الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تراث الإمارات» يشد على يد الحراك الطلابي «الأخضر»

«تراث الإمارات» يشد على يد الحراك الطلابي «الأخضر»
28 ابريل 2012
أهازيج وأناشيد وطنية حفلت بأسمى معاني الحب والوفاء للوطن والقائد، سبقت إعلان نتيجة واحدة من أكثر الفعاليات الطلابية زخماً في المجتمع المدرسي الإماراتي، وهي مسابقات البيئة المدرسية للعام 2011 - 2012، والتي أشرفت عليها وحدة البحوث البيئية بنادي تراث الإمارات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وتم تكريم الفائزين فيها على مسرح الأنشطة الملحق بالنادي يوم أمس الأول، أعقب ذلك افتتاح معرض «إبداع من النفايات القماشية»، الذي يستمر حتى الثالث من مايو المقبل في مبادرة لحث الطلبة على ممارسة سلوكات «خضراء» تحمي البيئة. تأتي فعاليات الاحتفال بإعلان نتائج مسابقات البيئة المدرسية للعام 2011/ 2012، امتثالاً لرؤية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، المتمثلة بضرورة دعم الشباب الإماراتي من خلال الأنشطة والفعاليات التراثية والثقافية كافة التي يقيمها النادي، وحضر الحفل عبدالله المحيربي المدير التنفيذي للخدمات المساندة بالإنابة بالنادي، وشريفة حسن مديرة إدارة الأنشطة الطلابية والمسابقات العلمية في وزارة التربية والتعليم والطلبة الفائزون والمدارس والمؤسسات، بالإضافة إلى عبدالكريم علي رئيس وحدة البحوث البيئية، وعدد من المسؤولين في النادي، وممثلون عن المدارس المشاركة والمعنية، وعدد من ممثلي الهيئات الأجنبية المعنية. أصبوحة طلابية بدأت الأصبوحة الطلابية بامتياز مع آيات من القرآن الكريم، تلاها الطالب عدنان عبداللطيف، ثم قدمت زهرات مدرسة المروة بأبوظبي أنشودة بيئية جميلة، حيث أطللن على المسرح في أردية تحاكي الزي الوطني، وقد حُليت بمزركشات ذهبية اللون زادتهن ألقاً على ألق الطفولة النضرة التي تشي بها حركاتهن الرقيقة على خشبة المسرح. وأخذت الطالبات في تقديم أوبريت مدهش حمل صوراً أدائية متنوعة، كانت الأولى بعنوان «حضنت الأرض»، وعبر عن قوة العلاقة بين الإنسان والأرض وضرورة الحفاظ عليها، لارتباط وجود الأرض بالوجود البشري على سطح هذا الكوكب. وجاءت لوحة غنائية أخرى بعنوان «إماراتي» عكست حب الوطن والقائد والولاء المتجذر في نفوس أبناء الإمارات تجاه هذه الأرض الطيبة وولاة الأمر فيها. وفي واحدة من الصور الأدائية الرائعة اعتلت المسرح فتاتان صغيرتان تحملان المناجل التي يستخدمها المزارعون، وقدمتا استعراضاً مبهراً بمشاركة بقية الفتيات، في إشارة رمزية إلى الاعتزاز بالزراعة وما تمثله من أهمية لحياة البشر. بعد ذلك، قدمت مجموعة من طالبات المدرسة فقرة تراثية أكدت مواهبهن المتعددة التي بلغت حداً كبيراً، وهو ما ظهر من خلال تقديمهن بعض الألعاب الشعبية الإماراتية الخاصة بالبنات، بمصاحبة أغنية جميلة، مستمدة من أعماق التراث الشعبي الإماراتي، واستطاعت الطالبات انتزاع التصفيق والإعجاب من حضور مسرح الأنشطة بالنادي، لما قدمنه من رشاقة حركية وأداء صوتي متناغم وراق. أعقب ذلك البدء في توزيع جوائز مسابقتي «إبداع من النفايات القماشية»، و«إماراتنا والبيئة». وبعد هذه اللوحات الفنية المتعاقبة التي أدخلت السرور على قلوب الحضور من الطلاب، قام عبدالله المحيربي وشريفة موسى حسن بتكريم الفائزين وتوزيع جوائز المسابقتين على الطلبة والمدارس الفائزة من المشاركين من مدارس الدولة كافة، حيث بلغ مجموع الجوائز ربع مليون درهم إماراتي، تم توزيعها على الفائزين الذين شاركوا في فئات المسابقتين كافة. تكريس الإبداع كان الحدث الذي يكرس إبداعات الطلاب ويقدم أعمالهم للجمهور، ليكن حافزاً لهم على إبراز ما لديهم من إمكانات واستثمار الطاقات في كل ماهو مفيد ونافع لهم وللمجتمع، وتمثل ذلك في افتتاح معرض «إبداع من النفايات القماشية»، والذي انتشرت في أرجائه الأعمال الفنية الفائزة للطلاب والطالبات، واحتل ذوو الإعاقة مركز الصدارة في واجهة المعرض، من خلال عرض الأعمال الثلاثة الفائزة، حيث ذهب المركز الأول إلى مركز دبا الفجيرة لتأهيل المعاقين بإشراف سماح علي عبدالمنعم مرعي، والمركز الثاني إلى مركز الإمارات للتوحد، وهو عبارة عن لوحة قماشية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، قال عنها محمود إسماعيل، المشرف بالمركز، إنه تشارك في صنعها خمسة طلاب على مدار شهرين وتم إنجازها من أنواع مختلفة من الأقمشة إلى أن ظهرت بهذا الشكل الجميل والمبدع. ولفت إسماعيل إلى أهمية مشاركة كل الفئات الطلابية في مثل هذه المسابقات، خاصة من ذوي الإعاقة لما يحمله من ذلك من فوائد عملية في عمليات التأهيل والدمج التي تسعى لتحقيقها هذه المراكز، مؤكداً أن طلاب المركز دأبوا على تحقيق مثل هذه الإنجازات على مستوى الدولة، وسبق أن فازوا بالمركز الثاني في المسابقة نفسها، ولكنها كانت تحمل اسم «إبداع من النفايات الخشبية» في العام الماضي. ونجح طلاب مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، في اقتناص المركز الثالث عبر مجسم تراثي كبير أسهم في صنعه كل من الطلاب، سعيد السويدي، ومبتسم سيف، وبشار العزة، ومحمود شاهين، بالإضافة إلى الطالبة أسماء عطية، وأشرف على هذا العمل المميز محمد أبوزهرة المشرف بالمدرسة، والذي أشاد بالمشاركات المتميزة لطلاب المدرسة الذين سبق أن فازوا مرتين بالمركز الثالث في مسابقة «إبداع من النفايات الزجاجية» التي أقيمت سابقاً. احتضان المواهب إلى ذلك، قال أحمد الحوسني رئيس قسم الأنشطة الشبابية في نادي تراث الإمارات، إن هذه الفعاليات تمثل الحرص الدائم لنادي التراث على احتضان الشباب المبدع والتعاون مع المسؤولين ومن التربويين ومن المهتمين والمعنيين بالبيئة والمدركين لأهميتها، وذلك عبر أنشطة حضارية تعكس المفاهيم والأخلاقيات التي يؤمن بها مجتمع الإمارات، ويضيف إلى مكاسبه صفحات ناصعة من صفحات التطور الثقافي والنهوض الحضاري اللذين صارا من سمات دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المحافل الدولية. وأوضح أن النادي وهو يلتزم بتوجيهات القيادة الحكيمة في الحفاظ على البيئة، ويطبقها عبر برامج عمل محددة، منها ما يجعلنا اليوم ليؤكد دعوته الدائمة إلى تكثيف الجهود المشتركة الآن ومستقبلاً بين المؤسسات التي تخدم البيئة في الإمارات حتى تظل الإمارات حاضرة في قلب المشهد الحضاري العالمي للبيئة، وحتى يحفظ التاريخ للإمارات دورها البارز في الإسهام بجدية وعمق في بناء الوطن والإنسان، وفي تقدم الأوطان والناس جميعاً؛ لأن للإمارات دورها المميز في احترام البيئة وتقديرها ولها بصماتها في تعظيم أهمية حماية هذه المعمورة. وقال «هذا اللقاء بين الطلاب والمسؤولين من الجهات المختلفة يمثل وعياً مميزاً للجيل الواعد في مجتمعنا، ويعكس اهتماماً نوعياً لدى مؤسساتنا، لاسيما التربوية منها، ويضيف إلى مكونات مجتمعنا من الصفات الحضارية ما يستجيب لما تأمله منا قيادتنا الرشيدة، ويحقق بعضاً من أهداف النادي، ويؤكد احترامنا للحياة بسلوكياتنا وتفاعلاتنا مع مفرداتها وعلى رأسها بيئتنا التي منها نستمد عناصر البقاء». مواكبة المتغيرات من ناحيتها، أشادت شريفة حسن مدير إدارة الأنشطة الطلابية والمسابقات العلمية في وزارة التربية والتعليم، بمواكبة الوزارة لتغيير المفاهيم المصاحبة للعملية التعليمية، وقالت «أصبح التعليم الآن ينظر إلى الطالب باعتباره محوراً لمجمل العملية التعليمية، وصاحب هذا التغيير، تغيير المفاهيم وتغير في الأساليب، حيث صارت مشاركة الطلبة بفعالية ونشاط في العملية التعليمية هي الأساس، كما أضحى دور المعلم مستثيراً لأفكار الطلبة، ومنشطاً لقدراتهم الذاتية ومحفزاً على مشاركتهم داخل غرفة الفصل وخارجه». وأضافت «مخرجات التعليم الآن تركز ليس فقط على إكساب الطالب المعلومات المختلفة التي يحتاج إليها في حياته، بل وهو الأهم تنظر إلى الوسيلة والكيفية اللتين يتم بهما إكسابه تلك المعلومات». ولفتت إلى الدور الكبير الذي تقوم به المؤسسات التربوية المجتمعية ومؤازرتها بما يخدم أهداف التربية والتعليم والمساهمة في تربية الجيل والنشء، وهو ما يستدعي تثمين تلك الجهود، وحفز الجميع ليحذوا حذوها. وأشارت حسن إلى أن نادي تراث الإمارات ضمن هذه المؤسسات التربوية التي تقدم لأبنائنا المزيد من التهيئة التربوية، من خلال أنشطة متنوعة تعمل على تزويد الطالب بخبرات حياتية وتصقل مهارات يجب أن تصقل. وقدمت حسن نيابة عن وزارة التربية والتعليم الشكر والتقدير لنادي تراث الإمارات لجهوده الدائمة ورعايته المتميزة لأبنائنا الطلبة الذين شاركوا في هذا المسابقة وغيرها من الفعاليات الهادفة التي ينظمها النادي على مدار العام. قطاف العلم نيابة عن الطالبات اللواتي شاركن في هذا الحدث المجتمعي المميز، قالت منى الحسيني، الطالبة بمدرسة المعالي بأبوظبي، إن جميع الطلاب والطالبات جاؤوا حاملين مشاعل النور كي ننثر قطاف العلم الزاهر، شاكرين ربان سفينة الاتحاد على حبه وعطاياه لأبنائه المحبين، مستظلين برعاية كريمة متواصلة من نادي تراث الإمارات صاحب الدور الرائد في المحافظة على تراث وتقاليد مجتمع الإمارات ونشره بين الأجيال الناشئة من خلال الأنشطة المتعلقة بالبيئة والتراث. وعبرت عن امتنانها لكل القائمين على هذه الفعاليات البيئية المستمرة، والتي تشهد تطورا من عام إلى آخر، ما يدفع الطلاب للمشاركة في هذه الفعاليات البيئية بحماس وتنافس شريف كي نحصد الألقاب ونحوز قصب السبق في ميدان البيئة المتعاظم. وأكدت أن وجود هذا الحشد الكبير من الطلاب يبين مدى الجهود المخلصة والبناءة في نشر الوعي البيئي على المستويات كافة ولأطياف المجتمع المحلي كافة، وتظهر أهمية الحفاظ على البيئة وما له من آثار عظيمة في حفظ البشرية وتنميتها أو إلحاق الضرر بها وبمكوناتها، إذ لم يتم الحفاظ عليها بالشكل اللازم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©