ارتفعت أسعار الحج في الدولة هذا العام بنسبة فاقت 100؟ ببعض الأحيان حتى تراوحت الأسعار ما بين حج ''عادي'' بـ 30 ألف درهم و"VIP" بـ 120 ألفاً حيث ساهم تحديد ''كوتا'' للإمارات بذلك، في حين اعتبرت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أنها لا تحدد أسعاراً للحج لأنه ''ليس سلعة'' كغيرها·
وأدى تحديد السلطات السعودية ''كوتا'' الإمارات لموسم الحج المقبل بـ 6228 حاجاً وحاجة، بعدما بلغت حصة الدولة 24 ألفاً العام الماضي، إلى ارتفاع الطلب على أداء فريضة الحج من قبل مواطني الدولة ووافديها، وزيادة الإقبال على مكاتب حملات الحج، وذلك تخوفا من ضياع فرصة أداء الفريضة هذا العام، ما أدى، إضافة لعوامل أخرى، إلى رفع الأسعار·
وقال المدير التنفيذي في مجموعة التوحيد للحج والعمرة والسياحة شاكر فايد إن الطلب والاستفسار على الحج من قبل المواطنين فاق السنوات الماضية بكثير، مرجعاً سبب ذلك إلى ''الكوتا'' المطبقة، وخوف المواطنين الراغبين بأداء فريضة الحج من ضياع فرصة الحج هذا العام·
وأشار فايد إلى أن مكتب شركته تلقى منذ نهاية موسم الحج الماضي وحتى أمس 1300 طلب حج خطي من مواطنين ووافدين راغبين في الحج هذا العام، في وقت حصلت فيه الحملة على تصريح للتعاقد مع 103 أشخاص فقط لهذا الموسم·
وأضاف ''تسلمنا لغاية اليوم 250 طلب حج من مواطنين يتنافسون على 79 مقعداً، ونحو 1050 طلب حج من وافدين عرب يتنافسون على 24 مقعداً''، لافتاً إلى أن حملته ستواصل استقبال طلبات الراغبين بالحج·
وأشار فايد إلى أن ''الكوتا'' شكلت مشكلة لجميع الفئات من دون استثناء، منوها بمراعاة الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أوضاع الحملات·
ويقسّم قانون مزاولة المهنة في الدولة شركات وحملات الحج إلى أربع فئات، ''خاصة'' و''أولى'' و''ثانية'' و''ثالثة''· ويسمح للفئة الأولى بحمل 1000 حاج، والفئة الثانية بـ ،500 والثالثة بـ ،200 ويحق لجميع الفئات حمل 50% إضافية على العدد المسموح لها به·
وقال فايد إن معدل إيجار الغرفة الفندقية في مكة وصل لنحو 50 ألف درهم، أما تكلفة الخيمة العادية التي تتسع لـ 8 أشخاص فبلغ 32 ألف درهم، بينما وصلت تكلفة استئجار حافلات نقل الحجاج من فئة فضةذف إلى حوالي 90 ألف درهم·
وبحسب فايد فإن أسعار الحج ارتفعت بما يفوق 100% ليبلغ الحد الأدنى لتكلفة الحج ''العادي'' جواً مع الإقامة في فندق 4 نجوم في مكة والمدينة نحو 30 ألف درهم للمواطنين، ونحو 35 ألف درهم للوافدين، بعد أن كان نحو 19 ألف درهم السنة الماضية·
في حين يبدأ الحد الأدنى لتكلفة الحج من فئة "VIP" لهذا العام من 45 ألف درهم، وقد يصل لنحو 120 ألف درهم بحسب نوع الخدمة والغرفة الفندقية التي يطلبها الحاج بحسب فايد·
وعلى صعيد نقل الحجاج، قال فايد إن الخطوط الجوية السعودية وفرت رحلات ''وافية وكافية'' بين المملكة والإمارات ذهاباً وإياباً لموسم الحج المقبل، وأعطت حملات الحج مهلة لغاية 15 أكتوبر لتحديد عدد مقاعدها وتواريخ سفر المتعاقدين معها·
من جهته، أكد إداري في حملة الأمين للحج والعمرة علي عبدالله، وجود زيادة في الطلب على أداء الحج بالدولة خصوصاً من قبل الوافدين·
وقال عبدالله إن سعر الحج بالحد الأدنى لا يقل للموسم المقبل عن 30 ألف درهم للمواطنين والمقيمين بعد أن كانت في العام الماضي 10 آلاف درهم، في حين لا يتجاوز الحد الأقصى لفئة فضةذف مبلغ 45 ألف درهم·
وأشار إلى أن الكوتا سمحت لحملته بحمل 56 حاجاً مواطناً و17 حاجاً وافداً لهذا العام، بعد أن حملت في الموسم الماضي 100 مواطن و85 وافداً·
ولفت عبدالله أن حملته لم تفتح باب التسجيل للمواطنين لغاية اليوم، مرجعاً سبب ذلك إلى تأخر المواطنين في غالب الأحيان بالتسجيل، بعكس الوافدين الذين تسجلوا مع الحملة قبل شهرين·
من جانبها أكدت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على لسان مديرها العام محمد مطر الكعبي شروع بعِثة الحج الرسمية للدولة الاستعداد لموسم الحج المقبل منذ نهاية موسم الحج الماضي·
ولفت الكعبي إلى أن لا جديد على صعيد زيادة ''كوتا'' الإمارات لعدد حجاجها للموسم المقبل لغاية اليوم·
وأشار إلى أن الهيئة هي من يعد تصاريح الحج وتقوم بطباعتها وتتولى توزيعها على الحملات المعتمدة في الدولة كل منها بحسب تصنيفها، وهي تسلم للحملات وليس للأشخاص، مشدداً على أن الهيئة لم تحدد سعرا للحج، على اعتبار أن الحج ''ليس سلعة''·
واعتبر أن العملية تتم بالتعاقد ما بين الشخص الراغب بالحج والحملة التي يتطلب منها توفير الخدمات التي يريدها الحجاج·
وأردف ''معلوم أن بعض الحجاج يطلبون الحج وآداء الفريضة كيفما حصل، وهؤلاء قلة، وأكثر الناس لديهم شروطهم··· ناهيك عن أن الحملة الواحدة عادة ما تشتمل على مستويات عدة، وتختلف نوعية الخدمات التي توفرها الحملات لكل مستوى، سواء في الفنادق المتسأجرة أو العمارات أو المخيمات، وكذلك الأمر بالنسبة للمواصلات، وفي النهاية العقد شريطة المتعاقدين كما هو معروف''·
وأشار مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إلى أن الهيئة تدارست شؤون الحج والحمـــلات في الفـــترة الماضية خلال اجتماع على مستوى مجلس التعــاون لــدول الخليج العربية جرى في الكويت، وتبين لها أن الـــدول الخليجيـــة جميعهــــا لـــــم تحدد سعرا للحج·
وأكد أن أي من دول مجلس التعاون لم تلجأ إلى إستئجار الفنادق والعمارات كما تفعل بعض الدول الإسلامية ومنها ماليزيا، متوقعا أن يكون هذا الحل واحدا من الحلول المناسبة التي قد تتبعها الهيئة في أعوام قادمة، حيث يمكن من خلال هذه الوسيلة التحكم بأسعار التكلفة·
وتتولى بعض وزارات الأوقاف والهيئات المعنية في بعض الدول الإسلامية مسؤولية استئجار الفنادق والعمارات لإقامة حجاجها خلال مواسم الحج·
وتقوم المملكة السعودية بتقليص أعداد الحجاج موسما بعد آخر، عازية ذلك إلى إزالة نحو 1500 مبنى حول الحرم الشريف بهدف توسعته
عدد اليوم
