على السلطة، كذلك وجود فتنة ومؤامرة خارجية للإيقاع بين أبناء البلد الواحد، لافتاً إلى أن كادر العمل من النجوم الذين يجسدون الأدوار ليكون «الغربال» له فعل الغربلة في دراما بيئة الشام هذا الموسم. قصة العمل تبدأ أحداث العمل بمقتل ابن زعيم الحارة «أبو سالم» (عبد الرحمن آل رشي)، والشروع بعملية بحث وتدقيق عن الفاعل، ومن ثم إعلان مقتل أكثر الشخصيات القادرة على الوصول إلى الحقيقة، على يد أحد كبار المتآمرين مع الفرنسيين من أبناء الحارة. إنها أحداث وقعت في دمشق في الفترة الأخيرة من حقبة العشرينيات من القرن الماضي حيث تطل الفتنة برأسها على أحياء دمشق بهدف إيقاع الاقتتال بين أهلها، حيث يدوم الصراع في الحارات على الزعامة، ويقترب «أبو جابر» (بسام كوسا)، كثيرا من زوجة الزعيم (منى واصف)، بعد مقتله وهو الآخر طامعا بالوصول إلى كرسي الزعامة الشعبية، وتساعده في ذلك زوجته الداهية «ام جابر» (أمل عرفة) لكن كل محاولاتهما تبوؤ بالفشل نظرا لحذر كل الناس من التعامل معهما بإفراط بعد تكشف الكثير من الحقائق عن تآمرهما على أبناء الأحياء الدمشقية، وتحضر التراجيديا بثقل هذه المرة حيث يخرج الميت من قبره وينتحل شخصية أخرى ويبدأ عبر التمويه بعملية ملاحقة كل الحقائق، بما في ذلك مقتله هو، فضلا عن حقيقة مقتل سالم ابن الزعيم، وتكون النهاية وأد الفتنة برغم التضحيات والكوارث التي ترتبت على عملية إجهاض المؤامرة.‏ ويلات واتهامات من جهته يرى الفنان عباس النوري المسلسل بالقادر على إيصال الرسائل التي تصلح لكل زمان ومكان، وأهم تلك الرسائل ضرورة التمسك بالإنسان قبل اللهث وراء مصالح شخصية، وكذلك ضرورة إفشال كل مشروع فتنة يحاك ضد أبناء البلد الواحد. والنوري الذي يؤدي شخصية «أبو الأمين» يتعرض للكثير من الويلات والاتهامات عن جرائم لم يرتكبها، ويكون خط الهجوم عليه في كل ما يمنى به هو «أبو جابر» الذي يقتل الزعيم «أبو سالم» ويتهم هو بقتله، حيث يدبر «أبو جابر» مكيدة يتمكن بها من تثبيت الجريمة عليه بأدلة تقنع كل الناس، ومن ثم يضغط في المحكمة عبر نفوذه في السرايا لجعل حكمه مؤبداً. تلد زوجته في هذه الفترة لينطلق «أبو جابر» في رحلة تأمين حكم إعدامه كي يبقى كرسي الزعامة في حارة «الشاغور» شاغراً، ليساعده في يوم تنفيذ حكم الإعدام صديق بالهرب من السجن، والانطلاق إلى رحلة رد الاعتبار وتحجيم دور المجرم وتثبيت الحقائق في فصول تتسم بالتشويق والإثارة. درس تاريخي وكعادته يلعب الفنان بسام كوسا أدواره ببراعة في العمل الذي يصفه بالقوي المتضمن لإسقاطات فيها الكثير من الدروس، أبرزها دور العامل الخارجي في تأجيج النار بين أبناء البلد الواحد، وضرورة التصدي لذلك عبر الإرادة والالتصاق بالوطن. ويقترب كوسا في دوره «أبو جابر» بمسلسل «الغربال» على غرار أدواره التي برع فيها، من الفرنسيين لدعمه في عملية الوصول إلى الزعامة في الحارات الشعبية. ويرتكب أكثر من عمل إجرامي أبرزها قتل ابن الزعيم ومن ثم سعيد المرادي، وبعده الزعيم، ومن بعدها يقترب من زوجة الزعيم وتساعده في ذلك زوجته، كي يصلا إلى مبتغاهما، لكن كل ذلك يحصل في لحظات يكون أمره فيها قد افتضح للعامة.. وتكون النهاية غير السارة بطبيعة الحال.‏ «أم جابر» زوجة الفنان بسام كوسا هي الفنانة أمل عرفة، والتي تصف المسلسل بالدرس التاريخي عن صمود السوريين في وجه الحرب التي ستسطر شواهد تاريخية. وتجسد عرفة دور الشرّفي محاولة لمساعدة زوجها المجرم في الوصول إلى كرسي الزعامة عن طريق التقرب من أسرة الزعيم المقتول وتقديم كل دعم لهم، وبخاصة زوجته التي تتلاعب عرفة بمشاعرها لفترة، لكن، وجود أشخاص على خط المواجهة، يجعلها تقتنع بأن «أم جابر» شريرة ليفشل مشروعها، وينتهي زوجها إلى نهاية وخيمة بفعل أعماله وتحصد هي جزاء ما اقترفته يداها في دعمه. لوحة رائعة الفنانة القديرة منى واصف «أم سالم» زوجة الزعيم، يموت ولدها أولاً، ثم يقتل زوجها ليصبح منصب الزعامة شاغراً، وتبدأ التوسلات والتقربات منها من قبل الطامعين بها، وتكون على مقربة من تسليمها لمجرم هو من قتل ولدها وزوجها، بل وقتل وسيطاً كان سيقود إلى الحقيقة.‏ في حين يؤدي عبد المنعم عمايري شخصية «سعيد المرادي» وهو رجل من وجهاء دمشق محب لوطنه ومدينته ويسعى لإفشال كل المؤامرات على البلد ويقف موقفاً حديدياً ضد الفرنسيين وأعوانهم في الداخل. وفي مقتل ابن الزعيم يحصل على معلومات مؤكدة حول أن «ابو جابر» هو القاتل، وبينما يكون على بعد دقائق من الشهادة بذلك يتم قتله على يد «أبو جابر» ودفنه. لتقوم أخته بعد ساعة من الدفن بإخراجه من القبر حين تسمع صوته وإعادته إلى الحياة. من هنا تبدأ رحلة تمويه لعمايري بشخصية أخرى لا يعرفها كثيرون، ويلاحق الجريمة والمجرم، ويكون له كل الدور في الإيقاع به. الفتاة الجميلة الشريرة الشخصية الموجودة في كل مكان وزمان، ولها الكثير من الدلالات وبخاصة ضمن مجريات القصة، هي «وصال» (ليليا الأطرش)، وهي فتاة جميلة جداً وشريرة جداً، وتستخدم اللؤم للتعامل مع كل الناس، وتعمل على جعل كل من حولها يرضخون لها ولقراراتها. وتستخدم في سبيل ذلك الجمال والذكاء والدهاء الذي تملكه، فضلاً على المال، حيث تكون من عائلة مقتدرة مادياً. وتلفت الأطرش إلى أن المسلسل مثير وممتع وقصته عجيبة وفيه الكثير من التراجيديا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©