الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بلماضي في الماضي

12 يناير 2015 23:01
يكاد يتفق علماء الاتصال وخبراء الإعلام على أن فنون الإعلام الرياضي، من خبر وتحليل وتحقيق وتعليق وغيرها، باتت تأخذ قدراً من طبيعة الوسيلة الإعلامية التي تظهر فيها إلى درجة كبيرة، فالخبر - مثلاً – هو السيد في وسائل الإعلام الإلكتروني والتحليل يأخذ شكلاً أبهى، حيث فن الجرافيك في التلفزيون والتعليق، حيث الرأي والمعلومة يجد مساحته في الإذاعة والصحافة المقروءة، وهكذا مع التأكيد على أن الأمر يبقى نسبياً، تحكمه الظروف الشخصية والموضوعية أحياناً، وهذا موضوع قد يضطرنا إلى تتبع الجذور والعودة إلى الماضي، ونحن لا نريد أن نبتعد عن شقيقنا بلماضي مدرب المنتخب القطري الذي صعقت شباكه بأربع كرات إماراتية في مباراتهما ضمن بطولة الأمم الآسيوية. وأقول شباكه وليس شباك فريقه من باب المجاز، لأن الرجل وزع المسؤولية في هذا الاهتزاز العنيف للشباك على الجميع، ونسي نفسه، بل أنه راح يجادل ويناكف، وكأنه مبرأ مما جرى، وقد كان كل ما حدث في الشوط الثاني الذي اصطلح على تسميته منذ الماضي بأنه شوط المدربين. لا خلاف أن الحارس يتحمل قسطاً، وأن خط الدفاع يتحمل قسطاً إلا أن الفريق كله في سياقات لعبة كرة القدم يتحمل الخسارة الثقيلة، وذلك ما أدلى به لاعب قطري جريء بعد المباراة، وهو المنطق الذي نضيف، كي يصبح كاملاً أن المسؤولية في النهاية تقع على السيد بلماضي الذي لا أحد ينتظر أخذ رأيه في صحة هذا الرأي. لقد ارتكب بلماضي خطأ - وهذا ليس تحليلاً وإنما تعليقاً – حين أصر على أن يدخل المباراة بعباءة مزركشة بذهب «خليجي 22» وتبختر وهو يطأ أرض الملعب بروحية حامل هوية البطل الذي يواجه منافساً تأخر عنه مرتبتين قبل أيام معدودة، ولا شك أن هذا الفعل، سواء صرح به بلماضي أم لم يصرح، فإنه انعكس على لاعبيه، فالمدرب أب وما ظلم من شابه أباه، ومما عزز هذا الشعور نتيجة الشوط الأول، حيث التقدم غير المنسجم مع المجريات، وهذه الصفة وحدها كانت حرية بأن تعيد بلماضي إلى الحاضر، وتنزله من برجه العالي إلى أرض الملعب. ورب ضارة نافعة إذ مازال أمام بلماضي مجال للتصحيح والتواضع خاصة أنه يمتلك أدوات جيدة لتنفيذ الخطط الطموحة بواقعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©